شنت الطائرات الحربية الأمريكية غارات جوية مكثفة منذ مساء الخميس وحتى صباح أمس الجمعة على معاقل المسلحين في الأحياء الجنوبية والشمالية والشرقية لمدينة الفلوجة، فيما قصفت الدبابات والمدفعية نفس الأهداف في إطار العملية العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية في المدينة منذ ثلاثة أسابيع. واستهدف القصف أحياء الجبيل والشهداء والصناعي والعسكري من جهة الشرق والجولان في شمال الفلوجة. وذكر شهود عيان بأن الغارات والقصف كانت الأعنف خلال الأيام الخمسة الماضية. وأشاروا إلى أن القصف صاحبه تبادل لإطلاق النار واشتباكات بين مسلحين والقوات الأمريكية. وأضاف الشهود أن مسلحين أطلقوا مساء أمس قذائف الهاون على تحصينات القوات الأمريكية ودباباتها وسط المساكن الخالية في شوارع الجديدة والعشرين والأربعين. إلى ذلك قال قادة عسكريون أمريكيون أمس: إن قوات مشاة البحرية الأمريكية جمعت الأسلحة من 50 في المئة من منازل مدينة الفلوجة العراقية فقط بعد أن شنت هجوماً كاسحاً للقضاء على المقاومة هناك. وقال اللفتنانت جنرال جون ساتلر للصحفيين: إن قوات مشاة البحرية عليها أن تفتش كل منزل في الفلوجة قبل اعمار وإعادة الاستقرار إلى المدينة الواقعة غربي العاصمة بغداد قبل الانتخابات العراقية المقررة في يناير كانون الثاني المقبل. وأدلى ساتلر بهذه التصريحات بعد أن قال وزير البحرية الأمريكية الزائر لقوات مشاة البحرية خلال حفل لتوزيع الأوسمة: إن هجوم الفلوجة (قصم ظهر) المقاومة في العراق. وبعد غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي وعمليات للقوات البرية سيطرت القوات الأمريكية على الفلوجة الشهر الحالي وقال الجيش: إنه قتل أكثر من 2000 مقاتل أجنبي ومقاومين موالين للرئيس العراقي السابق صدام حسين. لكن القوات الأمريكية لا تزال تواجه مقاومة في الفلوجة التي تحول العديد من مبانيها إلى أنقاض. وصرح ساتلر بأن المقاومين ألقوا قنبلة يدوية على جنود مشاة البحرية أثناء دخولهم أحد المنازل مساء الخميس مما أدى إلى مقتل جنديين، كما قتل ثلاثة مقاومين بعد أن ردت القوات الأمريكية النيران. وأضاف (سنواصل بحثنا عن الأسلحة إلى أن نضع علامة على آخر منزل في الفلوجة). وذكر ضباط أمريكيون أنهم فتشوا نحو 50 ألف منزل في الفلوجة وهي مهمة صعبة تتطلب تفتيش كل شيء من أنظمة التهوية إلى الأثاث، بينما يتحين قناصو المقاومة الفرصة لإطلاق النار. وتأمل الولاياتالمتحدة أن تحرم عمليات التفتيش هذه المقاتلين العراقيين من قاعدتهم الأساسية وقاعدة أسلحتهم لتضع حداً للتفجيرات الانتحارية وإطلاق الرصاص والخطف. وسُئل جوردون انجلاند وزير البحرية الأمريكي عمّا إذا كان يعتقد أن الهجوم على الفلوجة سيضر بالمقاومة في شتّى أنحاء العراق قال: (أعتقد أنه سيفعل على الأقل في الفلوجة. هذا كان معقلهم. وهذا سيضرهم). كان حفل توزيع أوسمة (القلب الأرجواني) تذكرة بأن وضع الجيش الأمريكي في العراق لا يزال هشاً. فقد قتل في هجوم الفلوجة 50 جندياً أمريكياً وجرح مئات. وتسلم وسام الجندي الأمريكي جوزيف جودانز المصاب بشظية وهو مهندس يقوم بنزع فتيل قنابل يقول مسؤولون عسكريون أمريكيون: إنها وراء نحو 30 في المئة من قتلى الجنود الذين سقطوا في المعارك. ورغم ذلك بدا ساتلر متفائلاً رغم المخاطر الباقية في العراق. وقال: (هدفنا هو أن نمكن كل فرد في الفلوجة من التصويت في الانتخابات). من ناحية أخرى أعلن مقاتلو الفلوجة في بيان على موقع على شبكة الإنترنت، إعادة تنظيم صفوفهم واستئناف عملياتهم ضد القوات الأمريكيةوالعراقية بعد الهجوم الأخير الواسع الذي أجبرهم على مغادرة هذا المعقل السني غرب بغداد. وأعلن المقاتلون ذلك في (بيان عاجل عن مجلس شورى المجاهدين) الذي سيطر على الفلوجة ثمانية أشهر، نشر على موقع (المحرر.نت) على الإنترنت. ومن جهة أخرى أعلن وزير الدولة العراقي عن اعتقال أحد قادة شبكة الزرقاوي في الموصل منذ أيام. وقال: (منذ أيام اعتقلنا أبو سعيد أحد قادة شبكة الزرقاوي في مدينة الموصل). ولم يذكر الوزير العراقي أي تفاصيل عن هوية الرجل أو موقعه في مجموعة الزرقاوي العدو الأول للأمريكيين في العراق والذي رصدت الولاياتالمتحدة مكافأة مالية مقدارها 25 مليون دولار لمن يساهم في اعتقاله. وأوضح أن اعتقال أبو سعيد تم بناء على معلومات قدمها اهالي المدينة. وقال: (أصبح لدينا دفق من المعلومات من أبناء المناطق التي ابتليت بوجود هذه العناصر). وأكّد أن القوات الأمريكيةوالعراقية المشاركة في العمليات تمكنت من تطهير (تسعين بالمئة من جيوب المقاومة) في المدينة وأنها (ستنتهي في الأيام المقبلة من تطهير ما تبقى).