قد يكون الجديد في الشعر الغنائي عنصرا مهما للأغنية.. لقد دخل التجربة سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن بأسلوب غنائي جديد.. وصورة أكثر عمقا وإشباعا فأجاد.. إن أغنية (عطني المحبة) لتؤكد تماما صدق ما نقول حيث خرجت الأغنية السعودية من اللون التقليدي وتمردت عليه ووضعت داخل إطار مشبع برهافة الإحساس.. وسمو الكلمة.. ممثلة في: عطني المحبة.. كل المحبة عطني الحياة..! عطني وجودي.. أبغي وجودي.. أعرف مداه.. لقد خرجت الأغنية عن محيط القالب المعهود.. الذي يمتلئ بالأنين والبكاء.. وتمثلت بصورة أكثر إشباعا.. وأعمق تصويرا في هذا المقطع من أغنية عطني المحبة. املا شعوري بالحب مرة ابغا هواكم.. حلوه ومره.. وأغلى الأماني.. عاشت في غربة.. يا عمر ثاني.. عطني المحبة.. المحبة.. وهنا نحس أن المشاعر لم تتأوه كمدا.. على هجر.. (ولم تبك على ما جرى) ولم (تمش) الكلمة رخيصة على درب الحبيب.. المحبة قد نصورها في تعاملنا كبشر.. المحبة للغير.. والتسامح.. والحب ذلك الينبوع قد يتدفق فيروي الجداول.. ويسد رمق النفوس العطشى لمجتمع متحاب.. متقارب.. إن الصورة الشعرية لدى سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن التي ألفناها وتغنينا بها ليست إلا مجرد صور غنائية صادقة.. نتجاوب معها تلقائيا.. فتصادف هوى في نفوسنا وإلا أين كتاب الأغنية المحدثين عن هذا الاتجاه.. إن اللون الغنائي الصرف.. أو الإعلامي قد يكون مصدر سأم للبعض.. ولكن المزج بين كلتا الحالتين هو الأسلوب الناجح الذي أخذ به الشاعر الغنائي المجدد (بدر بن عبدالمحسن) واستطاع بواسطته أن يشدنا إلى أغانيه.. والتي نتمنى أن تكون منهاجا للشعر الغنائي.. وامتدادا للكلمة المسموعة.. وقد أثبت هذا الشاعر في الأغنية التي كتب كلماتها متأثرا بمنطقة السودة.. أو عروسة أبها.. بسندسها الأخضر.. وجبالها السامقة والتي صاغها لحنا موسيقار لا يقل تجديدا عن أسلوب الشاعر هو الملحن الشاب سراج عمر وتغنى بها الفنان عبادي الجوهر.. لقد كانت أغنية (روحي هوا السودا.. نفسي هوا السودا..) أحسن الصور الغنائية بازدواجية الشكل والمزج بين العاطفة وصدق الوجدان.. وهنا لا يسعني إلا أن أطالب سموه بالكثير من هذه الصور التي نحن بمسيس الحاجة إليها..