أطلقت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا انذارا امام المجتمع الدولي للعمل على توفير الحماية للفلسطينيين في حدها الادنى، خصوصاً للاطفال تلامذة المدارس وذلك فيما اتهمت فيه منظمات حقوقية اسرائيل باستهداف الاطفال قتلا او جرحا او تشريدا في هجماتها العسكرية المتواصلة في قطاع غزة. جاء ذلك في الوقت الذي فارقت فيه التلميذة غدير مخيمر 10 اعوام الحياة امس جراء اصابتها بعيار ناري من النوع الثقيل اطلقه جندي اسرائيلي عليها اثناء جلوسها على مقعد الدراسة في احدى مدارس المخيم الغربي في خان يونس جنوب قطاع غزة اول من امس لتكون الطفلة الثانية التي تقتل داخل المدرسة نفسها خلال اقل من شهر. وقال الناطق باسم "اونروا" سامي مشعشع ان مقتل الطفلة مخيمر وزميلتها رغدة العطار "تضع تحدياً امام المجتمع الدولي لكيفية توفير الحماية للمدارس الفلسطينية" مشيرا الى تعرض مدارس الوكالة الدولية الى عمليات اطلاق نار عشوائي. وحاولت اسرائيل "حبك" رواية مغايرة للوقائع وقالت ان اطلاق النار جاء ردا على اطلاق قذيفة هاون في المنطقة وان غدير اصيبت على مدخل المدرسة ولكن صور دماء الضحية داخل الصف الدراسي وتقارير المنظمة الدولية وشهود العيان فندت ذلك. واخذت الروايات الاسرائيلية عن ما يجري في قطاع غزة تنهار تباعا في الآونة الاخيرة، فبعد ان أعلنت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجيش "اخطأ" عندما طرح الادعاء بان سيارة اسعاف تابعة ل"اونروا" نقلت صاروخ "قسام" وانه لم يتم نقل اي صاروخ قسام في سيارة اسعاف تابعة ل"اونروا" طالب المفوض العام للوكالة بيتر هانسن اسرائيل بالاعتذار عن تلفيق فريتها ضد الطاقم الطبي للوكالة. وقال هانس في عمان ان "على اسرائيل ان تبذل جهودا كبيرة لازالة تهمة الفرية عن كاهل المنظمة الدولية بالزخم نفسه الذي بذلته لالصاقها بها". واشار تقرير لمؤسسة "الميزان" الحقوقية في غزة الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت منذ بدء هجوم "ايام الندم" على شمال قطاع غزة ثلاثين طفلا من اصل 119 قتلوا خلال الاسبوعين الماضيين واصابت بجروح 130 طفلاً من بين الجرحى ال 338 خلال عمليات الجيش الاسرائيلي في المنطقة. وتعمل مؤسسات حقوقية فلسطينية على رفع شكوى امام محاكم جنائية اوروبية لادانة اسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية سيما بعد ان شهد جنود اسرائيليون على جريمة القتل التي نفذها ضابط كتيبتهم بحق التلميذة الطفلة ايمان الهمص 13 عاما اثناء توجهها الى مدرستها جنوب رفح الاسبوع الماضي. واكد تسجيل لمكالمة هاتفية جرت بين جندي في الكتيبة وصديق له بثه التلفزيون الاسرائيلي ان الضابط الذي لم يكشف عن اسمه افرغ مخزن رشاشه الاوتوماتيكي في جسد الطفلة ايمان بعد ان كان جنود اخرون اطلقوا عليها النار وقتلوها عن بعد ومن ثم عاد الى دوريته العسكرية "وكأن شيئا لم يحدث". واعلن الجيش الاسرائيلي امس انه تم اقصاء الضابط عن منصبه "لانه اخفق في القيام بمهماته". ولم يذكر البيان العسكري ما اذا كان الضابط سيعاقب على فعلته او ما اذا كان يحمله مسؤولية عملية "التأكد من القتل" باطلاق زخات من الرصاص على جسد الطفلة النحيلة بعد ان كانت قد فارقت الحياة.