إمعانا في سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، تحتجز القوات الإسرائيلية أمهات وأشقاء وأقارب المطلوبين الفلسطينيين، وتهدم منازلهم للضغط على أبنائهم لتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وفي حالات أخرى تطلب القوات الإسرائيلية من أولياء أمور الشبان الفلسطينيين دفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عن أبنائهم المحتجزين على حواجز الاحتلال.. وتسجل الجزيرة هنا عدة حوادث من هذا القبيل، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والدة الشاب الفلسطيني علاء طلحة دعدوع، من بلدة الخضر قضاء مدينة بيت لحم، خلال عملية عسكرية في البلدة استهدفت الشاب علاء الذي تصنفه سلطات الاحتلال كمطلوب لها. وقالت أهالي من البلدة ل الجزيرة: إن اعتقال هذه السيدة هو للضغط على ابنها لتسليم نفسه، حيث فشلت قوات الاحتلال في إلقاء القبض عليه خلال حملات سابقة لاعتقاله.. مؤكدين أن قوات الاحتلال أحرقت جزءا من منزل عمه، سعيد دعدوح، خلال عملية البحث عنه التي بدأت فجر يوم الخميس، الموافق 23 - 9 - 2004 0 وفي حادثة أخرى، ذات طابع إرهابي (سرقة على المكشوف )، احتجز جنود الاحتلال الإسرائيلي مساء يوم الأربعاء، الموافق 22- 9 - 2004 عند حاجز عسكري على شارع وادي النار، قضاء مدينة نابلس، الشاب الفلسطيني علاء شلش، الذي أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية بعد قضائه ستة شهور في سجن تلموند اليهودي.. وكان علاء شلش وصل ليلة الأربعاء إلى الحاجز الإسرائيلي المعروف باسم ( الكونتينر ) ولكن جنود الاحتلال لم يسمحوا له بالمرور واحتجزوه لديهم واعتدوا عليه بالضرب.. واتصل هؤلاء الجنود بوالده واسمعوه صراخ ابنه على الهاتف، طالبين منه دفع ألف شيكل ( 250 دولارا ) لإطلاق سراح ابنه رغم أن المحكمة الإسرائيلية لم تفرض أية غرامة عليه بعد اعتقاله والإفراج عنه.!!!! وذكر والد الشلش، في إفادة حقوقية وصلت الجزيرة أن جنود الاحتلال اتصلوا به، وأبلغوه أن ابنه موجود في قبضتهم على الحاجز، وطلبوا منه التوجه إلى الحاجز، وإحضار ألف شيكل لاستلامه، بعد أن أسمعوه صوته، وهو يتألم من الضرب، قائلين له: وإلا ستكون حياته مهددة بالخطر (سيكون مصيره مستشفى هداسا ).!! وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر يوم الأربعاء، الموافق 22 - 9 - 2004 مخيم بلاطة للاجئين قرب مدينة نابلس، و شنّت حملة مداهمات واسعة للمنازل وهدّدت بنسف منزلٍ يعود لعائلة أحد المقاومين. وقال شهود عيان في المخيم ل الجزيرة: إن عشرات الآليات العسكرية توغّلت حوالي الساعة الثانية فجراً وداهمت عدداً من المنازل وقامت بتفتيشها وتحطيم محتوياتها، ومن بين هذه المنازل منزل يعود لعائلة الشاب علاء سناقرة، الذي تدّعي سلطات الاحتلال أنه من المطلوبين.. وقال والد سناقرة: إن قوات الاحتلال داهمت منزله وعاثت فيه فساداً بحجة البحث عن ابنه علاء، الذي لم يكن موجوداً في المنزل، وقامت باعتقال عمّه وأمهلتني حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الأربعاء لتسليم ابني علاء، إلى قوات الاحتلال في معسكر حوارة جنوب نابلس..!! وبالفعل هدمت قوات الاحتلال منزل عائلة علاء سناقرة، بزعم أنه أحد مسؤولي كتائب شهداء الأقصى، الذي تنسب إليه قوات الاحتلال مسؤولية تجنيد الفدائية الفلسطينية، زينب أبو سالم.. وأفاد شهود عيان أن تدمير منزل عائلة سناقرة أدى إلى تضرر حوالي عشرة منازل مجاورة، والى تهدم ثلاثة منازل بصورة جزئية. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت يوم الأربعاء، الموافق 22 - 9 - 2004 مدينة ومخيم جنين بالدبابات وبإسناد من مروحيات اباتشي، واعتقلت 20 مواطنا بعد أن فشلت في اعتقال، المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الإسرائيلية، زكريا الزبيدي، قائد كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، وعدد من رفاقه.. وقال أهالي مخيم جنين ل الجزيرة: إن جنود الاحتلال كانوا ينادون عبر مكبرات الصوت، مطالبين من زكريا الزبيدي تسليم نفسه، مرددين: زكريا الزبيدي سلم نفسك أنت محاصر.. وفشلت القوات المحتلة في اعتقال أي من المطلوبين. وذكر المواطنون في المخيم أن عددا من الكلاب البوليسية المدربة رافقت القوة، التي داهمت عشرات المنازل في مخيم جنين، وأن عمليات التفتيش كانت تتم برفقة الكلاب.. وداهم الجنود منازل عائلة الزبيدي. وفي أعقاب فشل قوات الاحتلال في اعتقال الزبيدي ورفاقه ممن تسميهم قوات الاحتلال بالمطلوبين، عادت واعتقلت أكثر من عشرين مواطناً من المنازل التي كانت قد داهمتها..!! وتركزت الاعتقالات في حارة الدمج بمخيم جنين، وكان من بين المعتقلين عدد من أقارب زكريا الزبيدي وأشقائه، وعدد من أشقاء الشهيد محمود أبو خليفة، وعرف من بين المعتقلين أحمد أسعد أبو خليفة، محمد أسعد أبو خليفة، عبد الرحمن محمد الزبيدي، جمال الزبيدي، مظفر جمال الزبيدي، نعيم جمال الزبيدي، محمود استيتي، جميل عبد اللطيف نبهان، محمد كمال الصباغ، عادل محمود الدمج، جميل محمود الدمج، هاني عيد دمج، ناصر الهندي، جمال الطوباسي، أحمد عبد اللطيف فلاح، يوسف عبد اللطيف فلاح. وانسحبت قوات الاحتلال في وقت لاحق من المدينة والمخيم، وتعطلت الدراسة في المدارس بشكل شبه كامل.