لقد كنا (أربعة إخوة) أشقاء غرر بنا حتى سطونا على: (قريبنا) فآذيناه حتى وصل بنا الأمر إلى سبه، وغيبته، والإساءة إلى: سمعته، فأصابنا وفاة الوالد (بداء الكبد) وهجرنا (والدتنا) ببيت وحدها وزاد وزننا وبدأنا نشيخ مبكرين ونرتدي جميعنا النظارات الطبية ولا تسأل عن بدايات السكر والضغط وكثرة اللهاث وراء زيادة التجارة والمال وكثرة الولد، هل هذا عمى منا؟ أو بتجاهل؟ أو معاندة للواقع للاستمرار في الطغيان وعدم إعادة الحق إلى ذلك القريب؟ فهل نبهتنا (لجزمي) أن (90%) منا لا يقر أبداً: أننا أسأنا وبالغنا وبسببنا قطعت الأرحام؟ ع. ب. الهلالية.. القصيم ج- ما كان ضرك لو ذكرت العنوان كاملاً حتى يمكنني الاتصال بك للعمل على نظر الوضع من قريب والتدخل لإنقاذكم برد الحق إلى ذلك القريب حسب طريقتي، لقد كانت رسالتك محزنة مبكية وفيها (ندم لكن بعد 30 عاماً) وفيها شعور بالقلق من سخط الله، خاصة أن الحق خطير يتعلق بقطيعة رحم أنت سببه أو كلكم كذلك أو هناك من دفعكم إلى ذلك، لقد كانت الرسالة من: (25 صفحة) وفيها ما لا يحسن نشره، وليس من المصلحة نشره كذلك، خاصة أن في الأسرة من قد يكون أحمق لا يرى إلا رأيه ولا يسير إلا إذا سُيّر أو دُفع. لعلي من البداية أبدأ فأقول: إن كثيراً من الناس نعم يحيلون ما يصيبهم من مرض، أو فقدان عزيز، أو تكرار فتنة وسوء، أو تضييع للأمانة إنما سبب هذا عدم فقه حقيقة كمال التوحيد، وعدم التدبر لسنن الله في العدل بين الخلق أياً كانوا، ولهذا تجدهم يتبعون أهواءهم وعصبيتهم في تفسير كل مرض وكل حدث ثم هم يصدقون أنفسهم ومن هنا يبررون الخطأ ويكررونه وقد لا يعدلون مع الضعيف كحالكم مع ذلك القريب. ولهذا قال تعالى: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} (30) سورة النجم، لأنهم ابتعدوا عن فهم ووعي العدل فساروا على طريق منغلق فصدقوا أنفسهم أنهم أصحاب حق لأنهم أقوى، ولهذا قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد، وقال سبحانه: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (24) سورة الأحقاف، فهم يفسرون: البغي والظلم وتكراره وهضم الحق، يفسرون هذا حسب الهوى فيسيرون على حال نفسية جبارة عنيدة مكابرة، وحين رأوا السحاب ظنوه (سحاب مطر) كل هذا لأنهم لم يتوقعوا (عدل الله) لأنهم سطوا وأخذوا الحق من صاحبه فلم يعوا حقيقة خطورة كفر النعمة، فكان الذي قص الله تعالى علينا من قصتهم ما كان، ولهذا تجد العذاب يحصل ويحصل فيفسر بعدة تفاسير خاصة، حتى يكون آخر الأمر الأخذ فجأة، ولهذا لا بد من التنبه إلى أن سنّة الله بالأخذ تأتي متدرجة أحياناً بكثرة المال وكثرة الولد مع شدة التعلق بهذا وذاك، مع أن هناك من يرى هذا نعمة مع وجود البغي على الضعيف، خاصة إذا كان قريباً أو كان ضعيفاً، كحالكم 100%، ولعل تنبهكم جاء متأخراً، فوالدكم مات مريضاً وتركتم الوالدة وحيدة إلا من زيارة أو زيارات مع وجود الترهل وضعف النظر والخشية من السكر والضغط، لكنه ليس متأخراً إذا حزمت وجزمت وعدلت ورددت الحق. وما الخطاب منك إلا بداية لعلها حازمة جازمة مع تأديب من (كاد ومكر) ودفعك أو دفعكم إلى قطيعة الرحم وسوء القالة بين الناس لأن الناس سوف لن يتركوا شيئاً يكون في السر إلا علموه على حقيقته حتى ولو قلتم غير ذلك فتدارك نفسك ودينك، وتدارك نفسك ودنياك، وتدارك نفسك ومالك، وتدارك نفسك وسواك. وأفطن إلى العدل عدل إلا لا.. (وحيّاك)