ودعنا في هذه الأيام عاماً كاملاً، مر من حياتنا وكأنه لم يكن من عمر ال، من. ودعنا 365 يوماً وكأنها شريط نعيد فيه ذكرياتنا، فنرى أحلامنا وماذا تحقق منها، نتذكر بمرارة من صفعنا وقهرنا وظلمنا وبسعادة نسترجع لحظات انتصارنا ونجاحنا وحبنا وسهرنا، وبكل ألم وندم نتحسر على لحظات تكبرنا وجبروتنا ومشاحناتنا وانفعالاتنا، ويدور الشريط ليعيد علينا ما عشناه من فراق وخوف وقلق وعذاب وفشل ووحدة، وما ذرفناه من دموع 365 يوما لو حاسبنا فيها انفسنا، سنجد ان النعم كانت اكثر من النقم، والرحمة أوسع من العذاب فحتى من ابتلاه الله فهو في نعمة لأنه يعرف بأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه وان الله كما اعطاه اخذ منه، وكما حرمه من أشياء منحه غيرها. وعند حسابنا سنجد ذكرياتنا لات، ال تعيش بداخلنا بكل ما فيها من قسوة ومرارة، من رحمة او حنان، فنذكرها مرات بحنين وشوق، ومرات اخرى بألم وندم. ولننظر بكل صدق وأمانة إلى أنفسنا ونحاسبها حساباً عقلانياً ونبدأ بصفع أيامنا الح، ينة قبل ان تصفعنا ونضعف نوا، ع الشر بداخلنا قبل ان تضعفنا، ولنقتل الفشل من حياتنا قبل ان يقتلنا، ولنتذكر دائماً انه في الألم عرف العقلاء السعادة، فالسعادة ليست فقط بأن تسعد من اسعدوك وان تشارك من شاركوك، ولكن قمة العطاء في السعادة تكمن بطلب العفو والتسامح لمن اسأت لهم، وان تصفح وتغفر لمن اساءوا لك. هكذا يجب ان نبدأ عامنا الجديد بأن نتسامح وان نجنب أعماقنا الخبرات السيئة التي مرت عليها، وان نسير على نهج الإسلام قولاً وعملاً، ظاهراً وباطناً، لحظتها سنشعر بجمال الدنيا، وستولد في نفوسنا مشاعر واحاسيس لها مذاق آخر. نسأل العلي القدير ان يفيض علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية الخير والمحبة والسلام هذا العام وكل الأعوام.. وكل عام وانتم بخير. محمد سعيد بن صبر