في مثل هذا اليوم من عام 1944 تمكن جهاز الشرطة السرية سيئ السمعة في ألمانيا النازية من اعتقال الزعيم الاشتراكي الألماني جوليوس ليبير في الوقت الذي كان النظام النازي يقترب من نهايته. وكان الزعيم النازي أدولف هتلر قد قرر فور وصوله إلى السلطة في ألمانيا عام 1933 إلغاء الحزب الشيوعي ثم حظر أنشطة الأحزاب الاشتراكية في ألمانيا حيث كان يحمل الشيوعيين والاشتراكيين الألمان مسؤولية مشكلات ألمانيا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية. وكان ليبير سياسي يهودي ألماني، وولد في السادس عشر من نوفمبر عام 1891م. وبعد أن أمضى سنوات قليلة في الدراسة احترف العمل الصحفي وتبنى الفكر الاشتراكي لينضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا عام 1913م. وفي عام 1914 التحق بالجيش الألماني الذي كان يخوض الحرب العالمية الأولى حيث أصيب بجراح مرتين، وقد تم تكريمه لشجاعته وعندما وصلت الحرب العالمية الأولى إلى نهايتها كان قد وصل إلى رتب ملازم ثان، وبعد الحرب عاد من جديد إلى ميدان الصحافة والسياسة حيث تولى رئاسة تحرير صحيفة ليوبيك الناطقة باسم الحزب الاشتراكي الديموقراطي، وانتخب في البرلمان الألماني عام 1924، وخلال السنوات التالية كان من أشد مناوئي الزعيم النازي الصاعد في ذلك الوقت أدولف هتلر، وعقب وصول هتلر للحكم عام 1933 ألقي القبض على ليبير بتهمة (الخطورة على الدولة). وفي عام 1937 أطلق سراحه، وانضم إلى الحركات السرية المناوئة لهتلر فور خروجه من السجن، واستمر يمارس نضاله السري حتى اعتقله الجستابو مرة ثانية عام 1944 حيث تمت محاكمته بتهمة الخيانة والتآمر لقتل هتلر وصدر ضده حكم بالإعدام ونفذ الحكم في الخامس من يناير عام 1945م.