رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون امس الأربعاء مطلبا من أربعة وزراء بإجراء استفتاء على خطته للانسحاب من قطاع غزة بعد أن وافق الكنيست على الخطة، فيما طالب الفلسطينون بان تكون خطة الانسحاب من غزة ضمن منظور اوسع للسلام يتمثل في خريطة الطريق.. وكان وزير المالية بنيامين نتنياهو وثلاثة وزراء آخرين قد أمهلوا شارون أسبوعين للدعوة لإجراء استفتاء شعبي على الخطة وإلا استقالوا من مناصبهم وذلك بعد دقائق من موافقة الكنيست على خطة الانسحاب يوم الثلاثاء. وقال شارون لصحيفة هاآرتس: لن أستسلم أبدا للضغوط والتهديدات ولن أقبل أي إنذارات. وأضاف (موقفي من الاستفتاء لم يتغير. أعارض هذا لأنه سيثير توترات شديدة وسيحدث انقساما في الرأي العام). ومن شأن انسحاب نتنياهو منافس شارون الرئيسي في حزب ليكود والوزراء الثلاثة الآخرين أن يجعل من الصعب على رئيس الوزراء تفادي إجراء انتخابات جديدة أو تجنب صراع على زعامة حزبه اليميني. وقد يكون أحد الخيارات تشكيل ائتلاف مع حزب العمل المعارض الذي يؤيد معظم أعضائه خطة انسحاب القوات والمستوطنين من قطاع غزة ومن أربع مستوطنات من بين 120 مستوطنة بالضفة الغربية العام القادم. وقد تمكن رئيس الوزراء الاسرائيلي من الحصول على موافقة البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) على خطة الانسحاب من قطاع غزة لكن حكومته لم تخرج سالمة من العملية بعد اقالة وزيرين وتهديد اربعة آخرين بالاستقالة ما لم يجر استفتاء حول الخطة، وتنص الخطة التي تم تبنيها ب67 صوتا مقابل 45 وامتناع اربعة نواب عن التصويت على انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة واجلاء المستوطنين اليهود الثمانية آلاف منها الى جانب اخلاء اربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية. وتنتهي هذه الخطة حسب البرنامج الزمني الذي حدده شارون في نهاية العام المقبل. وقد تمكن شارون من الحصول على اصوات المؤيدين بفضل حزب العمل المعارض الذي يتزعمه شيمون بيريز. وقد سمح هذا الدعم لشارون بالتعويض عن انشقاق قسم كبير من حزب الليكود الذي تزعمه. واعلن رعنان غيسين المتحدث باسم شارون لوكالة فرانس برس ان اثنين من وزراء الليكود هما الوزير من دون حقيبة عوزي لانداو ونائب وزير الامن الداخلي ميخائيل راتسون صوتا ضد الخطة مما دفع شارون الى اقالتهما. ومع انعقاد جلسة الكنيست، دعا وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات اسرائيل الى (العودة الى طاولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية). وقال عريقات لوكالة فرانس برس ان (جدية الحكومة الاسرائيلية في العودة الى عملية السلام تكمن في العودة الى طاولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لتنسيق خارطة الطريق ككل لا يتجزأ ولجعل فكرة الانسحاب من غزة جزءا من خارطة الطريق).