** تسابقت بعض القنوات الفضائية خلال شهر رمضان في تقديم برامج أقل ما يمكن أن توصف به .. أنها لا تليق ولا تلتقي أبداً .. مع قدسية الشهر .. بل إن بينها وبين ذلك .. مسافات على اختلاف في المستويات .. فتلك برامج ومسلسلات فاسدة للغاية .. وهذه دونها .. وتلك دونها .. حتى نصل إلى برامج اقل ما يقال عنها .. إنها لا تصلح أبداً في هذا الشهر .. وان كانت لا تصلح أيضاً في غيره. ** لعل بعض من (تورط) وتابع بعض نتاج الفضائيات وشاهد بأم عينه .. كيف يُخدش الحياء .. وكيف تُمتهن الفضيلة .. وكيف تقدم برامج ومسلسلات ذات مضامين رديئة .. ومشاهد مؤذية. ** فهذه المحطات (في الغالب) لا تحمل رسالة ولا يحدوها هدف غير جذب المشاهد بأي شكل وبأي ثمن وبأي طريقة .. ولهذا .. فهي لا تقيم للمبادئ والأخلاقيات وأمانة الرسالة والمسئولية أي قيمة. ** ووسط هذا الموج المتلاطم من الفضائيات وما يُبث فيها من غثاء وفساد وانحلال وضياع .. كانت المحطات الصادرة من هذه البلاد .. رمزاً للالتزام والمسئولية والأمانة واستشعار الرسالة. ** لقد قدَّمت القناة الأولى كمثال .. برامج رائعة تناسب قدسية هذا الشهر وتلتقي مع غاياته. ** برامج كلها مسئولية .. وكلها ثقافة وفكر ونفع. ** برامج عكف عليها خبراء واختاروها بعناية. ** لم نشاهد - بفضل الله - ما يسيء إلى الصوم ، ولم نشاهد ما يخدش الحياء .. ولم نر ما يؤذي الصائم. ** لقد كان إرسال التلفاز لمدة (24) ساعة تقريباً .. وكانت برامج منتقاة بعناية فائقة. ** برامج (متعوب عليها) أُعِدت إعدادا رائعاً .. وقدِّمت بشكل أروع .. وبُذل في سبيلها جهود ليست هينة. ** لقد تابع المشاهد البرامج منذ بدء الإرسال وحتى نهايته في اليوم الثاني .. يستمتع ببرامج شرعية وثقافية وإخبارية وفكرية وحوارات ولقاءات وتغطيات واستطلاعات وتحليلات سياسية واقتصادية وأدب وعلوم وشتى الميادين والمجالات .. وكانت البرامج الشرعية في المقدمة .. وكان لها الحضور الأكثر .. وأن وُجدت برامج ترفيه .. فقد اختيرت وقُدِّمت بعناية تامة ودُرست من كل الوجوه .. وقُدِّمت بشكل سليم ينفع ولا يضر .. يُروِّح عن المشاهد في أوقات الترويح .. غير أنه في الوقت ذاته .. يقدم مضموناً جيداً .. أو يعالج مشكلة اجتماعية أو أسرية في قالب مشوِّق. ** وتلفازنا .. فوق تلك النجاحات والتَّألق فقد استحوذ على المشاهد العربي وغير العربي أيضاً .. في دول شرق آسيا .. كإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش والهند ودول أخرى كانت تتفاعل معه .. وتتابع ما يُبث في القناة الثانية وتتفاعل معها .. فقد استحوذ تلفازنا على المشاهد العربي وأقام معه جسوراً .. لأنه تلفاز موثوق به يقوم عليه الثقاة ويحمل رسالة وأمانة ومسئولية .. ولا يمكن أن يُقدِّم برامج مغشوشة أو ضارة، أو يسعى لمجرد استقطاب المشاهد عن طريق المخادعة أو الإثارة أو المشاهد المؤذية. ** تلفازنا يقوم عليه رجال عركتهم الخبرة والتجربة .. مهنيون محترمون يعرفون طريق النجاح .. وقبل ذلك وبعده .. يحدوهم الإيمان والالتزام والمسئولية .. فلا يمكن أن يسمحوا بإظهار ما لا يلتقي مع الشريعة أو يتنافى مع أي مبدأ فيها. ** أما المحطات الثانية - إلا ما ندر - فقد كانت مزيجاً ما بين مسلسلات فاضحة وأغانٍ مخجلة تخدش الحياء وتؤذي عين المشاهد .. وتفسد صومه .. وما بين برامج أخرى منوعة .. كل برنامج أسوأ من الآخر. ** لقد نجح تلفازنا كعادته .. وتفوَّق في هذا الشهر الفضيل .. واستطاع أن يحشد برامج رمضانية تلتقي مع قدسية الشهر .. وفي نفس الوقت بُعده عن الرتابة أو إملال المشاهد .. بل هي برامج فيها حركة وروح .. وقُدِّمت بطريقة مشوقة جاذبة .. ومع ذلك .. فهي تحمل الرسالة والمضمون الصادق النزيه النظيف. ** إن المزعج حقاً .. أن صحافتنا .. وكتابنا ومثقفينا ونقادنا .. لم يتحدثوا عن هذه النجاحات .. ولم يقولوا كلمة واحدة منصفة في حق تلفازنا المتألق .. ولم يساندوا زملاءهم العاملين في وسط هذا الجهاز الضخم العملاق كلمة واحدة ترفع من معنوياتهم وتحفزهم على بذل المزيد .. وتشعرهم بأنهم بالفعل ..حققوا شيئاً. ** نريد كلمة إنصاف فقط. ** نريد الحقيقة .. نريد من ينصف تلفازنا فقط. ** لا نريد مديحاً .. ولا نريد ثناء غير صحيح .. ولا نريد مبالغات .. نريد الحقيقة. ** هذا الجهاز الذي استقطب العلماء والدعاة والفقهاء والقضاة والخبراء والمختصين يومياً وعلى الهواء مباشرة في أكثر من برنامج .. وأكثر من ميدان .. هل قصَّر ؟! ** هذا الجهاز الذي حشد البرامج المختلفة المنوعة .. وحشد المضامين الهادفة .. وقدَّم عصارة جهد خبراء الإعلام والثقافة .. هل حقه السكوت أو التجريح ؟!