في مثل هذا اليوم من عام 1929 تمكن الزعيم الأفغاني محمد نادر خان من الاستيلاء على العاصمة الأفغانية كابول وأطاح بالملك الأفغاني باشا سقا أو (ابن السقاء) ونصب نفسه ملكا على البلاد. وكانت أفغانستان قد شهدت حركة إصلاحية واسعة على يد الملك أمان الله خان الذي تولى عرش البلاد في مطلع القرن العشرين. أعجب بالثورة الشيوعية في روسيا عام 1917 وتمكن من إقامة علاقات جيدة مع الاتحاد السوفيتي الناشئ وتركيا وفرنسا وبدأ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وارتبط بعلاقة تحالف مع الاتحاد السوفيتي الأمر الذي أثار قلق بريطانيا التي كانت تحتل شبه القارة الهندية على الحدود مع أفغانستان. لذلك ساندت باشا سقا في محاولاته للإطاحة بحكم أمان الله خان وهو ما نجح فيه بالفعل.ولكن محمد نادر خان ظهر على الساحة السياسية عندما عاد من باريس إلى الهند حيث التقى بالمسئولين البريطانيين هناك وطلب منهم مساندتهم من أجل الوصول إلى الحكم في أفغانستان والإطاحة بحكم باشا سقا الذي كان يفتقر إلى القدرات السياسية والإدارية التي تتيح له حكم البلاد وخوفا من عودة عائلة أمان الله مرة أخرى. وافق البريطانيون على مطلب نادر خان الذي تمكن من حشد تأييد العديد من زعماء القبائل الأفغانية وبالفعل استطاع في أكتوبر 1929 الاستيلاء على العاصمة الأفغانية ونصب نفسه ملكا على البلاد.ولكن الرجل تبنى سياسة دموية ضد أفراد عائلة أمان الله خان الأمر الذي أثار سخط الكثيرين من الأفغان وبخاصة أبناء القبيلة التي تنتمي إليها عائلة أمان الله مما دفع أحد الطلبة إلى إطلاق النار على الملك محمد نادر خان فأرداه قتيلا عام 1933 ليخلفه ابنه الأمير محمد ظاهر شاه الذي أصبح حاكما لأفغانستان حتى الانقلاب الذي قاده الجنرال داوود عام 1973 ليذهب ظاهر شاه إلى المنفى في روما حتى عاد إلى أفغاستان بعد الإطاحة بحكم حركة طالبان في أكتوبر 2001 على يد القوات الأمريكية.