رغم الهجوم على القصيدة التقليدية واختلاط الحابل بالنابل في مفهوم الحداثة تظل قصائد (راكب اللي) هي نكهة الشعر ومضمار التحدي بين الشعراء في الوصف والابداع حيث يتضح لك مدى سعة خيال كل شاعر في ربط اجزاء المركبة في واقع معاش واحداث ماثلة في صورة بلاغية تشد (الحضور). وان كان اغلب تلك الصور البلاغية ترتبط (بالجنس الآخر) وهذا لا يستغرب لان الشعراء اغلبهم يقبع تحت مظلة المصطلح القديم (قلوبهم خضر) الغريب ان هؤلاء الشعراء يقومون بوضع دعاية مجانية لتلك السيارات الفخمة وبعد الاحصائيات المتواصلة في المجالس الشعبية اتضح ان 99.99% من الشعراء لا يملكون تلك السيارات. والاغرب انهم قاموا بذكر اسماء اصحاب الشركات الموردة، مما اصاب اصحاب تلك الشركات بالدهشة (لانهم اعلم منا باعراف وتقاليد الاعلان وما ادراك ما الاعلان) (فشعراؤنا يدورهم الفقر دورة). رغم ان الدعاية والاعلان في هذا الزمن احد اعظم مصادر التجارة. (اللي عارفين لها الفنانين والممثلين الكلام يصفصف له ويقعد يحفظ فيه اسبوع ولا يستغرق مدة كلامه في الاعلان نصف دقيقة ويقبض له رزم على حد قول اخواننا المصريين) ولا بعد ازيدكم (من الشعر فقر) اتجه هؤلاء الشعراء يصفون الطائرات (على اثرها) زادت عدد الرحلات الداخلية والخارجية. وعقبال (مدح الصواريخ العابرة للقارات) دعاية (بالمرة) لحلف الناتو (ولا يهون) حلف وارسو...! شعر وسياحة في الفترة الماضية كان شعراء النظم يشعرون بالغضب تجاه المجتمع الشعبي ويطالبون بمساواتهم مع زملائهم شعراء الرد لانهم لا يتقاضون اموالاً نظير ما يقولون من الشعر لكن السياحة ببرامجها المتعددة كانت هي المنقذ لشعراء النظم فما على الشاعر الا جمع قصائده القديمة مع قصيدة جديدة (طازجة) مدح فيها اصحاب الدعوة واهل المنطقة ويضمنها المصطلحات القديمة (يعني ما يتعب عليها) وهي (انكم اهل طيب وكرم وشجاعة ووفاء). امنية شعراء النظم هذه الايام (نعم للسياحة على مدى الفصول الاربعة). بعيد عن الاعلام قريب من المجتمع ذلكم هو الشاعر لافي حمود الغيداني بيت عن قصيدة لا اعلم من قائله: لولا الظروف وحاجة الناس للناس ما أحد عرف طيب العرب من رداها