نظمت شركة التعدين العربية السعودية معادن زيارة ميدانية للصحفيين وذوي الاختصاص لزيارة منجم الأمار في محافظة القويعية بمنطقة الرياض حيث استمع الزائرون لشرح مفصل عن الشركة وعن منجم الامار الذي يقع ضمن الحدود الادارية لامارة منطقة الرياض على بعد 220كم جنوب غرب مدينة الرياض بالقرب من مدينة القويعية ويرتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 900متر, ويعتبر هذا المنجم احد مشاريع شركة التعدين العربية السعودية (معادن) الواعدة والتي من المؤمل ان تساهم في جهود الشركة لتطوير وترسيخ صناعة التعدين في المملكة. وقد كانت عمليات الاستكشاف بمنطقة الأمار قد بدأت منذ عام 1956م، وحصلت شركة بترومين على رخصة استكشاف في عام 1990م ثم انتقلت ملكيتها لمعادن في عام 1997م، وقد تكثف برنامج الحفر الاستكشافي خلال هذه الفترة حيث تم حفر ما طوله 13,300 متر، وقد أكدت نتائج برنامج الاسكتشاف وجود كميات كبيرة من الخام بنسب تركيز جيدة للذهب، مما أوجد قناعة للقيام بدراسة جدوى اقتصادية لانشاء منجم لاستخراج الذهب، حيث اكدت نتائج الدراسة امكانية تعدين واستخراج الذهب والمعادن المصاحبة بشكل اقتصادي,حصلت معادن على امتياز تعدين لمنطقة الأمار بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم م/17 في 10/5/1418ه والقاضي بمنح معادن امتياز التعدين لمدة ثلاثين سنة, ومنذ ذلك التاريخ بدأت عمليات التطوير للمنجم بشق الأنفاق الرئيسية للوصول الى جسم الخام والانفاق الفرعية والافقية المخصصة لاستخراج الخام حيث بلغ مجموع أطوالها 2,412 متر كما تواصلت عمليات الحفر لتصل إلى 20,000 متر، واستمرت تحاليل العينات بغرض اكتشاف خامات اضافية والتحقق من كميات الخام وقد تم استخراج 100,000 طن من الخام نتيجة عمليات شق الانفاق, هذا وتقدر كميات الخام الاحتياطي ب2,5 مليون طن تبلغ نسبة تركيز الذهب فيه 11,37 غرام/ طن وتركيز الفضة 21 غرام/ طن,وتدل الدراسات والتحاليل الجيولوجية للعينات المستخرجة من عمليات الحفر على وجود مؤشرات قوية لامتداد جسم الخام الى العمق في باطن الارض، كما أمكن التعرف على مناطق تمعدن أخرى واعدة، والجهود قائمة لوضع برامج الحفر التي تستهدف تلك الاماكن لتحديد كمياتها واضافتها لاحتياطي الخام المؤكد الأمر الذي سوف يؤدي إلى إطالة عمر المنجم. إلا انه وعلى ضوء التغيرات السلبية التي طرأت على اسعار الذهب العامين الماضيين، قامت الشركة بإجراء مراجعة مكثفة ودقيقة للنواحي الفنية والتقنية للمشروع، حيث كان الهدف الاساسي لهذه المراجعة تطوير واختبار طريقة تصفية ومعالجة مثلى لخام المنجم، ورفع درجة المثبت لاحتياطي الخام في منطقة التمعدن الشمالي للموقع وقابليته للتعدين بطريقة اقتصادية، وتخفيض التكاليف الرأسمالية والتشغيلية للمشروع للمحافظة على الهامش الربحي المتوقع, ويتوقع الانتهاء من هذه الدراسات قريبا وفي حالة ثبوت الجدوى الاقتصادية فإن الانتاج قد يبدأ عند نهاية عام 2002م,هذا وقد انشئت شركة التعدين العربية السعودية معادن بالمرسوم الملكي الكريم رقم (م/17) وتاريخ 14/11/1417ه لتكون شركة مساهمة سعودية لها شخصية معنوية وذمة مالية مستقلة ومملوكة بالكامل للدولة برأس مال يبلغ أربعة آلاف مليون ريال سعودي، وينص نظامها الاساسي على (ممارستهامختلف أوجه النشاط التعديني التي تتعلق بكل مراحل صناعة التعدين بما في ذلك تنمية وتطوير وتحسين صناعة المعادن ومنتجاتها ومستحضراتها والصناعات ذات العلاقة بها)، ولتكون احدى الوسائل التي يمكن من خلالها تنفيذ خطط المملكة العربية السعودية الطموحة في مجال استغلال المعادن والصناعات المتعلقة بها بهدف تطويرها وزيادة القيمة المضافة إليها. وتسعى شركة معادن لتطوير وإدارة وتشغيل صناعة التعدين تجاريا بالمعايير العالمية عن طريق استقطاب وتدريب وتطوير القوى العاملة السعودية واستخدام وتوطين التقنية الملائمة للمساهمة في التنمية الوطنية. والمملكة العربية السعودية قطر شاسع تبلغ مساحته مليوني كيلومتر مربع ويحده الدرع الافريقي من الجنوب وجبال زاقروس الايرانية الحديثة من الشمال وسمحت هذه التقاطعات الجيولوجية بوجود ترسبات معدنية تكونت خلال الألف مليون سنة الماضية,يمكن تقسيم جيولوجية المملكة إلى منطقتين: منطقة الدرع العربي في الغرب موازية للبحر الاحمر وتغطي ثلث مساحة المملكة وهي المنطقة الرئيسية لتواجد المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة والمعادن الاساسية مثل النحاس والزنك اضافة لبعض خامات المعادن الصناعية,وتتميز المنطقة الثانية في الشرق بوجود صخور رسوبية قديمة تحتوي على معادن صناعية جذابة اقتصادية والتي يرجع أصلها الى ترسبات المياه الضحلة التي كانت تغطي هذه المنطقة، وتتزلق هذه الصخور الرسوبية إلى العمق نحو الخليج العربي حيث تشكل خزانات طبيعية لحقول النفط والغاز,وعلى الرغم من ان معادن شركة حديثة إلا ان التعدين في شبه الجزيرة العربية له تاريخ قديم، فالذهب والنحاس قد تم تعدينهما في العصور الماضية حيث توجد دلائل على هذه الاعمال القديمة في بعض المواقع التي تقوم معادن بتطويرها في الوقت الحاضر إلى مناجم حديثة. ويعتبر منجم مهد الذهب اكبر منجم لدى معادن لإنتاج الذهب ويقع بمنتصف الدرع العربي وقد تم ضمه إلى الشركة منذ تأسيسها ويعمل به 350 عاملا, لقد بدأ التعدين في هذا الموقع منذ قرون مضت غير ان معادن اولت هذا المنجم اهتماما كبيرا بتكثيف المسح الجيوليوجي الذي بموجبه تم تحديد احتياطيات جديدة من الذهب,يتكون الذهب في المنجم على شكل سلسلة من عروق الكوارتز وتحتوي هذه العروق ايضا على الفضة والزنك والنحاس كمعادن مصاحبة ويتم استخراج الخام بطريقة المنجم تحت سطح الارض ويعالج بالطحن والتعويم والسيانيد لاستخلاص المعادن منه, وينتج المنجم ما يقارب 100,000 أوقية من الذهب و300,000 أوقية فضة سنويا ويكفي احتياطي الخام لاستمرارية الانتاج بمعدلاته الحالية لمدى سبع سنوات قادمة. تملكت معادن كامل حصص الشركة السعودية للمعادن النفيسة وبالتالي اصبحت المالك الوحيد لمنجم الصخيبرات الذي يبعد نحو 250كم شرق منجم مهد الذهب, يتم استخراج الخام بطريقة المنجم المفتوح وتتم المعالجة بواسطة ترشيح الاكوام حيث ينتج هذا المنجم نحو 50,000 أوقية ذهب سنويا ويكفي احتياطي الخام لاستمرارية الانتاج بمعدلاته الحالية لمدة ثلاث سنوات قادمة, تشير نتائج الاستكشاف في منطقة مجاورة تبعد نحو 60 كيلومترا بوجود احتياطي من خام الذهب بمقدار نحو 30 مليون طن بتركيز 1,0 جرام للطن على الاقل. وبالاضافة إلى هذين المنجمين للذهب تقوم معادن بتطوير احتياطيات اخرى للذهب, اثنان منها في مراحل متقدمة من الاستكشاف والتطوير وهما الأمار في المنطقة الوسطى والحجار في المنطقة الجنوبية,يقع منجم الأمار في الطرف الشرقي من الدرع العربي ويتكون احتياطه من السلفايد المحتوي للذهب يصاحبه معدنا الزنك والنحاس وقد تم انشاء نفق للوصول إلى مكمن الذهب وتم اجراء دراسات الجدوى الاقتصادية وذلك لاختيار طريقة التعدين المناسبة للاستفادة من الخام، ومن المتوقع بدء الانتاج من منجم الأمار خلال الثلاث سنوات القادمة وأن يبلغ الانتاج نحو 60,000 أوقية ذهب سنويا,يقع منجم الحجار في الجنوب الغربي من منطقة عسير، ويحتوي على احتياطي من الأكسيد يمكن تعدينه بطريقة المنجم المفتوح وبتكاليف منخفضة نسبيا واستخلاص الذهب بطريقة ترشيح الاكوام, ويتوقع بدء الانتاج خلال عام 2001م ويقدر الانتاج بحوالي 55,000 أوقية ذهب سنويا ويستمر لمدة خمس سنوات على اقل تقدير نظراً لوجود مواقع قريبة قد يتم تطويرها خلال مراحل الانتاج. وتهتم معادن بخامات النحاس والزنك في مواقع متعددة اكبرها موقع جبل صايد للنحاس بالقرب من منجم مهد الذهب والآخر للزنك في الخنيقية بالقرب من منجم الأمار,ولا يقتصر اهتمام معادن على تعدين المعادن النفيسة ومعادن الاساس بل يتعدى ذلك إلى الاستفادة من خام الفوسفات في موقع الجلاميد شمال المملكة ويجري حاليا دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع حيث من الممكن ان يصبح مصدراً مهما للتصدير في شكل منتجات اسمدة الفوسفات, وعند بلوغ الانتاج طاقته الرئيسية ستصبح المملكة العربية السعودية من كبار منتجي الفوسفات في العالم حيث يقدر الاحتياطي المتوفر حاليا ب110 مليون طن يمكن به استمرارية التعدين الرئيسية لاكثر من 50 سنة, يقدر رأس المال اللازم للاستثمار في المشروع بمبلغ ملياري دولار امريكي مما يشير إلى ضرورة توفير تمويل اضافي وقد يصبح من الضروري دخول معادن في شركة تضامنية مع شركة او شركات عالمية تتوفر لديها الخبرات الفنية وامكانيات التسويق الدولية. وتهتم معادن بمشروع آخر للاستفادة من خام المغنيزايت في موقع ضرغط بالقرب من مدينة حائل ويقدر الاحتياطي في المنجم بحدود 4,5 ملايين طن، وتوضح دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع امكانية قيام التعدين بطريقة المنجم المفتوح لانتاج 20,000 طن سنويا من المغنيزيا عالية الجودة. كما تقوم معادن بتقييم خام البوكسايت لانتاج الألومينا من موقع الزبيرة في الشمال الشرقي من المملكة وتساهم في الدراسات الخاصة بانشاء خط سكة حديد لربط هذه المشاريع ببعضها وبموانئ التصدير. كما تتجه معادن في الفترة القادمة إلى المحافظة على انتاج الذهب من منجمي مهد الذهب والصخيبرات والعمل على انتاج الذهب من منجمي الأمار والحجار والاستفادة من الخامات الاخرى مثل الزنك في الحنيقية والنحاس في جبل صايد والفوسفات في الجلاميد والبوكسايت في الزبيرة وبذلك تصبح معادن شركة تعدين متنوعة ومنتجة للمعادن الموجهة للتصدير كما ستسعى نحو تطوير المعادن الصناعية لسد حاجة الصناعة المحلية والاقليمية. وتتميز المملكة بمناخ استثماري فعال وتشتمل اسواقها الحرة بالخصوصية التجارية وتنشط فيها اعمال العديد من الشركات العالمية المؤثرة في الحياة الاقتصادية اليومية, ولدى معادن الاستعداد التام لمناقشة وبحث طرق الاستثمار والعمل معها في مجال صناعة التعدين في المملكة.