جاءت مشاركة الحكم الدولي السعودي ناصر الحمدان في بطولة كأس آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم بالصين مخيبة للآمال والطموحات والتطلعات التي كان يروم لها معظم المتابعين والمراقبين لوضعية التحكيم السعودي الذي مر بهزة معنوية وفنية أضرت به كثيراً على الصعيد المحلي في أعقاب اقرار الاستعانة بالحكم الأجنبي الموسم الفائت فكان الجميع يترقب ماذا سيقدم الحكم الحمدان لاسيما وهو الذي استعد جيدا ليحفظ ماء الوجه للتحكيم السعودي قاريا خصوصا وان زميليه المعتزلين دوليا عبدالرحمن الزيد وعمر المهنا كان لهما حضور مشرف في نهائيات آسيا في اليابان والإمارات ولبنان.. لكن المتلقي الرياضي السعودي فوجئ بعودة حكمنا ناصر الحمدان بعد انقضاء مباريات الأدوار التمهيدية للبطولة راجعا بخفي حنين وبرصيد مخجل من عدد المباريات التي أدارها فهو لم يحكم سوى مباراة وحيدة.. (يتيمة) جمعت منتخبي الكويت والإمارات (3 - 1) وحفلت بخطأين فادحين وقع بهما جعلا خبراء التحكيم ينتقدونه.. (الجزيرة) حققت في أمر هذه العودة المفاجئة.. الغريبة.. وأمر هذه المشاركة الضعيفة.. مع عدد من خبراء التحكيم المحلي بدءا برئيس لجنة الحكام الشقير والخبير والمحلل فودة والعالمي الزيد والدولي المتميز المهنا والدولي المتحمس المرداسي وأقرب أصدقاء الحكم الحمدان الصحافي السابق المرشود.. فماذا قالوا؟!! فودة: ناصر مظلوم ** في البداية تحدث الحكم الدولي السابق والمحلل التحكيمي الخبير محمد فودة الذي عبّر عن رأيه قائلاً: (من خلال متابعتي للبطولة والتحكيم فيها عبر برنامج تحليل مباريات البطولة الآسيوية أو الاستديو التحليلي في قناة art.. استطيع القول بأن أربعة حكام قد منحوا ثلاث مباريات من الأدوار التمهيدية وحتى النهائية كالسنغافوري شمس العابدين وطلعت نجم من لبنان وجون شونغ من كوريا ومحمد كوسا من سوريا هؤلاء منحوا الفرصة كاملة.. بالنسبة للحكام الخليجيين سعد كميل وناصر الحمدان وفريد عبدالرحمن وعبدالرحمن الدلوار لم ينالوا نفس الفرصة.. والحكم الأخير اعطى انطباعا غير جيد بالنسبة للحكم الخليجي بعد أخطائه في مباراة إيران وعمان وجاء بعده ناصر الحمدان وفريد عبدالرحمن.. وفي المباراة التي أدارها ناصر بين الكويت والإمارات كان هناك بعض الملاحظات وهذه الحقيقة فقد احتسب ركلة جزاء غير صحيحة ولم يحتسب ركلة جزاء صحيحة.. لكن إذا كان ناصر الحمدان أخطأ في هذه المباراة فالآخرون أيضاً أخطأوا مثل طلعت نجم وجون شانغ وكوسا وشمس العابدين.. وكانت اخطاؤهم نفس أخطاء ناصر تقريباً لكنهم منحوا الفرصة على عكسه تماماً.. وأنا دافعت من خلال الاستديو التحليلي ل(art) عن الحكم الخليجي لكن للأسف الشديد جاء الإماراتي فريد عبدالرحمن ليرتكب أخطاء عديدة في مباراة المركزين الثالث والرابع حتى ان المذيع الذي يدير الحوار قال لي: لقد دافعت عن الحكم الخليجي بقوة والآن انظر ماذا فعل فريد عبدالرحمن؟! وكان يفترض ان تمنح لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي الفرصة لناصر الحمدان لأنه مرشح لبطولة كأس آسيا ثم اولمبياد أثينا فكان من المفترض أن يتم تهيئته وإعداده من خلال البطولة للأولمبياد أيضاً.. لكن أقول إن ناصر أخطأ في قراراته في تلك المباراة.. نعم أخطأ لكن كل حكام البطولة كانت لديهم أخطاء مثل ناصر الحمدان وممكن تكون أكثر).. وفي تفسيره لأسباب عدم منح الحكم الدولي السعودي ناصر الحمدان الفرصة كاملة أسوة بزملائه الذين ذكرهم في بداية حديثه قال فودة: (قد يكون تفسيري يرتكز على ان العميد فاروق بوظو بعدما ابتعد عن لجنة الحكام العرب أصبح لا يعنيه أمر الحكام العرب فهو لم يدعم سوى طلعت نجم اللبناني ومحمد كوسا السوري.. فهناك حكام أداروا أربع مباريات بينما هناك حكام جالسون ينتظرون الفرصة ونفسياتهم محبطة وفي الحضيض.. فليس من العدل في شيء ما حدث.. ولو عدنا للأخطاء لوجدنا ان الحكم الأردني فتحي العرباتي أخطأ هو الآخر في مباراة البحرينوإيران فقد حدثت عملية ضرب أمامه وتكرر ذلك في مباراة أخرى ولم يحرك ساكنا ومع ذلك استمر حتى المباراة النهائية، إذن عملية الأخطاء لم تكن هي المقياس لاستمرارية الحكم..)! وفي سؤالنا المباشر لفودة.. هل الحمدان تعرض لظلم من لجنة الحكام أجاب قائلاً: (نعم.. أنا أرى أن الحمدان ظلم في التكاليف لكن ناصر في نفس الوقت لم يؤد الأداء الذي من المفترض أن يظهر عليه كي يأخذ الفرصة ويستفيد من فرصة مشاركته في البطولة الآسيوية.. فهو يتحمل جزءا من مسؤولية ظلمه لأنه منح الآخرين الفرصة لظلمه من قبل لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي.. لكن ناصر الحمدان كان جزءا من منظومة التحكيم التي كانت مليئة بالأخطاء في البطولة الآسيوية). الزيد: مشاركة.. قاصمة ** عضو اللجنة الفنية في لجنة الحكام الرئيسية.. الحكم الدولي عبدالرحمن الزيد الذي شارك في تحكيم نهائيات كأس آسيا 96م بالإمارات.. قال: (لقد طرحت هذا الموضوع في زاويتي.. وكنت قد سألت ناصر الحمدان فلقد كنت أول من سأله حقيقة عندما سمعت انه رجع.. وقلت له هل كان أداؤك عليه ملاحظات فأجابني بالنفي بل قال انهم أشادوا بأدائه في مباراة الكويت والإمارات حتى انت يا اخ سامي قرأت لك موضوعاً تشيد فيه عقب المباراة وكل المتابعين فعلوا ذلك.. فسألته مرة أخرى لماذا رجعت إذاً؟ المفروض انك جلست خاصة بعد خروج المنتخب السعودي وهذه تحدث لأول مرة منذ (20) عاماً في مشاركة المنتخب في تاريخ مشاركته في كأس آسيا فقد كان طرفاً ثابتاً في المباريات النهائية.. ولعلي أذكر في هذا السياق حادثة مشاركتي عام 96 عندما قال لي العميد فاروق بوظو طالما ان المنتخب السعودي تأهل للأدوار المتقدمة في البطولة لا تنتظر عد إلى بلادك.. لن تبقى إلا في حال خروج المنتخب السعودي.. وحدث الشيء ذاته مع عمر المهنا في طوكيو وبيروت عندما تأهل منتخبنا للنهائي). ويردف الزيد قائلاً: (فكانت أول فرصة لحكم سعودي أن المنتخب لا يتأهل عن مجموعته.. وعندما سألته عن سبب عودته قال: إنهم قالوا إنكم (أي الحكام) الذين سيشاركون في أولمبياد أثينا يجب أن تعودوا وتستفيدوا في بلادكم كي تتوجهوا إلى أثينا.. فقلت له: طيب معليش كان عطوك مباراة ثانية على الأقل في دور الثمانية.. كما ان مواصلتكم في البطولة تعد نوعا من الإعداد للأولمبياد.. وهذا كان عذره). وعندما سألت الزيد عن رأيه في أداء الحكم ناصر الحمدان في مباراة الكويت والإمارات رغم انتقادات المحللين جمال الشريف في (الجزيرة الرياضية) ومحمد فودة عبر (art).. رد قائلاً: (جمال الشريف ليس هو المسؤول عن الاتحاد الآسيوي.. إنما هو رجل يقول رأيه وهذا حق من حقوقه وحتى محمد فودة كل إنسان يقول رأيه وهذا شيء شخصي لكن ناصر لم يكن سيئا في مباراته.. ونحن شاهدنا المباريات.. وبالنسبة لي شاهدت حكاما لم يكن أداؤهم بارزا فلقد كان الأبرز من بين الحكام في رأيي سعد كميل ومحمد كوسا فلقد كانا أبرز اثنين.. وأنا حقيقة استغربت من عدم تواجده.. لكن أقول ربما هناك أشياء نحن لم نطلع عليها فكما تعرف البطولة كانت في الصين.. لكن بحكم مشاهدتي للمباراة التي أدارها أقول بأنه لم يكن سيئاً إلى الدرجة التي لا يمكن معها أن تساعده في تحكيم مباراة ثانية في الأدوار التمهيدية أو دور الثمانية.. فمثلاً.. توقعت خروج فريد عبدالرحمن بعدما ألغى هدفا صحيحا لليابان في مباراتهم مع تايلند التي انتهت ب(4 - 1) لمصلحة اليابان وكان الهدف الملغى صحيحاً.. ومع ذلك استمر الحكم فريد.. فالأخ ناصر لم يكن سيئاً وأنا لا أعلم سبب إبعاده عن المشاركة في الأدوار المتقدمة فكما تعلم نحن بعيدون ولا ندري.. بل انني سألته قائلاً: هل يوجد شيء غير فني فأجابني ب(لا).. وقلت له أيضاً هل تعرضت لإصابة.. لأنه لو حدثت لك إصابة أتمنى يا ناصر أن تخرج للجميع وتقول لهم أنا رجعت لهذا السبب كي أتعالج لأكون جاهزاً للأولمبياد حتى لا اخسر فرصة المشاركة في الأولمبياد.. وأجابني بأنه لا يعاني من إصابة.. حتى انني لاحظت في مباراته أنه جرى بشكل أكثر من المعدل الطبيعي.. فقلت ربما أنه أصيب لهذا السبب.. لكنني استغربت أمر عودته حقاً.. لكن ما حدث اعتبره بمثابة الضربة القاصمة للتحكيم السعودي أقولها بصراحة.. فعندما لا يتأهل المنتخب السعودي يفترض ان الحكم السعودي يستمر على الأقل لدور الأربعة.. لأنه كما تعرف اختيار الحكم للمباراة النهائية يخضع لمعايير ومقاييس عدة كالخبرة مثلاً وهذا العامل الذي توفر في الحكم الكويتي سعد كميل فقد كان أكثر الحكام العرب خبرة في البطولة وكان أحسنهم أداءً رغم خطئه في المباراة النهائية في احتسابه لهدف ياباني سجل باليد ولكن نحن نقول دائماً ان أفضل الحكام أقلهم أخطاءً.. ولعل زاوية الرؤية وعدم وضوحها بالنسبة لكميل لعبا دوراً مؤثراً في احتسابه لهدف اليد وهذا يؤكد مجدداً على أهمية زاوية الرؤية والتي كنا نتحدث عن أهميتها طوال الموسم رغم تهكم البعض علينا..!). ويضيف الزيد قائلاً.. (هذه المشاركة غير طيبة للحكم السعودي.. فلم نكن نتمنى أن يعود حكم سعودي من الأدوار التمهيدية ولم يحكم سوى مباراة واحدة فقط رغم خروج المنتخب.. ولعل المسؤولين في لجنة الحكام يستفسرون من المسؤولين في الاتحاد الآسيوي عن الرأي الحقيقي ليعرفوا الأسباب الحقيقية.. لكن أنا أقول لك إذا كان السبب مجرد أمر فني فإن ذلك يعد ضربة قاصمة للتحكيم السعودي وحقيقة أصدقك القول إنني كنت أتوقع أن يكون ناصر موجوداً حتى الأدوار المتقدمة عطفاً على عطائه قبل البطولة فهو أفضل من الحكام اللبناني والسوري والإماراتي من ناحية الخبرة والمستوى.. ولعلنا شاهدنا كيف ان الحكم البحريني عبدالرحمن الدلوار رغم انه من الحكام المميزين وشارك في بطولة كأس العالم للشباب إلا أنه اُستبعد وهذا حال البطولات.. فالحكام مثل الفرق.. أحياناً يكونون موفقين وأحياناً العكس.. وكنا نتمنى أن يعوض ناصر ذلك بتواجده في الأولمبياد.. المهنا: كابر ونَسِي الفنية! الحكم الدولي عمر المهنا الذي شارك في تحكيم نهائيات كأس آسيا مرتين عامي 92 في اليابان و2000 في لبنان.. أدلى برأيه هو الآخر حول أسباب هذه المشاركة غير المتوقعة على الإطلاق لزميله الحكم الدولي ناصر الحمدان في كأس آسيا في الصين.. فقال: (طبعاً تعتبر مشاركة الاخ ناصر في كأس آسيا امتدادا لمشاركة الحكام السعوديين الذين شاركوا في نهائيات كأس آسيا ولكن تحكيمه لمباراة واحدة فقط أكيد له أسبابه.. وليس السبب الرئيسي كما يقول الأخ ناصر انه يكمن في ذهابه أو مشاركته للأولمبياد في أثينا لأن هذا الكلام غير صحيح وغير مقبول.. وعذر ضعيف..). ويعود المهنا بالذاكرة إلى الوراء بقوله: (أنا شخصيا شاركت في 92 و2000 والأخ عبدالرحمن الزيد شارك في 96 وكانت فرصتنا محدودة بالطبع لأن منتخبنا تأهل لدوري الثمانية والأربعة ثم للنهائي.. بالإضافة إلى أن الحكام المشاركين يتم استبعادهم في حال تأهل منتخباتهم إلى دور الثمانية بينما في هذه البطولة حدث العكس.. فالمنتخب السعودي مع الأسف لم يتأهل لدور الثمانية كما ان قرار استبعاد الحكام في حال تأهل منتخبات بلدانهم تم الغاؤه أو عدم العمل به كما حدث مع الحكمين الإيراني والكوري اللذين واصلا التحكيم رغم تأهل منتخبيهما وشاركا في دور الثمانية، فمن هنا أعتقد ان فرصة الأخ ناصر كانت كبيرة ومواتية.. لكن من وجهة نظري أن الأخ ناصر قبل أن يذهب للمشاركة في كأس آسيا بالصين والأولمبياد في أثينا ركز على الظهور بالإعلام أكثر من تركيزه على الامور الفنية.. وهذا الشيء أضرّ به كثيراً..). إلا أن الحكم الدولي المهنا عاد ليقول.. (يجب يا أخ سامي أن لا نكون قاسين على الحكم ناصر الحمدان إلى حد وصف مشاركته هذه بالمسيئة للتحكيم السعودي.. لكن الواقع يقول إن الحكام الذين شاركوا في نهائيات كأس آسيا لم يتحصلوا على الفرصة التي تحصل عليها الاخ ناصر.. فقد فرّط في فرصة تاريخية بدون شك من جميع النواحي.. رغم انه كان مستعداً جيداً من الناحية الفنية خاصة وانه شارك في بطولة كأس الخليج في الكويت ثم في تحكيم مباريات قوية داخل المملكة ثم شارك في إدارة مباريات في الكويتوالبحرين فهو كما يقول كان مطلوباً من الاتحادين الكويتيوالبحريني لكرة القدم.. وأعيد القول ان ناصر الحمدان ركّز على موضوع الإعلام اكثر من تركيزه على الامور الفنية داخل المستطيل وهي الاهم.. فلقد كان من المفترض استثمار هذه المشاركة الآسيوية لمصلحته الشخصية كحكم ولمصلحة الحكم والتحكيم السعودي..). ووصف عمر المهنا مشاركة الحكم ناصر الحمدان في الصين بغير الموفقة.. وأضاف يقول: (لو قال عكس هذا الكلام فإني اعتبره يغالط الحقيقة ويكابر..!!). وأكد المهنا انه أدار خلال البطولتين اللتين شارك بهما مباراتين قبل دور الثمانية وكذلك الحال بالنسبة لرفيق دربه التحكيمي عبدالرحمن الزيد رغم تأهل المنتخب السعودي للأدوار المتقدمة في البطولات الثلاث التي شاركا فيها.. وقال لقد كان عدد المباريات في هذه البطولة أكثر وكانت فرصة الحكام أكبر.. لكن الحكام الجيدين هم الذين واصلوا وأداروا ثلاث مباريات. وعن رأيه في أداء الحمدان في المباراة الوحيدة التي قادها في البطولة.. علق المهنا بقوله: (لقد احتسب ضربة جزاء للاعب الكويتي بشار عبدالله غير صحيح على الرغم من ان موقعه القريب ووضوح زاوية الرؤية لديه تماماً لكن كان تقديره خاطئا فقد مثّل بشار في سقوطه وأجاد التمثيل في ذلك وكان هنالك ضربة جزاء للإمارات صحيحة لم يحتسبها.. لكن الإنذارات التي أعطاها اللاعبين كانت مستحقة وتحركاته كانت صحيحة لكن الأكيد انه اتخذ قرارين غيرا مجرى المباراة من وجهة نظري..). المرداسي: تفاجأت بعودته ** الحكم الدولي ممدوح المرداسي يعد احد الحكام الذين يرتبطون بعلاقات صداقة وقرابة قوية مع الحكم الدولي ناصر الحمدان.. وشاركنا بإبداء رأيه بكل وضوح قائلاً: (تربطني بالأخ ناصر علاقة قرابة وصداقة وتقدير قوية وكنت متابعا لاستعداده هنا في الرياض قبل سفره وقد استعد قبل بدء البطولة بفترة طويلة على يد مدرب فلقد غادر وهو جاهز بدنيا وهو معروف باللياقة البدنية العالية ما شاء الله عليه لكن اعتقد ان المسألة لا تتعدى كونها عدم توفيق لأن الواحد دائما يسعى للأفضل وناصر يتمنى ان يحكم النهائي ولقد بذل الأسباب واجتهد.. وكان حريصاً جداً.. تدرب واستعد كما ينبغي ولم يكن ينقصه شيء وكان لديه بطولة أو مشاركة ثانية يعني سافر للصين وهو بحالة معنوية مرتفعة.. وقد يكون وقع في أخطاء تحكيمية خلال إدارته لمباراة الكويت والإمارات لكنها برأيي لم تكن بتلك المؤثرة وبكل صراحة لقد دهشت عندما علمت بعودته من الأخ عبدالرحمن الزيد فقد كنت أبحث في كل مباراة عن وجه ناصر لكنني فوجئت بأنه في الرياض ويتدرب في معهد إعداد القادة.. ولم أتمكن حقيقة من رؤيته أو الالتقاء به لسؤاله عن الأسباب الاكيدة وراء عودته فقد كنت أتدرب مع زملائي في ملعب الصايغ.. ولقد قرأت لك يأخ سامي موضوعا تشيد بأدائه في تلك المباراة.. ولا أعتقد ان أخطاء فادحة ارتكبها.. وصدقني ان المسألة عدم توفيق.. فعلى سبيل المثال هذا الحكم عبدالرحمن الدلوار من البحرين يعد حكما جيدا ومتابعا لكنه لم يكن موفقا في مباراة إيران وعمان وتم استبعاده.. لا اخفيكم انني كنت انتظره في الأدوار النهائية لمعرفتي الحقيقية بمدى جاهزيته وكنت أتمنى أيضاً ان يعوض الاخفاق في أثينا لكن إصابته حالت دون ذلك.. وصدقني ان أي حكم يشارك في بطولة لن يكون طموحه أن يدير مباراة واحدة فقط ويعود.. يعني تخيل ان تستعد طويلا لبطولة كاملة وتحكم مباراة واحدة فقط..!! وهنالك حكام في البطولة أداروا ثلاث مباريات وآخرون أربع مباريات لكن ناصر كان مهمشا في البطولة وناصر هو الوحيد الذي يعرف الأسباب.. والفرصة التي سنحت له لم تتهيأ لأحد من الحكام.. خاصة وان الحكم الذي يخرج منتخب بلاده تكون فرصته أكبر أن يصل إلى تحكيم النهائي.. المرشود: هذا السبب الحقيقي كان لزاماً علينا أن نلتقي أيضاً بأحد الأشخاص المقربين جداً من الحكم الدولي ناصر الحمدان وهو علي المرشود الصحافي السابق واللصيق بالحمدان الذي كان على تواصل دائم معه في الصين من خلال الاتصالات الهاتفية وحتى عندما انتقل ناصر إلى أثينا.. يقول المرشود.. (أنا أعرف كل الأسباب.. لكن دعني في البداية أقول إن مشاركة ناصر الحمدان في نهائيات كأس آسيا جاءت امتدادا لنجاحاته الشخصية ولنجاحات التحكيم السعودي أيضاً وكذلك الحكام العرب وقد نال إشادة العميد فاروق بوظو والدرجة المرتفعة في التقييم على إثر نجاحه في إدارة مباراة الكويت والإمارات.. بل قال لي ناصر ان العميد بوظو قال له إنه لو استمر على نفس المستوى فسوف يصل إلى نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا لكن المذهل في الأمر أن الفيفا أرسل فاكسا أو تلكسا إلى العميد فاروق بوظو في الصين عقب مباراة الكويت والإمارات مباشرة يؤكد فيه على أهمية عودة الحكام الذين تم اختيارهم في تحكيم أولمبياد أثينا إلى بلدانهم للتحضير للسفر إلى أثينا للتواجد بوقت كاف قبل اختبار كوبر الحكام المشاركين حتى ان ناصر هاتفني عقب المباراة وقال لي بالحرف: (هذه آخر مباراة أحكمها). وعندما استفسرت منه عن الأسباب أخبرني بفاكس الفيفا.. كما انه كشف لي ان المراقب الفني للمباراة أشاد به وكذلك الحال بالنسبة للاعبي الكويت والإمارات وقال لقد خرجت من الملعب وأنا واثق بأنني اعطيت كل فريق حقه لكنه كان في حالة نفسية (تعبانة) بعد عودته لأنه يقول إن كأس آسيا ليست كالأولمبياد.. ففي الأولى يكون الاهتمام والمتابعة أكبر وكذلك التركيز على الحكام يكون أكبر في كأس آسيا.. وكان يثني الحمدان على اهتمام ومتابعة الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل وبشكل خاص اثنى على العميد فاروق بوظو الذي قال عنه إنه يجاهد مجاهدة كبيرة على أن يكون الحكم العربي وليس السعودي فحسب يتواجد في المحافل الدولية والقارية لأنه يثق بقدرات الحكم العربي.. وكان يتمنى أن يدير المباراة النهائية ان لم يكن المنتخب السعودي طرفاً فيها.. وعندما سألنا المرشود عن رأيه بالأخطاء التي ارتكبها صديقه الحكم ناصر الحمدان في المباراة الوحيدة التي أدارها بالبطولة والتي أشار وعلق عليها المحللان جمال الشريف ومحمد فودة.. أجاب بقوله: أي حكم يخطئ.. وكل مباراة لابد فيها من أخطاء وناصر الحمدان أخطأ في مباراة الفيصلي والحمادة الفاصلة بناء على سوء تقدير ورغم ذلك ظهر في القناة الرياضية يعترف بخطئه ويعتذر لمنسوبي الفيصلي لعدم احتسابه ضربة جزاء وهذه جرأة من الحمدان كما ان محلل أوربت جاسم مندي أشاد به وأذكر انني استمعت لهذه الاشادة. وشدد على زيادة المتابعة والحرص على تصحيح الأخطاء.. وناصر دائماً يثني على دور الإعلام الرياضي الذي وقف معه ويرحب بالنقد خصوصاً إذا كان صادرا من شخص (فاهم كورة) كي يطور مستواه وكل إنسان يخطئ يا اخ سامي وأنا تفاجأت بعدم تحكيمه لمباريات أخرى لكن السبب الرئيسي كان خطاب الفيفا.. وتذكروا ان سعد كميل أدار نهائي كأس آسيا وأخطأ في احتسابه هدف اليابان الثاني الذي جاء باليد.. لكن لا نقول إن كميل رسب بل يجب أن نسأل اين كان موقعه أثناء اللعبة وكيف حال بينه والرؤية الجيدة للعبة تجمع اللاعبين؟..) الشقير: الشفافية مطلوبة ** في الختام.. كان يجب أن نستمع لوجهة نظر لجنة الحكام الرئيسية لكرة القدم ممثلة برأي رئيسها الحكم الدولي السابق عمر الشقير الذي قال: (طبعاً ناصر الحمدان حكم مخضرم وبالنسبة لأدائه في مباراته فقد أشاد به المراقب الفني بناء على كلامه ولكن كانت وجهة نظر المسؤولين هناك كما أوحى لنا بأن حكام الأولمبياد لابد أن يأخذوا قسطا من الراحة للاستعداد لاختبار الكوبر والمشاركة بأولمبياد أثينا.. وهذا ما فهمناه من الأخ ناصر على أساس انه السبب الرئيسي.. وأنا حاولت مرارا وتكرارا الاتصال بالاخ أحمد جاسم بوصفه مسؤولا في لجنة الحكام الآسيوية والدولية لتوضيح الصورة كي نأخذ المعلومة من رأس الهرم المتواجد هناك في الصين لمعرفة الأسباب لكن تعذر الاتصال به.. وناصر لا يعاني من إصابة أثناء مشاركته في كأس آسيا.. لكننا نحتاج لمعرفة الصورة الحقيقية بالكامل.. لأننا يجب ان لا نخفي شيئا بالعكس يجب ان تكون هناك شفافية في التعامل ونقول للذي تميز بأنه تميز والذي عليه ملاحظات نقول للرأي العام بأن هذا عليه ملاحظات لأن الشيء الذي نخفيه لن يكون في صالحنا ولا في صالح الحكم نفسه.. ولكن استطيع القول بأنه لو كانت هناك فكرة من الأساس بأن الحكام المشاركين في الأولمبياد لا يكملون مشاركتهم في كأس آسيا بهذه الصورة أو يشاركون فقط في الأدوار التمهيدية فإننا نرى أنه من الأفضل ترشيح حكم آخر لاعطاء الفرصة لأن المشاركة تنعكس على مستوى وسمعة التحكيم السعودي.. خاصة وان المنتخب السعودي للأسف خرج من الأدوار التمهيدية ومن هنا تكون حظوظ الحكم السعودي أكبر. لقطات ** تعذر علينا الاتصال بالحكم ناصر الحمدان صاحب القضية لاستطلاع رأيه مباشرة لسفره إلى أثينا واقفال جواله.. رغم ان اتصالاته لم تنقطع مع صديقه علي المرشود الذي كان بمثابة المصدر لأخباره.. * * * ** كان الحكم الدولي عبدالرحمن الزيد أكثر المشاركين تأثراً من هذه المشاركة للحكم السعودي التي وصفها ب(القاصمة) للتحكيم السعودي..! * * * ** بينما كان الحكم الدولي عمر المهنا منطقياً وهو يشير إلى تركيز الحمدان على الجوانب الإعلامية أكثر من الجوانب الفنية والطبية للحكم في مرحلة الاستعداد. * * * ** ركزّ رئيس لجنة الحكام عمر الشقير على موضوع الشفافية وكان محقاً فيما ذهب إليه.. فقد عكس أفقاً واسعاً وعمقاً في الإدارة والتعاطي مع الأحداث التي تتعلق بالحكام والتحكيم.. * * * ** المحلل التحكيمي والحكم الدولي السابق محمد فودة حمّل الحمدان مسؤولية الظلم الذي تعرض له بعدم تقديمه لنفسه بالصورة المطلوبة والمتوقعة من خلال المباراة التي أدارها بين الكويت والإمارات. * * * ** اتفق الجميع على وقوع الحمدان في خطأين فادحين في مباراته التي أدارها حيث احتسب ضربة جزاء غير صحيحة للكويت مستجيبا لتمثيل اللاعب بشار عبدالله فيما تغاضى عن احتساب ضربة جزاء للإمارات. * * * ** أشيع بعد إصابته في كوبر أولمبياد أثينا أن الحكم ناصر الحمدان سوف يعلن اعتزاله التحكيم نهائياً لاسيما وأنه يعيش حالياً وضعاً نفسياً صعباً للغاية..!! خلاصة ** مما تقدم من الأقوال للمشاركين يتبين بما لا يدع مجالاً للشك فيه أن مشاركة الحكم الدولي ناصر الحمدان في نهائيات كأس آسيا الثالثة عشرة التي اختتمت مؤخرا في الصين كانت بحق مخيبة للآمال ولم تكن في مستوى الطموح والتطلعات لعكس الصورة الزاهية للحكم السعودي بل أساءت للصورة المشرفة للتحكيم السعودي في تاريخ النهائيات خاصة وأنها لم ترق لمستوى مشاركات الحكمين الدوليين عبدالرحمن الزيد (96 بالإمارات) أو عمر المهنا (92 و2000) في اليابان وبيروت.. الأكيد أن لجنة الحكام ممثلة برئيسها عمر الشقير وعضو لجنتها الفنية عبدالرحمن الزيد لم تقتنع بأعذار الحمدان بالنسبة لأسباب إدارته لمباراة وحيدة فقط.. وبالتالي فإنها سوف تستقصي أسباب عودته المبكرة أو استبعاده عن طريق القنوات الرسمية.. وحتى ذلك الحين الذي نكتشف فيه الحقيقة.. فإن مشاركة الحكم السعودي في بطولة آسيا ثم أولمبياد أثينا تعرضتا لإجهاض عمّق فيه الغياب للحكم السعودي عن المحافل القارية والدولية.