للمرة الثانية في اقل من شهر اطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي نيران اسلحتها صباح امس على المدرسة الابتدائية المشتركة التي تديرها وكالة لامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا في خان يونس جنوب قطاع غزة واصابت الطفلة غدير مخيمر 10 أعوام بطلقة استقرت في صدرها وتركتها تصارع الموت في احد المستشفيات الفلسطينية هناك. وأكد مسؤولون في "الاونروا" وشهود فلسطينيون ان الطفلة غدير في الصف الخامس الابتدائي اصيبت وهي على مقعد الدراسة تماماً كزميلتها رغدة عدنان التي اصيبت هي الاخرى في المدرسة نفسها في السابع من الشهر الماضي بعيار ناري في الرأس اطلقه جنود اسرائيليون يتمركزون في مستوطنة "نفيه دكاليم" اليهودية. ودخلت رغدة في حال موت سريري الى ان استشهدت في الثاني والعشرين من الشهر الماضي. واتهمت "الاونروا" قوات الاحتلال باطلاق النار بصورة عشوائية على المناطق الفلسطينية المكتظة. جاء ذلك في الوقت الذي استبق فيه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون نتائج التحقيق الذي أعلنت الشرطة العسكرية الاسرائيلية فتحه في عملية قتل الطفلة ايمان ابو الهمص 13 عاماً على يد ضابط سرية من وحدة "جفعاتي" في الجيش الاسرائيلي في رفح قبل عدة أيام وتفريغ خزان سلاحه الاوتوماتيكي في جسدها "للتأكد من القتل" حسب افادات جنود اعضاء في الوحدة ذاتها. وقال يعلون امام اعضاء "لجنة الخارجية والامن" التابعة للبرلمان الاسرائيلي انه "كان هناك ما يجعل الجنود يفترضون ان المقصود ارهابية أو ربما كانت طعماً". وقال يعلون "توجد مشكلة في الكتيبة، والمقصود ضابط جديد وليس لذلك علاقة بهذا الحادث". وكان جنود اسرائيليون اشاروا في تصريحات صحافية الى ان الضابط المذكور "يحاول شراء ذممهم ودفع أموال مقابل صمتهم". وقالوا انهم "يرتجفون خوفاً من الضابط ويخشون ان ينكل بهم اذا لم يتم اقصاؤه عن منصبه". وبين تضارب الروايات الاسرائيلية لتبرير اختراق 20 رصاصة جسد الطفلة ايمان ابو الهمص، قال يوسي سريد من حزب "ميرتس" اليساري الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي "أفلس من الناحية الاخلاقية واصبح الحديث عن طهارة السلاح والقيم مهزلة". ورجحت مصادر اسرائيلية ان تؤدي اصابة الطفلة غدير امس الى زيادة التوتر بين اسرائيل و"الاونروا"، خصوصاً ان تقارير اسرائيلية اعترفت بأن احد دوافع الحملة الاسرائيلية الاخيرة على المنظمة الدولية والتي اتهمتها بالسماح لمسلحين فلسطينيين باستخدام سيارة اسعاف لنقل صواريخ "القسام" البدائية الصنع، جاء في اعقاب انتقادات شديدة اللهجة وجهها المفوض العام ل "اونروا" بيتر هانسن بعد مقتل الطفلة رغدة في الشهر الماضي وهي على مقعد الدراسة. وتراجعت اسرائيل عن روايتها بشأن الصاروخ واعترفت بأنه "نقالة اسعاف". لكن روايتها هذه نجحت في حمل الاممالمتحدة على ارسال لجنة تحقيق الى المنطقة لتحري الاتهامات الاسرائيلية التي سرعان ما توسعت وتغيرت لتشمل اتهام "الاونروا" ب "الانحياز" الى جانب الفلسطينيين و"مساعدة الناشطين منهم". ومن المقرر اعلان نتائج هذا التحقيق في الاسابيع المقبلة بعد رفع اللجنة تقريرها الى الامين العام كوفي أنان. واتهمت رابطة الصحافيين الاجانب في القدس الجيش الاسرائيلي بتعمد اطلاق النار على اعضائها منذ بدء هجوم "أيام الندم" الاسرائيلي المتواصل على شمال قطاع غزة منذ اسبوعين. وأكدت الرابطة ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار خمس مرات على الأقل منذ بدء الحملة. وقالت وكالة "رويترز" ان احد مصوريها تعرض لاطلاق النار الاثنين الماضي اثناء محاولته تصوير دبابة اسرائيلية في مدينة دير البلح في قطاع غزة. وطالبت الرابطة بالتحقيق في عمليات اطلاق النار الخمس.