بلغت بطولة السعودية لكرة القدم دوري كأس خادم الحرمين الشريفين مرحلة حاسمة بتأهل الاتحاد والأهلي والشباب والنصر لتصفيات المربع الذهبي النهائية التي تمثل ذروة موسم الكرة في السعودية. وينتظر الشارع الرياضي انطلاق مباريات المربع الذهبي نهاية الشهر الجاري وسط اهتمام كبير بالفرق المتأهلة واستعداداتها على اعتبار أن الفرق الأربعة التي وصلت الى المرحلة الحاسمة تمثل صفوة الفرق خلال الموسم الحالي. ورغم أن قوة الاتحاد والأهلي والشباب والنصر من شأنها أن تكفل تنافساً مثيراً في مباريات المربع الذهبي، فإن عدم تأهل الهلال صاحب الشعبية الجارفة للمرة الأولى منذ ثمانية مواسم سيفقد مباريات البطولة منافساً قوياً يمتلك لاعبين مميزين بإمكانهم إمتاع المتابعين. ويلعب الاتحاد ضد النصر ذهاباً في الرياض واياباً في جدة بينما يلعب الأهلي ضد الشباب ذهاباً في الرياض واياباً في جدة، وينتظر أن يعلن اتحاد الكرة برنامج المباريات الأسبوع المقبل. ويعتبر الشباب أكثر الفرق الأربعة فوزاً بالبطولة بعدما أحرزها ثلاث مرات 91، 92، 93 مقابل مرتين للنصر 94، 95، والاتحاد 97، 99، ولم يتمكن الأهلي من احراز أي لقب. الاتحاد الأقوى هجوماً حقق الاتحاد حامل اللقب نتائج لافتة في مباريات المرحلة التمهيدية منحته فرصة مواتية للمحافظة على لقبه، وقد فاز لاعبوه في 17 مباراة وخسروا ثلاث مباريات وتعادلوا في مباراتين، وتمكنوا من تحقيق الفوز بأربعة أهداف في عشر مباريات ما جعلهم يسجلون رقماً قياساً في عدد الأهداف 69 هدفاً، ونجح المهاجم حمزة ادريس في احراز 32 هدفاً بمفرده محطماً الرقم القياسي المسجل باسم المغربي أحمد بهجا الذي أحرز 25 هدفاً عندما لعب للاتحاد في موسم 96 - 97، ويعتمد الاتحاد على لاعبين مميزين كالحارس حسين الصادق والمدافعين أحمد جميل ومحمد الخليوي ولاعبي الوسط محمد نور وخميس الزهراني وصالح الصقري والمهاجمين حمزة ادريس والحسن اليامي فضلاً عن المحترفين الأجانب الذين يمثلون ثقلاً مهماً في الفريق كالايطالي المخضرم روبرتو دونادوني والبرازيلي جيرسي لاعب فلامنغو السابق، ويدرب الاتحاد البرازيلي بيدرو الذي حقق نتائج جيدة قياساً الى سلفه الكرواتي كاتلانيتش. ولم يكن الأهلي أقل حظاً من جاره الاتحاد في تحقيق نتائج لافتة، بعدما فاز في 15 مباراة مقابل 6 تعادلات وخسارة واحدة، ويتولى البرازيلي زاناتا تدريب الفريق الذي ظهر بمستوى جيد في معظم مبارياته ما يجعل فرصته في احراز اللقب مساوية لمنافسيه. ويملك الأهلي أقوى خط دفاع بين الفرق الأربعة بفضل الحارس تيسير النتيف والمدافعين الدوليين عبدالله سليمان وحسين عبدالغني ومحمد شلية، ويعتمد الأهلي على لاعبين أصحاب خبرة في الوسط كخالد مسعد وحمزة صالح وابراهيم السويد وخالد قهوجي، بينما يمثل الكولمبي الكاتو وطلال المشعل قوة ضاربة في هجوم الفريق. ومع أن الأهلي مرشح للوصول الى المباراة النهائية فإن أنصاره يخشون من عقدة مباراة النهائي التي لازمت الفريق في المواسم الأخيرة وقللت من ثقة لاعبيه في كسب البطولات. الشباب في أفضل حالاته وأثبت الشباب أحقيته في التأهل للمربع الذهبي منذ بداية الدوري بعدما ظهر لاعبوه بمستوى مرتفع مكّنهم من تحقيق الفوز 14 مرة مقابل 4 تعادلات و4 هزائم، ولم يؤثر انتقال لاعبي الشباب المخضرمين فؤاد أنور وفهد المهلل الى صفوف النصر على أداء الفريق الذي اعتمد على لاعبين صاعدين أثبتوا حضوراً لافتاً، واعتبر كثير من المتابعين أن الشباب يملك القدرة على الفوز باللقب في حال تمكن مدرب الفريق من استغلال جماعية الأداء التي تميز لاعبي الشباب عن الفرق الأخرى. ويدرب الشباب البرازيلي فيلهو منذ منتصف الموسم الحالي، وتمكن من تحقيق توازن في أداء اللاعبين وثبات مستوى في المباريات الماضية. ويملك الشباب لاعبين مميزين في خطوطه الثلاثة كالحارس راشد المقرن والمدافع صالح الداود ولاعبي الوسط سالم سرور وفهد السبيعي وعبدالله الواكد والمهاجمين مرزوق العتيبي وعبدالله الشيحان. وعاد النصر الى الظهور في منافسات المربع الذهبي للمرة الأولى منذ الموسم 96 - 97، واستطاع مدربه اليوغسلافي ميلان زيفادينوفيتش الاستفادة من وجود لاعبين محترفين يملكون مهارات عالية في صفوف الفريق، فحقق الفوز في 13 مباراة مقابل 6 تعادلات و3 هزائم. ويعول النصر على الجزائري موسى صائب والمغربيين أحمد بهجا واسماعيل التريكي في احراز كأس البطولة للمرة الأولى منذ خمسة مواسم، كما يعتمد على مجموعة لاعبيه الذين قدموا عروضاً جيدة في بطولة العالم للأندية خلال شباط فبراير الماضي في البرازيل، ويبرز في الفريق الحارس محمد الخوجلي ومحسن الحارثي وعبدالله القرني وهادي شريفي ومحيسن الجمعان وفهد الغشيان، غير أن تراجع أداء لاعبين مهمين كالجمعان وبهجا وغياب فؤاد أنور والمهلل بداعي الاصابة قد يجعلان مهمة النصر اكثر صعوبة في مباريات المربع الذهبي الحاسمة. من يجرؤ على التكهن ؟ يرفض متابعو الدوري السعودي ترشيح فريق بعينه للفوز باللقب الأكبر معتبرين أن فرص الفوز متساوية بين الفرق الأربعة وأن التكهن بهوية البطل أمر في غاية الصعوبة، غير أن من يميلون الى الاتحاد يرون أن العميد يملك حظاً أوفر في انتزاع اللقب للمرة الثالثة والاحتفاظ بالكأس الى الأبد خصوصاً بعد عروض الفريق القوية التي مكنته من تسجيل أرقام قياسية في مرات الفوز والنقاط والأهداف، بينما يؤكد الذين يميلون الى الأهلي أن القلعة الخضراء لن تغادر الموسم الكروي من دون الحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الأولى، معتبرين أن الأهلي يملك لاعبين بارزين أثبتوا فاعليتهم بقوة في مباريات الدوري التي لم يخسروا خلالها الا مباراة واحدة، ويرون أن الأهلي بات في وضع جيد يمنحه فرصة احراز اللقب أكثر من أي وقت مضى، أما أصحاب الميول الشبابية فيرون أن الليث الأبيض يمر بمرحلة توهج بدأت بانتزاع كأس الأندية العربية من وسط ستاد القاهرة بداية الموسم الحالي وستنتهي باحراز أكبر البطولات السعودية التي غاب عن لقبها منذ الموسم 92 - 93 عندما فاز بالكأس للمرة الثالثة وامتلكها الى الأبد. ويعتبر من يميلون الى النصر أنه يمتلك نجوماً مميزين قادرين على حسم اللقب لمصلحتهم، وأن مشاركة الفريق في بطولة أندية العالم أعطته ثقة في منافسة الفرق الأخرى، وتحقيق الكأس للمرة الثالثة والاحتفاظ بها الى الأبد. وتبقى مباريات المربع الذهبي محط متابعة الجميع داخل السعودية والكثيرين خارجها خصوصاً أن جماهير الكرة اعتادت الاثارة والحماس والمستوى الرفيع في مباريات المربع الذهبي في المواسم الماضية، فضلاً عن تهافت المحطات الفضائية التلفزيونية والصحف على تغطية المباريات بكثافة رغبة في جذب المعلنين الذين ينفقون سنوياً عشرات الملايين لظهور اعلاناتهم أثناء منافسات المربع الذهبي