إن الشاب في وقتنا تجتاله تيارات ومذاهب وأفكار تصدر من أقصى العالم لتصل إلى الشاب عبر وسائل كثيرة يصعب التحكم فيها أو الابتعاد عنها حتى تستقر في أذهان شبابنا، لم تكن الوسائل القديمة من منع وتقيد ومراقبة لتجدي في عصرنا، فالشاب يستطيع من خلال الإنترنت الاتصال بأقصى نقطة من غير أن ينتبه له ولي أمره، لذا كان لزاماً علينا كأولياء أمور أن نحرص على تثقيف أبنائنا وتزويدهم بما يحتاجونه بشرط أن تكون لديهم قناعات صحيحة موجهة وجهةً سليمة. قديما كانت تحيط بالشاب تيارات محددة يستطيع الأب أن يتحكم فيها مثل الأسرة، المسجد، المدرسة، الأصحاب، الأقارب، الشارع. أما اليوم فإن وقت الشاب ينقضي بين الاستراحات، القنوات الفضائية، الإنترنت فعصر المنع لم يجدِ في وقتنا، فأنت كولي أمر تستطيع أن تقيد الشاب في غرفة بين أربعة جدران ولكنه يستطيع الوصول إلى أقصى قارة عبر جهازه النقال الذي يحمله في يده أو عبر الإنترنت بل إن اندماج الجوال مع الإنترنت قد سهل المهمة، ومن هنا يتبين أن الحلول القديمة غير مجدية. لنحاول في عصرنا اليوم الوصول إلى عقل الشاب والتخاطب مع عقله كما يريد هو لا كما نريد نحن، الشاب بحاجة أن يتكلم هو كما يريد هو لا كما نريد نحن، الشاب له قناعات يريد أن يحدث بها هو لا أن نحدثه بقناعتنا نحن التي يظن هو أنها من العصر الحجري، نحن نطالب الآباء بأن يكونوا نموذجاً صالحاً لأبنائهم ولكننا نفاجأ أن الوالد أحياناً يقف في وجه نجاح ابنه هذا قد يحطم كثيراً من طموحات الشباب، نحن نطالب أولياء الأمور بالمثالية ولكننا نفاجأ عندما نرى أولياء الأمور يتسابقون في إفساد أبنائهم عن قصد أو عن جهل فعندما ترى طفلاً في السادسة من عمره يشتري (الدخان) لأبيه هل تشك يوماً في أنه سيشتريه لنفسه وهل سيكتسب تلك العادات السيئة؟.