كمٌّ كبير من المفارقات عند كثير من الناس الذين يتناولون موضوعات التربية والتعليم، وبخاصة أولئك الكُتَّاب الذين يرون أن رأيهم صواب ورأي غيرهم خطأ؛ فهم ومن خلال مقالة واحدة يسطِّرون آراءهم بصورة سريعة ولا تخلو من الانفعالية دون تريُّث في إصدار الأحكام أو إعطاء كثيرٍ من التجارب فرصة التطبيق والتجريب، ومن ثم تقوم الجهات الخاصة في وزارة التربية والتعليم بقراءة موضوعية لكل تجربة جديدة واستحصال النتائج من الميدان لإعادة النظر والوقوف على النتائج المستحصلة والاستفادة من الإيجابيات والسلبيات وبناء قرارات تقوم على الاستشراف الصادق والواقعي للمستقبل من أجل مصلحة العمل التربوي والتعليمي. هذا ما يجب أن يسير، وأن يتبع، ولكن أن تهبّ الأقلام عند كل تجربة جديدة وتتقارع الأقلام وتتبادل الاتهامات بين أصحاب الرأي، وتساء الظنون وتكثر المطالبة بإلغاء هذا القرار أو إلغاء هذا المشروع أو تجربة ما، وهذا ما لا يجب أن يكون.. فكم من التجارب طبقت ونجحت بامتياز وتجارب حوكمت قبل الشروع في تنفيذها وكان يفترض تجريبها ثم الحكم عليها. أذكر على سبيل المثال بعض ما طبق في التعليم أو ما يؤمل تطبيقه في قادم الأعوام. 1 - التقويم المستمر في الصفوف الأولية. 2 - التقويم في بعض المواد في الصفوف العليا. 3 - تطوير المناهج الدراسية. 4 - تدريس اللغة الإنجليزية في الإبتدائية. 5 - نظام اليوم المدرسي الكامل. 6 - المراكز الصيفية (مراكز الأحياء). 7 - مجالس الحوار المدرسي. 8 - التقويم الشامل. وهناك موضوعات أخرى منها ما طبق ومنها ما لم يطبق بالرغم من معارضة البعض ونجح على سبيل المثال التقويم في الصفوف الأولية والذي أحدث نقلة عند المعلم والمتعلم وصحح الهدف من الدراسة والتدريس بأن تلاميذ الصفوف الأولية بحاجة إلى التنافس العلمي لا التنافس الرقمي والترتيبي وأن تقديم الحوافز والتشجيع هو من المهارة التي يجب للمعلم أن يمتلكها ويسعى إليها أثناء التدريس. هذا مثال بسيط.. ولذلك أهل التربية والتعليم هم أكثر التصاقاً ومعرفة بمجالهم وأحق من غيرهم بتسليط الضوء على همومه والحديث عن شجونه لأنهم سيبدون آراء أكثر نضجاً في تعاطيهم مع موضوعاته وتجاربه وأنظمته وأسسه وتعاميمه، وليس مثل رأي أولئك الذين سارعوا إلى طلب إلغاء التقويم الشامل وأنه ممارسة تفتيشية بدمغة انجليزية.. ثم ليكن تفتيشاً فمن يعمل لا يخشى جمهور النقد قلّ أم كثر .. أليس كذلك؟ صحيح أن كل مشروع أو كل تجربة جديدة تدخل إلى الميدان قد يكون لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية ولكن الرغبة في التطوير والتعديل قد تحسِّن من وضعها وتصبح مقبولة وفعّالة وجديرة بالاهتمام.