أبو الوفاء ابن عقيل كوكب مضيء ، وعالم جهبذ ، وقف بلسانه يجاهد وينافح عن عقيدتنا السماوية وشريعتنا الربانية - وقف سداً منيعاً وصار سهماً مسموماً في وجه الصوفية المبتدعة .. هو الذي عاش فترة من سنيات حياته تائهاً في غياهب علم الكلام ، حتى أراد الله له الهداية ، فخلع ثوب الضلال وركب سفينة النجاة وأعلن توبته المشهورة للملأ ، فتبرأ فيها من مذهبه الاعتزالي ومن كان يدافع عنهم ، حتى عرف الحق وأدار الدائرة عليهم فصب جام غضبه لله ولدينه عليهم. عن العلامة (أبو الوفاء ابن العقيل) صاحب كتاب (الفنون) ، الذي قال عنه ابن العماد أنه يزيد على 400 مجلد ، أصدرت دار طويق للنشر والتوزيع عملاً أكاديمياً بارزاً ومرجعاً شرعياً رائداً ، بعنوان (التوثيق والتحصيل لردود ابن عقيل على الصوفية) للدكتور محمد بن أحمد الجوير. العمل يمثل رسالة أكاديمية وأطروحة تبحث وتنقب عن أحد أعلام الأمة ، الذي نقل عنه الكثير من علمائنا وجعلوه حجة لهم في استدلالاتهم في الرد على الخصوم كتلميذه ابن الجوزي في تلبيس إبليس ، والذهبي في السير ، وابن مفلح في الأحكام الشرعية. الكتاب يمثل رحلة عملية طويلة استمرت على مدار خمس سنوات ، ظل فيها الكاتب يغوص ويصول ويجول في سيرة هذا العالم الكبير وتلميذه ابن الجوزي ، اطلع على جميع مواقفهما من أهل البدع كالصوفية في الكثير من المراجع والمصادر ، لتكون المحصلة عملاً جديداً ونموذجاً فريداً يحمل الكثير من آفاق التطور في الشكل والمضمون ، وحتى تكتمل الفائدة وتتنوع الثمرة أتى الكاتب بأسلوب جامع مانع من خلال الاستدلالات والبراهين ، إلى طرح أخطر القضايا والموضوعات التي تتعلق بالصوفية وغيرها ، من خلال فهرسة رقيقة اعتمدت على الأطر التالية : 1 - تعريف بابن عقيل من خلال نسبه ومولده ومؤلفاته وعقيدته حتى وفاته. 2 - ردود ابن عقيل على الصوفية من خلال مصادر التلقي والاستدلال والطهارة وأماكن العبادة ، ودعوى إسقاط التكاليف والتوكل والمحبة والسماع ، من خلال منهج مختصر يقوم على عرض شبهة الصوفية في المسألة الواحدة ، بضرب مثل أو اثنين من أقوال الصوفية ، ثم أعقبه ببيان ردود ابن عقيل عليها. 3 - فهرس الموضوعات. العمل يرصد أخطر القضايا ويؤكد أن الصوفية عند أئمة السلف طائفة إسلامية منهم المصيب والمخطئ الظالم لنفسه .. وقد نبّه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى ، ولكن مواقف ابن عقيل التي رصدها كانت على الجهلة والغلاة والظلمة منهم.