وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حملتها العسكرية المسماة (الحديد البرتقالي) والتي تستهدف مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، حيث ما زالت الدبابات والجرافات الإسرائيلية تواصل عدوانها وحربها التدميرية تجاه منازل المواطنين في المخيم ومنطقة الحي النمساوي. قوات الاحتلال قصفت بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات منازل المواطنين مما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات خلال العدوان الإسرائيلي إلى 46 إصابة وصفت جراح ثمانية منهم بأنها بالغة الخطورة. ويبدو أن قوات الجيش الإسرائيلي المحتلة للمخيمات الفلسطينية غرب مدينة خان يونس لن تسمح للفلسطينيين بمواراة جثامين شهدائهم التسعة.. وحتى ان مداواة جرحاهم الذين تجاوز عددهم ال(46) مصاباً معرضين لإطلاق النار وهم على أسرة مستشفى ناصر الحكومي بالمدينة، هذا المستشفى (ناصر) المتاخم للمستوطنات اليهودية الجاثمة على أراضى الفلسطينيين غرب بمدينة خان يونس.. فظاعات شارون في سنة السلام وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد أطلق ليلة الخميس وفجر يوم الجمعة الماضي العنان لجيشه ليمعن تقتيلاً وتشريداً للاجئين الفلسطينيين في مخيمات مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.. حصيلة العدوان البربري الصهيوني على مخيمات خان يونس المحاطة بالمستوطنات والمواقع والأبراج العسكرية الإسرائيلية هدم وتجريف أكثر من 35 منزلاً بالكامل في الحي الجديد غرب المشروع النمساوي، وتشريد عشرات العائلات الفلسطينية التي هجرت في ساعة مبكرة من فجر يوم الجمعة منازلها في المشروع النمساوي غرب مدينة خان يونس وأصبحت بلا مأوى في الشوارع.. وأكدت المصادر الفلسطينية أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت بتجريف منازل للمواطنين في منطقة المخيم الجديد غرب خان يونس، وذلك تحت غطاء كثيف من الطائرات المروحية، وطائرات الاستطلاع الحربية.. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت في ساعة مبكرة من فجر يوم الجمعة الماضي منطقة الحي النمساوي غرب المدينة وسط إطلاق كثيف للنيران والقذائف صوب منازل المواطنين.. وأفاد شهود عيان ل(الجزيرة) أنّ قوات معززة راجلة من جيش الاحتلال بصحبة كلاب بوليسية داهمت منازل المواطنين الفلسطينيين في المنطقة وسط إطلاق كثيف للنيران ودعوة المواطنين لإخلاء منازلهم، وأجرت عملية تفتيش واسعة فيها، وقامت تلك القوات باعتقال مواطنين فلسطينيين وتم نقلتهما إلى جهة غير معلومة.. وقال شهود عيان ل(الجزيرة): إن قوات الاحتلال حاصرت منطقة المشروع النمساوي بالكامل، وعزلته عن محيط المدينة وطلبت من المواطنين ترك منازلهم والخروج منها نحو الشرق، محذرة كل من يخالف هذه التعليمات بأنه سيتعرض للموت، الأمر الذي شرد عشرات العائلات في الشوارع.. ووفقاً للمصادر الفلسطينية فإن الشوارع غرب المدينة تعج حالياً بالمواطنين المهجرين، وخصوصاً الأطفال والنساء الذين أصبحوا بلا مأوى في ظل البرد الشديد.. وقال أحد المهجرين: إن قوات الاحتلال حذّرتهم بأن كل من سيبقى في منزله سيكون مصيره الموت، وعليه مغادرة المنطقة على عجل حفاظاً على حياته..!! وفي وقت لاحق علمت (الجزيرة) أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) قامت بفتح مدرسة خان يونس المشتركة (ب) لإيواء أكثر من (700) مشرد فلسطيني جراء الحملة العدوانية الشارونية على أحياء ومخيمات مدينة خان يونس.. وبررت مصادر إسرائيلية عدوانها السافر على مخيمات خان يونس بأنها حملة لاجتثاث مصادر إطلاق القذائف على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة).. وسمت إسرائيل العملية (حديد برتقالي)، وهي تأتي بعد ساعات فقط على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في (مؤتمر هرتسليا) بأن (سنة 2005م ستكون سنة سلام)..!! وقالت مصادر عسكرية تعقيباً على العملية العدوانية: إن الحملة الحالية مركبة ومصحوبة باحتكاك كبير مع الفلسطينيين. وأضافت المصادر أن تزايد إطلاق قذائف الهاون باتجاه المستوطنات الإسرائيلية يحتم قيام الجيش بالخطوات المناسبة.. وأكدت تلك المصادر في الوقت ذاته أن التصدي لمطلقي القذائف سيكون على مراحل، مشيرة إلى أنه لا يمكن إنهاء التهديد عبر توغل لمرة واحدة في المناطق الفلسطينية، لكن ما نريده هو أن نظهر للطرف لآخر أننا لن نكون على استعداد لتلقي القذائف إلى ما لا نهاية.. العين بالعين.. إصابة جندي إسرائيلي بجراح خطيرة وتفجير آليات وقصف مستوطنات بالمقابل واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي بما تمتلك من وسائل قتالية محلية الصنع، حيث أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش الجناح العسكري لحركة فتح أن عناصرهما شاركت صباح يوم السبت الماضي في تفجير عبوة تحت جرافة إسرائيلية في منطقة الحي النمساوي غرب خان يونس، في حين أعلنت كتائب الشهيد أحمد أبو الريش أن مجموعاتها قصفت فجر يوم السبت مستوطنة (جاني طال)، غرب مدينة خان يونس بصاروخ من نوع (صمود) كما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أنها قصفت أربع مستوطنات إسرائيلية بالصواريخ وقذائف الهاون؛ وجاء في بيانات منفصلة للكتائب أنها قصفت صباح يوم أمس السبت مستوطنة (سيدروت) الإسرائيلية بصاروخ من نوع (قسام)، كما قصفت مستوطنة (دوغيت) الواقعة شمال قطاع غزة بصاروخي قسام. وأكدت كتائب القسام في بيان آخر أنها قصفت صباح يوم السبت الماضي مقر قيادة جيش الاحتلال الواقع جنوب قطاع غزة بصاروخ قسام. وفي بيان رابع أكدت كتائب القسام أنها قصفت مستوطنة (ايلي سيناي)، شمال قطاع غزة بصاروخي قسام عند الساعة الثامنة من صباح يوم السبت.. وكانت كتائب القسّام قد تمكّنت مساء يوم الجمعة الماضي من إطلاق قذيفتي هاون على مغتصبة (كفار داروم) شمال مدينة خان يونس، وقصفت كتائب القسّام مغتصبة (نيفيه ديكاليم) الجاثمة على الأرض الفلسطينية غرب مدينة خان يونس بثلاثة صواريخ من طراز قسام.. كما قصفت كتائب القسّام مغتصبة (أسديروت) الجاثمة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 48 بصاروخين من طراز قسام..