الإلحاد باختصار هو الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، هنالك من ترعرع على هذا الفكر المنحرف وهنالك من كان مؤمناً ثم تحول بسبب ضعف الإيمان وكفر بوجود الله جل في علاه، نريد أن نناقش القضية بموضوعية نواجه فيها بعض الحقائق لأنه مع معرفة المسببات يصبح من الممكن العلاج الذي يجب أن نعمل عليه جميعاً لأن هنالك من يعمل على نشر هذا الانحراف الفكري في وجود المسببات التي تشجع بعض صغار السن و/أو المثقفين لينزلقوا بقناعة مصطنعة. قد نحتاج لمقدمة أعمق لموضوع كهذا ولكن استعراض بعض المسببات يأخذ الأهمية هنا، ومن مسببات الانحراف الديني يأتي انعدام حرية الحوار وبالذات من قبل بعض علماء الدين أو طلبتهم بحيث لا يسمح للسائل بالتبحر في بعض الأفكار ويجاب بما يوضح تساؤله، للأسف تجده يُطالب بعدم التفكير في ما سأل عنه وتحذيره من العودة لمثله، هم يظنون أن السائل تربى مثل تربيتهم وتعلم مثل تعليمهم ولذلك سوف يسمع لهم، ويتناسون أن السائل سوف يبحث عن إجابة مقنعة ورحابة صدر مشجعة قد يجدها عند ملحد قديم، هل لأن المؤمنون لا يتحاورون؟ اختلاف وخلاف المشارب الدينية التي يتعرض لها الفرد المستكشف من خلال التلفزيون أو الإنترنت توجد لديه علامات استفهام كثيرة وعندما يجد أنه لا مجال لنقاش بعضها أو لوجود خوف من العقاب على هذا النوع من التفكير، يصنع لديه شخصية مضطربة سلوكياً بسبب حرصه على معرفة الحقيقة الأمر الذي يجعله متحمساً جداً ولهذا يصبح من السهل السيطرة عليه من قبل من يعطيه الوقت والحرية في الحديث ويقتنص نقاط الغموض لديه ليشرحها بطريقة المكذبين من خلال استخدام بعض القصص والروايات التي يجادل بها الملحدون. لابد أن تتسع صدورنا وبالذات العلماء وطلبتهم لكل سائل وتحديداً الشباب ولا نستنكف شكله أو منطقه ولا نهدده ونسكته دون أن نقنعه بالعقل والحجة، لأن غير هذا سوف يساعد على ازدياد المنكرين ولأن هنالك تهديداً بالقتل للمرتد فسوف تجدهم صامتين ولكنهم في الحقيقة مكذبون ينافقوننا ونحن صامتون، وبهذا يزداد الوحل ونفاجأ بالنتائج لاحقاً في مراحل متأخرة أو مستعصية. رمضان كريم... عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا