احدثت استقالة قائد القوات الشيشانية الموالية لموسكو وعمدة جروزني الأسبق بسلان جانتيمروف من منصبه قلقاً وارباكاً ظاهرين في صفوف القادة العسكريين والساسة الروس واضافت مزيداً من التعقيدات على مهمة القوات الروسية في الشيشان. وجاءت استقالة الزعيم الشيشاني الموالي لموسكو بسلان جانتيمروف واعلانه البقاء داخل الأراضي الشيشانية احتجاجاً على ممارسة القوات الروسية وأجهزة الأمن الفيدرالية في معالجة النزاع الدامي في شمال القوقاز بعد أن فشلت الحملة العسكرية التي دخلت شهرها الثامن في حسمه أو في ترسيخ سيطرة الكرملين وأعوانه من الشيشانيين على الأراضي الشيشانية. قرار بسلان جانتيمروف البقاء داخل الأراضي الشيشانية رغم تهديدات المقاتلين له عقاباً على تعاونه مع القوات الروسية يؤكد خشيته من غدر الجانب الروسي به واعادته إلى السجن لاستكمال مدة العقوبة المحكوم بها عليه ست سنوات بتهمة الاستيلاء على الأموال الفيدرالية عندما كان عمدة لجروزني . المعروف أن الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسين كان قد بادر إلى العفو عن بسلان جانتيمروف وأخرجه من السجن حيث كان يقضي فترة العقوبة المذكورة وبعد أيام قليلة على اندلاع الحرب الروسية الثانية في الشيشان في 15 سبتمبر الماضي عاود جانتيمروف ليرأس المجموعات الشيشانية الموالية لموسكو وينضم الى صفوف القوات الروسية في محاربة المقاتلين. وسبق استقالة قائد القوات الشيشانية الموالية لموسكو إقدام القادة العسكريين الروس على تسريح المئات من أنصاره واعتقال البعض منهم بتهمة التعاون مع المقاتلين وتزويدهم بالسلاح والمعلومات عن حركة القوات الروسية في الشيشان,ويرى المراقبون ان ابتعاد بسلان جانتيمروف ورجاله عن مسرح العمليات العسكرية يسبب صعوبات عسكرية وسياسية لروسيا في شمال القوقاز خاصة بعد أن دخلت الحرب أصعب مراحلها. فمن الناحية العسكرية فقد الروس دليلهم الأخير الى المواقع الجبلية والمرتفعات الحصينة والدروب الوعرة حيث أدت قوات جانتيمروف دور الكاشف لانارة الطريق أمام القوات الروسية بل وكثيراً ما تقدم انصار جانتيمروف المعارك الوعرة مع المقاتلين في محاولة للتقليل من خسائر الجانب الروسي فيها. ومن الناحية السياسية اسقطت استقالة جانتميروف ما تبقى من مزاعم روسية حول تأييد قطاعات واسعة من الشعب الشيشاني للحملة العسكرية الروسية في الشيشان وعززت من مواقع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف بوصفه الرئيس المنتخب والقيادة الشرعية الوحيدة في الجمهورية الشيشانية,هذا وفي نبأ لاحق نقلت وكالة انترفاكس عن مصادر عسكرية تأكيدها أمس الأربعاء ان القوات الروسية أرسلت تعزيزات قوامها 1500 جندي إلى اقليم شاتوي جنوب لمواجهة الهجمات المتكررة للمقاتلين الشيشان,وقالت المصادر نفسها أن القوات التي تضم ألف جندي و500 من أفراد القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية نقلت إلى شاتوي بمروحيات من طراز أم, اي 8 و ام, اي 24 . وكانت أركان القوات الروسية المتمركزة في المنطقة اعلنت أمس الثلاثاء عن ارسال ثلاثة آلاف مظلي إلى القطاع، في نبأ نفاه بعد ذلك الجنرال فاليري مانيلوف الذي تحدث عن مجرد عملية اعادة انتشار للقوات. وذكرت انترفاكس ان هيئة الأركان الروسية تملك معلومات من أجهزة الاستخبارات العسكرية تفيد أن المقاتلين الشيشان يعدون هجمات واعمالاً عسكرية في 20 و 21 نيسان / ابريل في العاصمة غروزني ومدينتي غودرميس شرق وخسافيورت داغستان قرب الحدود الشيشانية . وقال بيان لوزير الخارجية الانفصالي الياس احمدوف تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان القوات الروسية بدأت عملية واسعة النطاق في مناطق شاتوي جنوب وفيدينو ونوجاي ايورت جنوب شرق ، بمشاركة عشرة آلاف جندي.