في مثل هذا اليوم من عام 1973 أعلن الرئيس نيكسون أن هنري كيسنجر ولي دك ثو كبير المفاوضين الفيتناميين الشماليين قد أبرم اتفاقية سلام في باريس لإسدال الستار على الحرب وإحلال السلام في فيتنام وجنوب شرق آسيا. وقد قام كيسنجر وثو بإجراء مفاوضات سرية منذ عام 1969م. وبعد أن قام الفيتناميون الجنوبيون بصد الهجوم الفيتنامي الشمالي المكثف في ربيع 1972، قام كيسنجر والفيتناميون الشماليون بتحقيق بعض التقدم على طريق الوصول إلى نهاية للحرب. ومع ذلك، قام رئيس فيتنام الجنوبية نجوين يثو بتقديم عدة مطالب إلى مائدة التفاوض دفعت المفاوضين الشماليين إلى قطع المباحثات مع كيسنجر في الثالث عشر من ديسمبر. ووجه الرئيس نيكسون إنذاراً شديد اللهجة إلى هانوي لإعادة مفاوضيها إلى مائدة التفاوض في غضون 72 ساعة (وإلا..). رفض الفيتناميون الشماليون طلب نيكسون وأمر نيكسون بالهجوم على فيتنام فيما عرف باسم عملية لينبيكر، وهو هجوم جوي واسع النطاق على هانوي. وكانت هذه العملية أعنف الغارات الجوية خلال الحرب الفيتنامية. وخلال الهجوم الذي استمر 11 يوماً قامت 700 من القاذفات الثقيلة من طراز بي - 52 و1000 طائرة مقاتلة بإسقاط حوالي 20 ألف طن من القنابل على منطقة مكتظة بالسكان بين هانوي وهانفونج. وفي الثامن والعشرين من ديسمبر وبعد 11 يوماً من القصف المكثف وافق الفيتناميون الشماليون على العودة إلى مائدة المفاوضات. وحينما التقى المفاوضون في وقت مبكر من يناير سرعان ما توصلوا إلى اتفاق. وتبعاً لبنود الاتفاقية، التي أصبحت تعرف باسم (اتفاقيات سلام باريس)، بدأ وقف إطلاق النار في الثانية من صباح يوم 28 يناير بتوقيت سايجون. ونصت الاتفاقية على إطلاق سراح أسرى الحرب خلال 60 يوماً وفي المقابل يتم سحب كل القوات الأمريكية وكل القوات الأجنبية الأخرى من فيتنام خلال 60 يوماً. وفيما يتصل بالموقف السياسي في فيتنام الجنوبية طالبت الاتفاقية بإنشاء (مجلس وطني للمصالحة) يحوي ممثلين من جانبي فيتنام الجنوبية ( سايجون وجبهة التحرير القومية ) للإشراف على المفاوضات وتنظيم الانتخابات. وقد تم توقيع الوثيقة النهائية الفصلية التي أطلق عليها (اتفاقية إنهاء الحرب واستعادة السلام في فيتنام) وذلك في السابع والعشرين من يناير.