في جزيرتنا العزيزة طالعنا وعلى مدى الأيام القريبة الماضية أنباء الكوارث من زلازل وأمواج عاتية وفيضانات مدمرة والتي حلت بجزء شاسع من الأرض خصوصاً في شرق آسيا فمن جرائها وصل عدد الضحايا إلى أكثر من (70000) قتيل حتى عدد الخميس 18-11-1425ه. وإثرها قرأت عدداً من التعليقات وردود الأفعال لبعض الكتّاب في (جزيرتنا) ومن خلالها شحذوا أقلامهم تحذيراً من أمثالها ومن آثارها.. ونادوا مطالبين باتخاذ الاحتياطات البشرية لمواجهة هذه الكوارث أو التقليل من آثارها وقرأت لبعضهم مناداته لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعة، ولم أجد (واحداً) من هؤلاء ينادي بأخذ العظة والعبرة والتفكر في مسبباتها الحقيقية التي أوضحها الله تعالى في كتابه الكريم، فقال سبحانه في سورة الروم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. فقال الشيخ ابن سعدي - رحمه الله - مفسراً (أي استعلى الفساد في البحر والبر أي فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها..). إن هذه الكوارث المدمرة أصاب الله تعالى بها هذه الدول لما اقترفته من فواحش ظهرت للملأ {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}وصدق فيهم قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}. إننا بحاجة شديدة إلى أن نحتاط لهذا البلاء بالابتعاد عن الأسباب الحقيقية له، وهي المعاصي، فهي سبب كل بلاء فما نزلت عقوبة إلا بذنب وما رفعت إلا بتوبة.. قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} .