في سكون لحظة من هدأة المشاعر، وأنت تجتهد وتحاول جمع بعض منك، بعض من الأشلاء، بقايا أشياء، تحاول رتق الثقوب، وقف نزف القلوب لتحلق من جديد في الأفق البعيد.. تهب من جراحك، ذاكرتك وزمنك..!! من تلك الوجوه، صامتة، لكن حيرتها تثير ألف سؤال وسؤال..؟؟ من ذاتك، من أجوبة تثور بداخلك، تعيد ذكرى الألم ونزف الجراح، ترحل أين؟ لا يهم، المهم أن تبتعد، تبعثر الخطى كما نفسك، وحينما تعتقد أنك ابتعدت كثيرا حتى تتوقف، تستعيد أنفاسك، تنثر أحمالك، تخلع قناعك، وابتسامة كنت تمارسها تبقيها منك قريبة رحلت..؟؟ نعم، لكن..!! مازال في بعض القلوب ود لك، منه نصيب ما زال في الذاكرة، ذكرى جميلة تخصك أنت. رحلت وتعتقد أنك ابتعدت كثيرا، لكن..؟؟ ليس من تلك القلوب الدافئة، حتى يدركك صوت الحنان، طيف ذاك الإنسان، يستوقفك هذا العزيز.. نظراته تبحث في ملامحك عن وجه من الأمس، عن ابتسامة تضحك من ثغرك، عن نور يتوهج من عينك، عن حلاوة روحك، عن وعن..؟؟ تربكك كثرة الأسئلة، يؤلمك التفكير بالأجوبة، تغلق عينيك هربا من نظراته، كي لا يتسلل بداخلك أكثر لكنه يعرفك، يجيد قراءتك، وقد هاله ما رأى، فيحتار من أين يبدأ السؤال..؟؟ كيف وهو يشعر بمدى يأسك وعميق حزنك، تضيع منه المفردات، كل معاني الكلمات، فلا يجد من الشعور سوى بضعة حروف (وش فيك)..؟؟ ما شعورك الآن..؟؟ تشعر بغصة في حلقك، عبرة تريد الخروج، فتمنعها ليندفع فيض من الدموع يغرق فيها نور العيون، تمنعها هي الأخرى.. وآآآه .. لحظة يتوقف بها الزمن، لحظة تهوي بداخلك، في دهاليز ظلمة الماضي القديم، تحلق في أفق السماء الغائبة، تنظر حولك لترى ركام بقايا ضلوع وشيئا من الشعور، أنفاسا تحتضر يواسيها حزن، وبقايا ألم.. (وش فيك).. كلمة تقول الكثير عما نعجز عنه، وماذا لو كانت من ذاك العزيز، صوت يتعمق بداخلنا، نبرة الحنان تلك تمسح دمعتين هطلتا أخيرا، نبرة الحنان تلك تزيل عن كاهلك جبلا من الهموم. ماذا تريد الآن..؟!! أرتمي في حضن الحنان، أريح رأسي على كتفه، وأبكي العمر كله.