اطلع الجميع على ما نشر في الجريدة في يوم السبت 25-8-1425ه في زاوية محليات، وبكل أسف عنوان شد الجميع وهو (كتب البنات تملأ أودية الداير بجازان). وقد تساءل المراسل والصحفي إبراهيم بكري في تقريره عن المتسبب في ذلك العمل غير الحضاري والمشين الذي يدل على اللا مبالاة وعلى إهدار المال العام، ثم ذكر أن الأحرى أن يتم التخلص منها بطريقة لائقة تجسد عظمة التعليم في مملكتنا؟ لكن ما أحببت أن أضيفه هنا.. أنني من زمن وأنا أريد الكتابة عن زيادة الكتب المدرسية عندنا وطباعتها بكميات تصل إلى حوالي ضعفي ما نحتاجه!! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. من المسؤول عن إهدار الملايين؟ ومن باشر عملية الطباعة والمتابعة والتوزيع؟ كل هذا نريد الإجابة عنه بدءًا من الوزير إلى أمين عام المستودعات في الوزارة؟ وهنا لنا وقفات جادة مع هذا الموضوع: الوقفة الأولى: أن يتم التحقيق فيمن قام برمي هذه الكتب في جيزان. ومتابعة ما خفي في بقية مناطق المملكة بتشكيل هيئة عليا مكونة من وزارة التربية والداخلية ممثلة بإمارة المنطقة ومعاقبة المتسبب والتشهير به. الوقفة الثانية: اللوم الأول للمتسبب في هذا الفائض من هذه الكتب وهي وزارة التربية، فمن الحكمة أن يتم طباعة الكتب على عدد الطلاب وزيادة 10% من الكمية الإجمالية احتياطياً لأنها في النهاية سترمى أو تحرق.. والتعب على خزينة الدولة!! أو أن تتم الطباعة بكمية كبيرة ولا يطبع مرة أخرى إلا بنهاية هذه الكمية من المستودعات حفاظاً على المال العام وشكراً للنعم. الوقفة الثالثة: لقد تم إنشاء شركة مختصة بمعالجة الورق وتدويره في المملكة بملايين الريالات والذين يدورون على القمائم ليجمعوا الكراتين!! ونسوا أن مدارسنا تقوم سنوياً بل فصلياً بإتلاف آلاف الكتب ولا رقيب ولا حسيب. الواقفة الرابعة: قال الله عز وجل: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (27) سورة الإسراء. فلو كان هذا التبذير صادراً من مراهق أو فرد لما لمناه أو عاتبناه، لكن أن يصدر من جهة تهم المجتمع بأكمله وفيها آلاف المربين والفضلاء الذين لم يحركوا ساكناً فهذا لا نرضاه أبداً؟ صالح سليمان التركي/الرياض