تظل الذكرى عزيزة على قلب الإنسان لأنها تذكره بأيام ومواقف من خلالها تعلم أشياء أو فقد أشياء ومهما كانت سعيدة أو حزينة فإنها تظل أطلالاً ماضية نتذكرها بين الحين والآخر وعندما نستعيد ذكراها نضحك إن كانت طريفة ونبكي ونتألم إن لم تكن كذلك. إن الإحساس بالماضي التليد يظل يلازم الإنسان ويتمنى لو يعود يوما لذلك الزمن (الزمن الماضي) فهل يستطيع أحد منا أن يغير وجه الأيام أو يعيد الماضي؟ إن هذا لن يتحقق إلا من خلال الاماني والأحلام التي تبكينا عندما تمر بنا ذكراها ولا نستطيع أمامها إلا أن نقول كما قال شاعرنا: عهداً أراه يمر في خلدي مر الغمام فيزهر الخلدا كم نحن ضعفاء أمام طموحاتنا البشرية لأن حبنا للبقاء يظل يلازمنا في مرحلة الكبر ونتمنى لو نعود للوراء ولو قليلاً لنغير شيئاً مما كنا نفعله سابقا (شيئاً ما) ولكن هيهات هيهات: مرّ الشباب ولن يعود والشيب غطى جبينك يا طموع دع الأماني والتصابي والهوى فلن تعود شباباً ولن يعود..!! مررنا بتلك المرحلة وندمنا أشد الندم لأننا لم نستغلها الاستغلال الأمثل إذ ضاعت من أيدينا الأيام هكذا ومر الزمن ونحن نحسبها باقية طويلة ولم نكن نعلم أن عمر السعادة دقائق والحزن أيام أو كما قيل (العمر دمعتان الأولى دمعة لقاء والثانية دمعة فراق)..!! إنها الأيام وكفى بها واعظاً.. والله المستعان.