هل تتحول.. كلمة (عصري) التي يوصف بها.. كل أمر يراد إكسابه صفة محببة هذه الأيام.. إلى (نكبة) تكون صفة عامة وشاملة. على مستوى الأدب وبالنسبة للقصة بالذات فإن هذه الصفة بدأت تشكل انحطاطاً وعودة إلى نقطة الانطلاق البعيدة. فالكاتب يان بروخمان.. الذي ننشر الخبر المطول عنه.. في آفاق اليوم يقول إن القصة الفرنسية هذه الأيام بدأت تتخذ شكل التقرير الصحفي.. وليست القصة الفرنسية في الحقيقة هي التي تعاني هذه المشكلة العصرية فإن هناك مجموعة من القصص العربية التي صدرت أخيراً حتى بالنسبة لكبار الكتاب.. قد اتخذت هذا الطابع. وحتى أكون منصفا.. فإنني أقرر مع بروخمان.. ان هناك تياراً آخر غزا القصة العالمية والعربية -كإحدى الروافد - هو التيار الفلسفي ولم يكن هذا التيار وليد يومه.. كما هو تيار التقرير الصحفي - إذا جازت التسمية - بل لقد كتبت بعض الروايات التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر والتاسع عشر.. حيث سادت الرواية الرومانسية. ولكن رباعية لورانس داريل الاسكندرانية كانت - كما اتصور - العلامة المميزة على هذا الدرب .. هذا إذا لم نعتبر (اليوتوبيا) وما شابهها التي رسمت مدينة فاضلة تسودها روح فلسفية.. ولكن ليست العمق الذي كتبت به الرباعية.. ولا حتى كتابات نجيب محفوظ التي صدرت أخيراً. وعلى مستوى أقرب.. فقد صارحني الزميل جار الله الحميد.. بان قصتي نهاية الانتظار التي نشرت في اليمامة أخيراً، قد سادها أسلوب صحفي واضح.. ولا أدري كيف برر له هذه الخطوة التراجعية - إذا صح كلام جار الله - وأنا الذي أعتقد أنه ليس على الكاتب أو الفنان أن يفسر أعماله - بل يترك للآخرين حرية الحركة والحكم.. ويستفيد هو.. إذا أصابت هذه الأحكام من نفسه موقعا ملائماً. ولكن بعد قراءتي.. لما كتبه بروخمان.. هل يمكنني أن أعتز إذا كانت قصتي.. قد سادها الأسلوب الصحفي؟ أو ألملم أوراقي واصمت بلا كتابة مطلقا.. حتى أعود إلى المجرى.. الذي منه شربت.. وبه أعتز اعتزازا حقيقيا؟.. سؤال لزميلي جار الله.. أسوقه الآن من بعد أن توقف في حلقي كشوكة.. عندما هزني برأيه آنذاك.الزميل محمد العلي: يبدو أنك فهمت عكس ما أردت أن أقوله لك.. ربما كانت هذه من عيوب الكتابة بالرمز.. إنني مازلت أصر على أنك القلم الأول.. الذي أبحث عنه بين أقلام الزملاء.. - رغم الحدة التي قابلت بها ما كتبته عنك -.. مع التحية