في مثل هذا اليوم من عام1929 تم إجبار الملك أمان الله خان ملك أفغانستان على الاستقالة. وكان أمان الله قد قفز إلى العرش بعد اغتيال والده في رحلة صيد كان يقوم بها في العشرين من فبراير عام 1919. ورغم أن الملك الأب حبيب الله لم يكن قد ترك وليا للعهد إلا أن وجود أمان الله في العاصمة كابول كنائب للملك عندما خرج الأخير في رحلة الصيد المشؤومة جعل أمان الله - ثالث أبناء الملك حبيب الله - مسيطرا على الخزانة الوطنية والجيش، وهو ما جعل سيطرته على السلطة مسألة سهلة للغاية. وكان انحياز الجيش إلى جانب أمان الله قد حسم معركة خلافة الملك حبيب الله لصالح الأمير الصغير رغم كثرة المطالبين بالعرش. وخلال شهور قليلة تمكن الملك الشاب من الحصول على دعم أغلب القبائل وفرض سيطرته على المدن الأفغانية. استمرت سنوات حكم أمان الله عشر سنوات تقريبا شهدت تغييرات جذرية في أفغانستان، حيث سعى الملك إلى تحديث البلاد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وقد خاض حربا لمدة شهر ضد القوات البريطانية التي كانت تحتل شبه القارة الهندية على الحدود مع بلاده. استمرت هذه الحرب التي ثارت في مايو 1919 لمدة شهر تمكن خلالها من إجبار البريطانيين على الاعتراف بعجزهم عن احتلال هذه البلاد رغم ثلاث حروب شنوها ضدها. وحاول أمان الله الاستقواء بالدولة الشيوعية الجديدة التي قامت في روسيا وحولتها إلى الاتحاد السوفييتي ضد المحاولات البريطانية المستمرة لفرض نفوذها على بلاده. وسعى أمان الله إلى إقامة علاقات قوية مع السوفييت وهو ما أجج مخاوف البريطانيين ودفعهم إلى التحرك بسرعة من أجل إسقاطه. وتمكن البريطانيون هذه المرة من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من قبل من خلال سلسلة تحالفات قبلية أسفرت عن الإطاحة بأمان الله وتنصيب محمد ظاهر شاه الذي أطيح به أيضا واضطر إلى الفرار من أفغانستان إلى أوروبا، حيث عاش في المنفى حتى عام 2002.