ما يتم عرضه وما يتم الصرف عليه من أموال في هذ الشهر الفضيل على الفضائيات من مسابقات ومسلسلات لا تضيف جديدا وتتهاون بعقل وعقلية المشاهد، وما يسمى بالكاميرا الخفية واشكالها مثل برنامج يعرض في احدى القنوات يسبب الصدمة والخوف، ان ما يتعرض له الضيف من تخويف وفزع وحركات تثير الاعصاب وتشمئز منها النفوس وما يتم دفعه وصرفه على الضيوف من مبالغ طائلة، انني اتساءل: ماذا يضيف لنا؟ انه بعيد عن المتعة والتشويق للمشاهد والضيف، كما ان عملية الاستثارة بحركات تشد الاعصاب وتثير النفس إضافة الى ما يقوم به المقدم من حركات من البصق ورش الروائح الكريهة والضرب.. ان الاستخفاف بعقول المشاهدين بلغ الذروة وما يعرض من تفاهات لا تضيف للمشاهد فائدة ومتعة وتسلية. لقد مللنا من الاستعداد في كل عام لإنتاج برامج بعيدة عن التشويق، انه ترويع قد ينتهي بكارثة، هل فقدنا القدرة على الفكرة المشوقة في انتاج مسلسلات او مسابقات تعكس وعي المشاهد؟ ان اعمار المشاهدين الاطفال والكبار بحاجة لما يضيف لهم فكرة تستوحى من تراثنا وتاريخنا وسيرة ماضينا الجميل وحاضرنا.. لماذَا لا يقدم في قالب من المتعة ان شهر الخير عبر السنين مر بأحداث ومواقف تشرف كل مسلم؟ لماذا لا نستعرضها بأسلوب جاذب وممتع ونستعرض كيف كان صبر المسلمين وتراحمهم في هذ الشهر الفضيل ونتحدث ونرصد الجوائز عن ليلة في هذا الشهر الكريم تعادل الف شهر ونستعرض اثار المسلمين ونذهب في رحلات حول العالم الاسلامي ونرصد جوائز لمن يبدع ويبتكر مسابقة في برنامج رمضان عبر العصور؟ لماذا لا تقدم الصور الرائعة للمسلمين في كل بقاع الارض واكلاتهم وعاداتهم وطقوسهم؟ لماذا لا نرصد جوائز لكل من يبحث ويبدع في كتاب الله من اعجاز علمي يرتبط بحياتنا. إن هذا التهريج وهذا التسطيح ورصد الميزانيات لمشاهير الفن ماذا يضيف لنا؟ اننا بحاجة للعودة الى جذورنا وقيمنا واستعراض ما لدينا من ابداع وانجاز وتميز في مجال العلم والمعرفة، يجب ان تكون مسابقاتنا ومسلسلاتنا تترجم واقعنا تضيف البسمة وترفض الاستهتار وان لا نقوم بعرض تلك البرامج، ان القيم والأفكار التي بدأت تندثر مع الأيام بحاجة لاعلام يعيد زرعها والمتعة والفائدة، إعلام ينطق بأسلوب متميز في كل موقف وفي كل لقطة، ان ما يتم صرفه من ميزانيات على هذه البرامج التي لا ترتبط بالواقع لو تم صرف هذه الميزانيات على المجتمعات وتطويرها لحققت ما يسعد النفوس.. اننا لا ننكر رسالة الإعلام الهادف ومتعته ونتمنى ان يكون لدينا ما يرسم الفرحة وينشر المتعة في نفوسنا، ولكن يجب ان نختار ان هذه الأفكار التي هي نوع من التخويف والترويع باعتراف ضيوف البرنامج او تكرار الفكرة في المسلسلات كل عام أين قصص الواقع الذي نعيشه ونسمع عنه؟ أين تسليط الضوء على قصص الفقراء والأيتام؟ يجب التركيز في المسلسلات على جوانب الخير في شهر الخير والمحبة يجب ان نقدم متعة وهدفا فهذا الشهر يجب ان لا يقدم فيه ما يخدش الحياء ويضيع القيم، نتمنى مواقف مضحكة تسعد القلوب ومسلسلات تنقل واقعنا بكل مصداقية وواقعية كم نتمنى مشاهدة مواقف مضحكة تسعد الأعماق من الداخل وتزرع الفرحة على وجوه الأطفال ومسلسلات تعزز القيم وتجسد الواقع بمنطق واقعي، ان اعلامنا عليه مسؤولية بناء هذ الجيل الذي تشتت فكره بين ألعاب خيالية وأجهزة إلكترونية فهل نعمل جميعا لكي نصحح الوضع أتمنى ذلك. * تربوية