في السابق لم أكن أعتقد أن بإمكان الإعلام أن يصنع من لاعبٍ عادي نجماً كبيراً يُشار له بالبنان حتى جاء إلينا اليساندرو ديل بيرو ليصحح آراءنا ويثبت لنا أن الإعلام قادر على فعل الكثير فديل بيرو ومنذ أول مواسمه في الدوري الايطالي مع الجوفنتس في موسم 93-94 وهو القادم من نادي بادوفا بعد لعب له موسمين في دوري الدرجة الأولى لم يقدم لنا سوى موسم متميز واحد وهو موسم 97-98 وهذا الموسم شهد ولادته كلاعب نجم - إن جاز لنا تسميته بذلك - وشهد وفاته كلاعب فهو ومنذ ذلك الموسم لم يقدم أي شيء يذكر بل أصبح عالة على هجوم فريقه ومنتخب بلاده وقبل أن نواصل الخوض في غمار ديل بيرو دعونا نلقي الضوء على مسيرته الاحترافية. لعب ديل بيرو موسمين مع نادي بادوفا في دوري الدرجة الثانية والمعروف بالسيريا ( B ) لعب خلالهما 14 مباراة وسجل هدفاً واحداً لينتقل بعدها لنادي اليوفي ليلعب حتى الآن 281 مباراة مسجلا 114 هدفاً خلال 11 موسماً في دوري الدرجة الأولى بمعدل اقل من نصف هدف في المباراة وهذا المعدل يعتبر ضعيفا جدا إذا قورن بمعدل مهاجم حقيقي كأندري شفتشنكو لاعب الميلان الذي لعب 167 مباراة سجل خلالها 103 أهداف حتى الآن ولا ننسى أن نسبة لا بأس بها من أهداف ديل بيرو تكون من نقطة الجزاء وفي أحد المواسم سجل 11 هدفاً عن طريق ضربات الجزاء. ودائما ما يكرر الإعلام الجوفنتسي اسطوانة أن ديل بيرو لا يلعب بشكل دائما كرأس حربة ودائما ما نراه يلعب في مركز صانع الألعاب والحقيقة لا أعلم متى لعب ديل بيرو كصانع لعب على الأقل في المواسم السبعة الاخيرة خاصة إذا علمنا أن اليوفي كان يضم واحداً من أمهر صناع اللعب في العالم وهو الفرنسي زين الدين زيدان الذي رحل ليحل محله التشيكي بافل ندفيد الذي كان خير سلف لخير خلف فلا اعلم متى لعب ديل بيرو كصانع لعب؟ ووجود ديل بيرو بهذا المستوى المتواضع في خط هجوم فريق كبير كالسيدة العجوز أجبر جماهير الفريق على الاحتجاج قبل بداية الموسم الحالي أمام مقر النادي مطالبة اللاعب بالفريق وفتح المجال لمن هم أفضل منه خاصة انه واعني ديل بيرو ساهم في رحيل العديد من المهاجمين ولعل من أبرزهم ماركو دي فايو الذي صرح علانية بأنه مل الجلوس على مقاعد الاحتياط وهو يرى من هو أقل منه مستوي كأساسي في مختلف الظروف وهناك أيضا فابريزو ميكولي الذي انتقل لفورنتينا بداية هذا الموسم وقد أعلن عن تذمره من جلوسه احتياطاً في صفوف اليوفي وبعد إصابة ديل بيرو هذا الموسم لمح له مسؤولو اليوفي بالعودة ولكنه رفض رفضا قاطعا بحجة انه متى ما عاد اليكس من الإصابة فإنه سيعود إلى مقاعد الاحتياط بغض النظر عن المستوى الذي يقدمه. ثم أين ديل بيرو لقب هداف الدوري الايطالي وهو الذي لعب 11 موسماً حتى الآن مع أن غيره من المهاجمين الحقيقيين قد سبق له تحقيق ذات اللقب بل إن بعضهم حققه من أول موسم يلعبه في الدوري الايطالي وجدير بالذكر أننا لم نسمع يوما من الايام أنه نافس على إحدى الجوائز سواء الكرة الذهبية أو جائزة أفضل لاعب في العالم. وعلى المستوى الدولي لم يقدم أي شيء يذكر لمنتخب بلاده في مختلف المشاركات بل إنه في نهائي أمم أوربا عام 2000 أضاع فرصاً عديدة وكان عالة على هجوم المنتخب الازوري الذي خسر تلك المباراة ليذهب لقب البطولة للديك الفرنسي. في المقابل لم نجد لاعباً ظلمه الأعلام كفرانشسكو توتي القلب النابض لفريق روما وعقله المدبر والرئة التي يتنفس بها الفرق اللاعب الذي يطربك بتمريراته وبتهديفه لاعب متكامل حمل فريقا كاملا على كاهله وقاده لتحقيق الاسكديتو ومع انه يلعب كصانع لعب إلا أن أهدافه تجاوزت المئة بثمانية أهداف ويكفي ان تغلق عينيك وتطلق لخيالك العنان متذكرا فرانشسكو توتي لتعلم أن ديل بيرو لاعب من ورق. بيرلسكوني في الهلال السياسة التي ينتهجها رئيس الهلال الامير محمد بن فيصل في التعاقدات مع اللاعبين المحليين تذكرني بسياسة رئيس الميلان سلفيو بيرلسكوني الذي منذ تسلمه رئاسة النادي الايطالي أواخر الثمانينات بعد هروب الرئيس السابق لجنوب افريقيا حاملا معه أموال النادي لم يتوانَ عن تذليل كل الصعاب ليضمن عودة الفريق بطلاً كما كان فتعاقد مع الثلاثي الهولندي الشهير وتعاقد مع لاعبين محليين أمثال كارلو انشلوتي وروبرتو دونادوني وهم لم يكونوا نجوماً في ذلك الوقت ليشكلوا مع اللاعبين الشباب امثال مالديني وكوستا كورتا ومع المخضرمين فرانكو باريزي وماور تاسوتي وفيلبو جالي فريقاً لايقهر.. فريقاً فرض سطوته على الساحة الايطالية والاوربية والدولية لما يزيد على الخمسة مواسم وهذا ما سيكونه الهلال بإذن الله فصبراً (بنو هلال) ففريقكم قادم. ريال مدريد الإيطالي يبدو أن بصمة اريجو ساكي ظهرت سريعاً على أداء الفريق الاسباني فالمتابع لديربي العاصمة الاسبانية مدريد شاهد كيف كان التنظيم الدفاعي للفريق وللمرة الاولى نشاهد الريال يدافع بستة لاعبين ويعتمد على الهجمة المرتدة السريعة ويعمد إلى إغلاق المنافذ والاعتماد على الهجمة المرتدة السريعة ويبدو أن الريال سيظهر بشكل آخر مع الطريقة الإيطالية.