تتعدد حاجات الطفولة منذ الصغر؛ وتبقى الأسرة هي المصدر الأساسي للعطاء، إذ عليها مسؤولية ليست باليسيرة، وأتوقف هنا عند كلمة تعليم، لأنها تعني الكثير؛ فقد تكون الحاجة إليها مثل المأكل والمشرب والملبس، وغيرها من الاحتياجات. وعند المرحلة الأولى قد يصادف الطفل عقبات في المرحلة الدراسية الأولى، كالصعوبة في الاستيعاب والفهم وعدم التركيز.. وتتفاقم المشكلة وتزداد مع مرور الوقت، حتى يصبح من الصعب معالجتها. وهنا لا بد أن يكون دور الأسرة في معرفة الحيثيات، خاصة عندما يكون الطفل في المرحلة الأولى من حياته، فمن الصعب أن يعبر عن مشكلته إذا كانت في النطق أو السمع أو البصر، وذلك بحاجة إلى معالجة مبكرة.. غير أن الأمر يُترك وتتدهور الحال.. فكثير من الأسر لا تلحظ أي تغيرات أو تبدلات على الطفل، فتقوم بالتوبيخ والتقريع والعنت والتقليل من قدره إذا أخفق.! بل لا بد من التدخل السريع، ومحاولة مساعدته وإيجاد العلاج المبكر، والتعاون بين البيت والمدرسة، وإجراء فحص دوري لكافة حواسه من حين لآخر، حتى يستطيع مواصلة مسيرته الدراسية! إننا كثيراً ما نصادف مشاكل للأطفال في النطق والسمع واضطراب في الفهم، وهم بحاجة إلى من يتفهم احتياجاتهم خاصة الأسرة التي ينصبّ عليها العبء بأكمله.! والأسرة الواعية، خاصة الأم مطالبة بمتابعة تلك الحالات، وتذليل العقبات وتفهم المشكلة برحابة صدر دون كلل أو ملل، وبث الثقة في نفس الطفل وتشجيعه. ولا بد من الصبر والاحتمال ومواجهة الأمر مهما كان حجمه حتى يتم التغلب على المصاعب.! مع دور المدرسة التي لا بد أن يكون فعالا ولا يقل عن دور المنزل! فالطفولة إحدى المراحل التي يواجه فيها الصغار عقبات، بحاجة إلى رعاية وعون من الأسرة والمدرسة. وينبغي ألا تهمل أمور كهذه حتى لا تتفاقم، بل وتزداد تعقيدا فيصعب معالجتها.. إذن فإن المتابعة والحرص كفيلان بمعالجة الأمور التي تعتري صغارنا قبل فوات الأوان! كما أن المساعدة لا تتم إلا إذا تفهمت الأسرة والمدرسة حاجات الطفل بعيدا عن المقارنة بغيره من أصدقائه أو إخوانه ولا بد من زرع الثقة في نفسه لا سيما إذا واجه؛ فقد يواجه مشكلة بسيطة التي سرعان ما تنتهي، إذا استطاع الوالدان تفهمها مثل عدم الاستيعاب أو التلعثم في النطق أو الصعوبة في التركيز، وغيرها ومما يمكن التغلب عليه تعاونا بين البيت والمدرسة، بالتشجيع وزرع الثقة في نفسه ليتمكن من تخطي ما اعترض حياته الغضة!