اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون عدداً من اليمينيين المتطرفين أمس الأحد بالسعي إلى إثارة حرب أهلية وطالب باتخاذ إجراءات صارمة مع مثل هذه المجموعات المعارضة لخطة الانسحاب من قطاع غزة. وجاءت تصريحات شارون فيما كان الآلاف من اليهود المتطرفين يتدفقون على القدسالمحتلة للاشتراك في تظاهرة ضد الانسحاب من غزة. وقال شارون في تصريحات أدلى بها في بداية الجلسة الأسبوعية لحكومته نشهد حملة تحريض خطيرة جداً، أطلب من وزيري الدفاع (شاوول موفاز) والأمن الداخلي (جدعون عزرا) اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل عدم إقحام الجيش في هذه الظاهرة الرهيبة. وكان زعماء للمستوطنين اليهود قد حذَّروا يوم الجمعة الماضي من أن خطط شارون لإخلاء بعض المستوطنات قد يجر إسرائيل إلى حرب أهلية، وحثت مجموعة من المتشددين البارزين قوات الأمن على عصيان أوامر تفكيك المستوطنات. وقال شارون أمس الأحد في بداية اجتماع لمجلس الوزراء إن مثل هذه الدعوات تهدف في جوهرها لإثارة حرب أهلية، وأضاف إنني أهيب بالمسؤولين عن الشؤون الأمنية منكم أن يتخذوا كافة الإجراءات اللازمة. ويعارض اليمينيون المتطرفون خطة شارون للتخلي عن كل المستوطنات في قطاع غزة وعن أربع مستوطنات من بين 120 مستوطنة بالضفة الغربية، كما يعارضون التنازل عن أراض احتلتها إسرائيل في حرب 1967 ويقولون إن هذا بمثابة (مكافأة للإرهاب الفلسطيني). وقد تدفق آلاف المستوطنين أمس الأحد على مدينة القدسالمحتلة للمشاركة في مظاهرة حاشدة شعارها: (الانفصال يمزق الشعب) وذلك قبل يومين من الاجتماع الحاسم للمجلس الوزاري المصغر بشأن خطة (فك الارتباط) التي تقضي بإخلاء كافة مستوطنات قطاع غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية، وشارك في التظاهرة جماهير غفيرة من المتطرفين اليهود الذين أقلتهم الحافلات من شمال الضفة الغربية ومن جنوبها ومن مستوطنة (غوش قطيف) في قطاع غزة ومن داخل الخط الأخضر أيضاً. يذكر أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت في كانون الثاني - يناير الماضي قراراً بتبني خطة الانفصال التي اقترحها رئيس الوزراء أرييل شارون بشأن الانسحاب من قطاع غزة على أربع مراحل ينبغي أن تصوت الحكومة على كل منها. وأبلغ شارون حكومته مؤخراً بأنه يريد أن يتم الانسحاب من قطاع غزة دفعة واحدة، ويمثِّل توجه شارون لإخلاء مستوطنات قطاع غزة دفعة واحدة بدلاً من إتمام ذلك على أربع مراحل تحولاً كبيراً عن موقفه السابق. ومن جانب آخر أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن دوف ويسغلاس المستشار الخاص لشارون توجه أمس إلى واشنطن لاطلاع المسؤولين الأميركيين على المسار المعدل للجدار العنصري الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية. وسيبحث ويسغلاس في المسار العدل مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس الخميس، وتابعت الإذاعة أن لقاء بين ويسغلاس وباول غير مستبعد. وقال المصدر نفسه إن الخطة الإسرائيلية للفصل مع الفلسطينيين في قطاع غزة وتفكيك المستوطنات العشوائية التي أنشئت منذ آذار - مارس 2001 ستبحث أيضاً مع الإدارة الأميركية بمناسبة زيارة ويسغلاس.