تعكف وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية على وضع خطط ودراسات اقتصادية لاستغلال المواقع والمناجم التي يوجد فيها خام الذهب، ومن أهمها منطقة الدرع العربي في الغرب وهي موازية للبحر الاحمر وتغطي ثلث مساحة المملكة. وتعد المنطقة الرئيسة لوجود المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، والمعادن الاساسية مثل النحاس والزنك إضافة الى بعض خامات المعادن الصناعية. ومن أهم المناجم الموجودة في المملكة مناجم"مهد الذهب"،"الصخيبرات"، و"الأمار". ويعد"منجم مهد الذهب"من أقدم المناجم في المملكة، اذ يرجع تاريخه الى سنة ألف قبل الميلاد. كما يعتبر اكبر منجم لانتاج الذهب وتملكه"شركة معادن"الحكومية بالكامل. ويقع المنجم في منتصف الدرع العربي على مسافة 380 كيلومتراً شمال شرقي مدينة حيرة ويعمل فيه نحو 350 عاملاً. ويتكون الذهب فيه على شكل سلسلة من عروق الكوارتز التي تحتوي ايضاً على الفضة والزنك والنحاس كمعادن مصاحبة. ويتم استخراج الخام منه بطريقة"المنجم تحت سطح الارض"ويعالج الخام بالطحن والتعويم والسيانيد وبغية استخلاص المعادن منه. وتبلغ كمية انتاجه نحو 100.000 أوقية من الذهب و 300.000 أوقية فضة سنوياً. وتؤكد الدراسات ان احتياطي الخام في هذا المنجم يكفي لاستمرار الانتاج بمعدلاته الحالية لمدة سبع سنوات. أما منجم"الصخيبرات"المملوك للشركة السعودية للمعادن النفيسة"معادن"فيبعد نحو 250 كيلومتراً شرق منجم الذهب ويتم استخراج الخام منه بطريقة المنجم المفتوح وتتم معالجته من خلال ترشيح الاكوام. وتبلغ كمية الانتاج نحو 50.000 أوقية ذهب سنوياً. وتؤكد الدراسات ان احتياطي الخام يكفي لاستمرار الانتاج بمعدلاته الحالية لمدة ثلاث سنوات، كما تشير نتائج الاستكشاف في منطقة مجاورة تبعد نحو 60 كيلومتراً الى وجود احتياطي من خام الذهب يقدر ب30 مليون طن. ومن أهم الشركات العاملة في مجال الذهب الشركة السعودية للمعادن النفيسة"شركة معادن"مناصفة بين"شركة بترومين"وشركة"بوليدن فييرال"السويدية بناء على امتياز التعدين الصادر بالمرسوم الملكي الرقم م/10 بهدف استغلال الذهب والمعادن المصاحبة له في منطقة الامتياز في"منجم الصخيبرات"وتطوير واستغلال مناجم اخرى في المناطق المجاورة. ثم تملكت شركة التعدين العربية السعودية كامل حصص الشركة السعودية للمعادن وأصبحت المالك الوحيد لمنجم الصخيبرات. وهذه الشركة لها مشروعات كبيرة خاصة بالذهب منها ثلاثة في منطقة الدرع العربي التي ازدهر فيها اكثر من الف منجم في عهد الخلافتين الاموية والعباسية بين عامي 750 و1150 بعد الميلاد. وهناك خطط لتطوير ثلاثة مناجم اضافية هي:"الحجار"و"العمار"و"البلغة". ومشروع"الحجار"هو قيد الانشاء وذلك بتكلفة أقل من 25 مليون دولار وبكثافة انتاجية تصل الى 5500 أوقية من الذهب و236.000 أوقية من الفضة بدءاً من 2001. ويقدر مخزون منجمي"العمار"و"البلغة"من 60.000 الى 90.000 أوقية من الذهب سنوياً. وفي كانول الاول ديسمبر 1998 حصلت الشركة على ترخيص للتنقيب عن المعادن النفيسة في ضواحي منطقة مكة. ومن المتوقع ان يحتوي هذا الموقع على 14000 كيلوغرام من الذهب، والتنقيب مستمر ايضاً في مناطق"السوق"و"السمراء"و"الشيبان"و"حماده". كما بلغ انتاج الشركة من الذهب عام 2000 نحو 140.000 أوقية 4368 كيلوغراماً بمتوسط تكلفة 195 دولاراً للاوقية. وعن الآفاق المستقبلية لانتاج الذهب في السنوات المقبلة، نجد ان انتاج المملكة حالياً من الذهب يصل الى 280 ألف أوقة. وهناك توقعات بأن يزيد الانتاج الى نحو 400 الف أوقية بحلول عام 2007 عند بدء تشغيل منجمي العمار والدويهي الجديدين على رغم احتمال تراجع انتاج المملكة من الذهب نحو 200 الف أوقية سنوياً نتيجة لتوقعات تفيد عن باحتمال نضوب منجمي مهد الذهب الذي بدأ التعدين به منذ ألف عام قبل الميلاد ومنجم الصخيبرات. وبالنسبة الى تكلفة انتاج الذهب في المملكة، فقد أعلن رئيس شركة معادن الحكومية عبدالله الدباغ ان كل أوقية من الذهب تم انتاجها تكلفت 177 دولاراً وبلغ متوسط سعر بيع الاوقية 364 دولاراً مما حقق ارباحاً ضخمة من عمليات بيع الذهب في المملكة التي بلغ حجم تجارة الذهب فيها نحو مليار دولار. فهذه التجارة تلقى اقبالاً ورواجاً كبيرين في المملكة حيث بلغ عدد متاجر الذهب والمجوهرات قرابة 6 آلاف متجر يتقاضى العاملون بها مرتبات تتراوح بين 3 و25 ألف ريال شهرياً. كما تحتل المملكة المرتبة الرابعة عالمياً من حيث حجم الطلب على الذهب 200 طن سنوياً بعد الولاياتالمتحدة الاميركية والهند والصين. وقد ظلت المملكة العربية السعودية اكبر سوق مستهلكة للذهب حتى عام 1989 وشهدت منذ هذا التاريخ تحولاً رئيساً لتدخل ميدان الانتاج وبصفة خاصة فترة التسعينات، حتى اصبحت مؤهلة لتحتل مكانة بارزة في عالم تصنيع المشغولات الذهبية وإنتاجها. الرئيس التنفيذي لمجموعة العثيم التجارية.