في مثل هذا اليوم من عام 1972 وبعد انهيار مباحثات السلام مع فيتنام الشمالية، أعلن الرئيس ريتشارد نيكسون عن بدء حملة من القصف العنيف من أجل إنهاء حالة الجمود. ولمدة أسبوعين تقريباً قامت القاذفات الأمريكية بقصف مركز لفيتنام الشمالية. ففي يوم 13 ديسمبر، انهارت مباحثات السلام بين الولاياتالمتحدةوفيتنام الشمالية. وقد قام المفاوضون الفيتناميون الشماليون والأمريكيون بتبادل الاتهامات بشأن من يقع عليه اللوم في فشل المحادثات ووصولها إلى طريق مسدود. وعلى الفور قام الرئيس نيكسون بإعداد الخطط من أجل شن هجمات انتقامية على فيتنام الشمالية وبدءاً من 18 ديسمبر قامت طائرات B-52 والطائرات القاذفة بإسقاط ما يزيد عن 20 ألف طن من القنابل على مدينتي هانوي وهايلونج. وفقدت الولاياتالمتحدة 15 طائرة عملاقة من طراز B-52 و11 طائرة أخرى أثناء الهجوم. وأعلنت فيتنام الشمالية عن مصرع ما يزيد عن 1600 مدني من جراء هذه الغارات. وقد استمرت أعمال القصف حتى يوم 29 ديسمبر حتى وافق الفيتناميون الشماليون على استئناف المباحثات. وبعد أسابيع قليلة، تم توقيع اتفاقية باريس للسلام التي أسدلت الستار على حرب فيتنام ووضعت نهاية للدور الأمريكي في الصراع الأمر الذي أدى إلى إلحاق الضرر بالجهود الأمريكية في الحرب الباردة. وكان تأثير ما أطلق عليه قصف الكريسماس على الاتفاق النهائي من الصعب تقييمه. وزعم بعض المؤرخين أن الغارات قد أجبرت الفيتناميين الشماليين على العودة إلى مائدة التفاوض. واقترح آخرون أن الهجمات كان لها أثر ضئيل إلى جانب الضحايا والدمار الذي تسببت فيه. وقد صرح هنري كيسنجر قائلا: لقد أجبرنا الفيتناميين الشماليين على قبول تنازلاتنا. وكان الأثر الرئيسي يتمثل في إقناع حلفاء أمريكا في فتنام الجنوبية، الذين كانت تراودهم الشكوك بشأن مشروع الاتفاق الذي وضع في أكتوبر 1972م، بأن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عنهم. وعلى أية حال فإن الاتفاق النهائي لم يشتمل على أي تغييرات هامة تختلف عن مشروع أكتوبر.