موسكو - أ ف ب، رويترز- نقلت وكالة انباء "ايتار-تاس" عن رئاسة الاركان الروسية امس ان المقاتلين الذين توزعوا على مجموعات صغيرة، خصوصاً جنوب الشيشان، يحشدون صفوفهم لشن هجمات جديدة على القوات الفيديرالية. ويتخوف العسكر الروس من عمليات جديدة يشنها المقاتلون الشيشان قبل 24 ساعة من انتهاء المهلة التي اعطاها الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي طلب من المدنيين مغادرة غودرميس شرق ثاني مدن الشيشان لأن المقاتلين سيستعيدونها "قبل الاثنين" من القوات الفيديرالية. وزاد في مخاوف العسكر انفجاران وقعا امس في جمهورية أوسيتيا الشمالية قتل فيهما اربعة اشخاص. واضافت "تاس" ان رئاسة الاركان تتخوف من هجمات ارهابية في غودرميس حيث مقر الادارة الفيديرالية وفي العاصمة غروزني حيث تم العثور في ال24 ساعة الاخيرة على مخبأ كبير للاسلحة. ونقلت "تاس" عن وزارة الداخلية الروسية ان الوزير فلاديمير روشايلو والمسؤول الاداري الجديد في الشيشان احمد قادروف قررا السبت زيادة عدد الشيشانيين المشاركين في قوة الشرطة الجديدة في الجمهورية. وقال المصدر ذاته ان قادروف وهو مفتي سابق، قبل طلب روشايلو اعادة بناء الكنيسة الارثوذكسية التي دمرت في غروزني. من جهة اخرى لقي اربعة اشخاص حتفهم في انفجارين في أوسيتيا قرب الحدود مع الشيشان امس مما أثار المخاوف من تجدد هجمات المقاتلين على اهداف خارج الجمهورية. وذكرت وكالة "ايتار - تاس" ان رجلين وامرأة قتلوا واصيب ثمانية اخرون في انفجار قرب السوق المركزية في بلدة بلاد القوقاز التي كانت مسرحاً لانفجار شديد في آذار مارس عام 1999 اسفر عن مقتل اكثر من 50 شخصاً واصابة اكثر من 150. واضافت وكالة "انترفاكس" ان عدد القتلى اثنان وعدد المصابين 17. وتابعت "الوكالتان" ان انفجاراً آخر وقع في متجر ببلدة روستوف اون دون الى الشمال مما اسفر عن مقتل شخص واصابة اثنين آخرين. وعرض تلفزيون "ان.تي.في" التجاري مشاهد لموقع الانفجار في بلاد القوقاز ظهرت فيها سيارة محطمة وبقع من الدماء على الارض. واوضح تلفزيون "ار.تي.ار" الحكومي ان عبوة ناسفة كانت مخبأة في حقيبة تحت السيارة. وذكرت "تاس" ان ضحايا الانفجار قتلوا بسبب قطع من الرصاص كانت داخل العبوة الناسفة. وغادر مئات المدنيين امس المدن التي هدد المقاتلون الشيشان بمهاجمتها. واعلن المسؤول في وزارة الدفاع الجنرال فاليري مانيلوف "اتخاذ كل التدابير اللازمة" بعد الهجمات الانتحارية التي أوقعت على الاقل 33 قتيلاً الاحد والاثنين في صفوف القوات الروسية. وافاد مدنيون ان مبعوثين عن المقاتلين طلبوا من الاهالي في الايام الاخيرة مغادرة العاصمة غروزني ومدن غودرميس وارغون واوروس-مارتان. وغادر مئات الاشخاص هذه التجمعات السكنية متوجهين الى داغستان خشية وقوعهم ضحايا هجمات جديدة. وفي رسالة بثت على تردد موجة التلفزيون الشيشاني الذي يسيطر عليه الروس، اكد الرئيس اصلان مسخادوف الجمعة ان المقاتلين سيستعيدون غودرميس شرق، ثاني اكبر المدن في البلاد، من ايدي القوات الفيديرالية. ووجه المقاتلون الثلثاء الماضي تحذيراً الى الروس بتنفيذ عمليات كوموندوس جديدة طالبين من السكان مغادرة التجمعات السكنية لتجنب وقوع ضحايا في صفوف المدنيين. واعلنت رايسا 45 عاماً وهي من سكان غروزني في حين كانت متوجهة سيراً على الاقدام الى داغستان السبت "ليست المرة الاولى التي ينذروننا فيها، ولكننا لا نعرف الى اين نذهب. لو كنا نعرف، لغادرنا هذه الشيشان الملعونة منذ زمن بعيد". واضافت فاطمة 42 عاماً وهي من شالي وكانت تعبر الطريق نفسها مع ولديها "لم يعد في مقدورنا ان نتحمل اكثر. لم يعودوا المقاتلون يفكرون بالناس". وقطع الجنود الروس الذين لم يخفوا عصبيتهم الطريق المؤدية من غروزني باتجاه الشرق الى داغستان وتمر عبر غودرميس، ولم يسمحوا لأي سيارة بالمرور. وفي نقاط التفتيش الكثيرة، راح الجنود يفتشون الاشخاص بدقة ولم يسمحوا بالدخول الى التجمعات السكنية الا للاشخاص الذين تدل بطاقات هويتهم على انهم يقيمون فيها. ونفذ الجنود الروس، الذين تعاملوا مع التهديدات بشن هجمات جديدة بجدية، عمليات تمشيط وقصف وقائي في المناطق الجبلية جنوب الجمهورية. واعلن مكسيم الذي يبلغ من العمر 31 عاماً وهو ضابط في وزارة الداخلية ان المقاتلين تجمعوا حاليا في الغابات المحيطة بالتجمعات السكنية في مناطق غودرميس وفيدينو وشالي جنوب شرق. وقال "يجب دفعهم الى التراجع باتجاه الجبال لانهم يسيطرون على الاوضاع خلال الليل ويعرفون المناطق جيدا ويتحركون بحرية".