ساعة واحدة فقط فصلت بين خروج الطفلة الفلسطينية، غدير مخيمر (10 أعوام) من منزل عائلتها الكائن في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين، ودخولها غرفة العناية الفائقة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة والتي استشهدت صباح أمس. أداة الجريمة هي رصاص الصهاينة، والمجرم قناص صهيوني متمركز على برج مراقبة غرب مدينة خان يونس، دأب على قتل أطفال مدينة خان يونس في المنازل المتواضعة وعلى مقاعد الدراسة، أيضا. الجزيرة وصلت إلى مدرسة خان يونس الابتدائية المشتركة (أ) التابعة ل (الأونروا) في المخيم الغربي بمدينة خان يونس ؛ حيث بقيت بقع دماء الطفلة غدير شاهدة على جريمة الاحتلال، فيما شوهدت آثار طلقات نارية من العيار الثقيل على جدران قاعات الدراسة الغربية. وفي غرفة العناية الفائقة التركيز رقدت الطفلة غدير مخيمر ابنة الأعوام العشرة ، مغشيا عليها، حيث وصف أطباء فلسطينيون حالتها بالخطيرة، خاصة وأن الطلق الناري الصهيوني قد اخترق صدرها. وعلى باب غرفة العناية المركزة احتشدت مجموعة من الزهرات الفلسطينية في محاولة للاطمئنان على زميلتيهن مخيمر، قالت الطفلة فاطمة أحمد ( 11 عاما ) ل (الجزيرة): بالأمس قتل اليهود زميلتنا رغدة العصار، واليوم نخشى على زميلتنا غدير. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عبرت مؤخرا عن قلقها وحزنها على استهداف الطلاب الأطفال الفلسطينيين وهم على مقاعد الدراسة. وأشار المتحدّث باسم المنظمة، ماتياس بورشار في بيانٍ صحفيّ، تلقت الجزيرة نسخة منه : إلى أنّ جيش الاحتلال يستهدف الأطفال على مقاعد الدراسة في مدارس الوكالة، مشيرا إلى استشهاد الطفلة رغدة العصار قبل زهاء الشهر. وجدد بورشار إدانة المنظمة لأعمال إطلاق النار الروتينية، التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد مبانٍ معروفة تابعة لمنظمة (الأونروا) في قطاع غزة، مشدداً على أنّ إطلاق النار على الأطفال في المدارس، أمر خاطئ، ويعتبر خرقاً لالتزامات الحكومة الإسرائيلية، في إطار معاهدة جنيف الرابعة، ومعاهدة حقوق الطفل في العام 1999، وكذلك القوانين الدولية الأخرى المعنيّة. وكان تقرير إحصائي أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أكد أن رصاص وقذائف السفاحين اليهود قتلت أكثر من 472 طالباً، من أصل 634 طفلاً دون سن الثامنة عشرة (أي بنسبة 19.9 % من مجموع الشهداء)، فيما أصاب الصهاينة ( 3 354 ) طالباً وطالبةً. وأكد التقرير الفلسطيني، الذي وصل مكتبنا في الأراضي المحتلة نسخة منه : أن الأطفال الفلسطينيين أصبحوا مع تواصل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بحاجة إلى رعاية، وقال التقرير إنه خلال العام 2003 تمت متابعة 7.839 قضية خاصة بالأطفال، منها 4.991 لأطفال حرموا من المأوى نتيجة هدم المنزل أو احتراقه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، خاصة في شمال وجنوب قطاع غزة. ولفت التقرير إلى أن 42.1% من الأطفال الفلسطينيين عاشوا تحت خط الفقر حتى نهاية العام 2003، بينما تشير الإحصاءات إلى أنه يعيش حالياً 42.1 من مجموع الأطفال الفلسطينيين تحت خط الفقر. بينما يشير التقرير إلى أن عدد الأطفال العاملين بلغ حوالي 40.139 طفلاً أي ما نسبته 3.1% من مجموع عدد الأطفال.