الشاعر الكبير غازي بن دخيل الله بن عون أحد أبرز الأسماء في الساحة الشعبية، أصدر مؤخراً ديوانه الأنيق (نفح الخزامى) - الجزء الثاني، الذي يقع في مائتين وثلاثمائة صفحة، اشتملت على أكثر أغراض الشعر، موزعة على موضوعات القصائد التي ضمها الديوان وتمثلت افتتاحيتها بقصيدة -دينية- في رسول الأمة محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- مطلعها: سلام الله على خير البرايا وعليه أزكى صلاتي والتحايا حبيبٍ جاري في القلب حبّه مثل مجرى الدما وسط الخلايا كما اشتمل الديوان على قصائد -وطنية- منها قصيدة المئوية وهي مطولة رائعة ضمنها شمولية المعنى والتفاصيل، فاكتمل لها المعنى والمبنى وعددها مائة بيت. ومن قصائده الوطنية أكثر من قصيدة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وفي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وفي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وفي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ومنها قوله: ومن قديم الليث ما يقرب حماه لا زأر من هيبته كلٍ يهاب وانت مثل الغيث للدار المحول يرتجى جودك ليا شح السحاب نفح جودك مثل همّال الخيال لاتهامي يروي القاع الرعاب ومن قصائد المدح المعبرة قصيدة جزلة في الأمير الشاعر سعود بن محمد، جاء فيها قول الشاعر: من شبّته لين انّه أقبل يجي عود دون المعالي ما تراخت عضوده ولا يرخي الهامه مدا البيض والسود إلاَّ لربه في الركوع وسجوده الطيّب اللِّي ريح طيبه مع النود كسا الوطن طيب وتعدّى حدوده كما اشتمل الديوان على قصائد تأملية متنوعة فيها محاكاة وجدانية لأكثر من شأن مثل قصيدة (الأيام الخوالي) على الصفحة رقم 70، وقصيدة (الخمسين) على الصفحة رقم 81، وقصيدة (الفصول الأربعة) على الصفحة رقم 87. وقد فعّل الشاعر أكثر من جانب حيوي مواكب بمشاركته الفاعلة الإيجابية وحضوره عبر موضوعات مهمة مثل قصيدته (السياحة الداخلية) على الصفحة 84، كما أنه طرح رؤيته النقدية كصاحب ذوق أدبي رفيع وشاعر غني عن التعريف عبر قصيدة (بضاعة الشعر) على الصفحة رقم 108، التي يقول في مطلعها: يا كثر بعض بضاعة الشعر في السوق تِجْلَب وتشرى بأردى الأثمان وتباع اسم الشعر معروف مع كل مخلوق واحد وهو شتَّان وأشكال وأنواع وتطرق الشاعر في ديوانه إلى قصائد النصح والحكمة والحث على مكارم الأخلاق وعزة النفس، من ذلك قوله في قصيدة (عاشق العليا) على الصفحة رقم 132: ليت نفسي سلعةٍ عندي رخيصه كان ما اشعر بالقصور وبالإهانه ليت ما نفسي على العز بحريصه مثل نفس مغَفَّلٍ ما من تكانه كما احتوى الديوان على أرق وأعذب القصائد الغزلية (القديمة) الرائعة، ومنها قصيدة (الهوى العذري) على الصفحة رقم 156، التي منها قوله: والهوى منه ثلثين البرايا ضحايا وكل جسمٍ يوقّع فيه لازم يسمّه مثل سم الظما لقلوب خضر الودايا عقب بيره نضب فقره وغَوَّر مِجمِّه كما اشتمل الديوان القيم على باب المراسلات الذي ضم القصائد المتبادلة للشعراء الكبار والشعراء المعروفين في روائع من الشعر بينهم وبين الشاعر غازي بن عون، مثل الشاعر عبدالله بن عون، والشاعر سعد بن جدلان، والشاعر عبدالله بن زويبن، والشاعر صالح الناصر، والشاعر سحمان بن ملحم السبيعي، والشاعر حميد الذيابي، والشاعر بدر بن علي العتيبي، والشاعر جرمان بن بطيحان الشهراني، والشاعر نايف بن هندي بن ناصر بن ضيف الله بن حميد، وغيرهم. واختتم الشاعر ديوانه بغرض مؤثر من أغراض الشعر وهو الرثاء، حيث احتوى أكثر من مرثية، منها مرثية الشاعر في الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ومرثية الشاعر في الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-.