أكتب هذه الكلمات وأنا أشعر بالأسى والحزن لما وصل إليه حال خريجي الجامعات، فبعد دراستهم مراحل التعليم العام وعاشوا همومها وغمومها وجميع ظروفها، وبعد أن اجتازوا عقبات الجامعات بما فيها من غربة وإيجار، وبعد عن الأهل والدار. وبعد هذه السنين، نفاجأ نحن خريجي الجامعات بما حطم آمالنا، وهدم أحلامنا بعدم التعيين، ضمن المدرسين، وعدم وجود وظائف أخرى تلبي حاجات المتخرج. فينا رب الأسرة، وفينا من حرم الزواج، وفينا من يعول أيتاماً، ولم يستطع تأمين العيش لمن يعول.. والسبب والأسباب كثيرة، ولعل من أهمها: تفضيل كليات المعلمين على الجامعيين، ليس حسداً لهم، ولكن ليعرف الجميع الظلم الذي عشنا تحته. قالت الوزارة: هم تربويون، قلنا ونحن تربويون. قالت الوزارة: ليس لهم إلا سلك التعليم، لو تركناهم ما وجدوا وظيفة غيره. قلنا ونحن لنا سنوات ننتظر وليس لنا إلا سلك التعليم ولم نجده ولم نجد غيره. بل إن الجامعيين أكثر فرصاً تعليمية من كليات المعلمين، حيث إن تعيينهم يمكن أن يخدم جميع المراحل الدراسية، أما كليات المعلمين فهم فقط للمرحلة الابتدائية، ومع ذلك لم نساو بهم على الأقل، بل وصل بهم الحال أن عينوا خريجي كليات المعلمين ليسدوا العجز في المرحلتين المتوسطة والثانوية التي هي خاصة لنا نحن الجامعيين. أهذا جزاء تعبنا ودراستنا ودوراتنا وشهادات الخبرة التي حصلنا عليها بالعمل الشاق بالمدارس الأهلية هل نحن جنينا على أنفسنا بدراستنا في الجامعات؟؟ إن وضع الطالب الجامعي محزن جداً، حيث تشير الإحصاءات إلى وجود ما يربو على العشرين ألف متخرج ومتخرجة ينتظرون التعيين. لمن يُترك هؤلاء؟؟ نحن خريجو الجامعات بحاجة ماسة إلى النظر في مستقبلنا. نداء هام إلى من يهمه الأمر من المسؤولين بالنظر في أحوال المتخرجين من الجامعات، ولعل من الحلول المناسبة التي نأمل تطبيقها: مساواتنا بخريجي كليات المعلمين في التعيين. أيضاً فتح المجال لمن لم يشملهم التعيين، بالعمل في التعليم الليلي، فلماذا مدرس النهار يدرس فترتين وخريجو الجامعات جالسون ينتظرون؟ فخريج الجامعة لديه من القدرة والكفاءة ما يؤهله للتعليم الليلي، وبذلك نستطيع أن نحد من شبح البطالة التي بدأت تطل بظلامها على كثير من الشباب الجامعي. وأيضاً نؤمن لقمة العيش ليبني الشاب مستقبله، فيوجد كثير من الشباب المتخرج بلغ به العمر عتيا ولم يستطع الزواج، وبفتح المجال لهؤلاء الخريجين نبني أسراً، ونكوّن أفراداً نافعين للمجتمع وللدين والوطن، ونحميهم بإذن الله من أيدي الغدر التي تلعب على وتر العواطف. نسأل الله أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يحفظ علينا ديننا وبلادنا وقادتنا وأمننا وأن يحمينا من شر الأشرار، ومن كيد الفجار، ومن غدر الكفار.