تزخر المملكة بالعديد من الآثار والمناطق الأثرية فمنها ما تم اكتشافه ومنها الذي لم يكتشف بعد ويظهر لنا بين الفينة والأخرى العثور على بعض من هذه الآثار وهذا يدل على أن هذه البلاد عاشت على أرضها حضارات قديمة لشعوب مختلفة. جبل الأشعل يقع بالقرب من قرية الفوارة غرب مدينة الرين بحوالي (45) كلم ويزخر هذا الجبل بالكهوف العميقة المظلمة والحفر وقد اختلفت الروايات بين الناس حوله فالبعض يقول إن هذه الآثار قديمة جدا منذ آلاف السنين والبعض الآخر يقول إنها كانت عبارة عن مناجم ذهب قديمة فيما قال آخرون إنها ترجع لعهد قبيلة بني هلال فيما قال البعض إنها آثار شهب ونيازك ومن عجائب ما قيل حوله وانتشر حتى بين الصغار أن هذا الجبل به كنوز في باطنه لا تقدر بثمن وأن هناك ثعباناً أسود كبير لحراسة هذه الكنوز وإنه يسمع أصوات الجن به وخاصة في الأوقات المتأخرة من الليل. الجزيرة قامت بزيارة لجبل الأشعل على الرغم من وعورة الطريق لمشاهدته عن كثب فالزائر له عند مشاهدته للجبل من بعيد يعتقد أنه تم حفره بواسطة جرافات أو آلات حديثة إلا أنه عندما يقترب ويقف بنفسه على ظهر الجبل يجد أن عمليات الحفر بدوية وليس هناك أي آثار لاستخدام الآلات الحديثة في حفره وهذا يدل على قوة الأيادي التي سوت هذه الحفر الكهوف فالجبل يحتوي على كهوف وآبار عميقة جدا لا يمكن رؤية أعماقها وجوفها ظلام حالك حتى في وسط النهار نظرا لعمقها ويوجد بالقرب منها قبور ولكن ليس من المؤكد أن تكون هذه القبور قديمة كما أن هناك بعض الحفريات في أسفل الجبل على شكل أحواض ويتناثر على سفح الجبل العديد من حصى المرو ويوجد على مقربة منه بحوالي 400 متر جبل آخر به حفريات مشابهة له. الجزيرة سألت معرف قرية الفوارة بالرين عايض بن ضويحي بن مجمش القحطاني وهو من كبار السن في القرية حول هذه الكهوف وهل هي حديثة أم قديمة فقال إنها سابقة عصر آبائنا وأجدادنا ونعتقد والله أعلم أنها قديمة جدا وربما أنها كانت مناجم للذهب قديمة حيث إن الصخور القريبة منها نجدها مختلطة بالفحم ويوجد حولها بعض الأحواض الترابية ربما استخدمت آنذاك كمصانع بدائية لصهر الذهب ويضيف ابن ضويحي قائلا: إن هذه الجبال هي امتداد لجبال الأمار التي بها حاليا منجم للتعدين فهذه السلسلة الجبلية تمتد لعشرات الكيلو مترات وربما أنها كانت قديما غنية بالمعادن وكذلك يوجد أماكن أخرى نفس هذا الجبل ولكن على مسافات متفاوتة. واختتم ابن ضويحي حديثه قائلا إنني آمل من الجهات المسؤولة من المناطق الأثرية وضع سياج حديدي على هذا الجبل بحكم أنه لا يبعد عن قريتنا سوى (500) متر ونحن نخاف على أولادنا وحيواناتنا من الوقوع في هذه الحفر.كذلك التقينا بالمواطن عباس بن ظافر القحطاني وهو من قرية أم العظام وقال إنني حسب ما سمعت من روايات الآباء أن هذه المناجم كانت لقبيلة بني هلال التي كانت تقطن شبه جزيرة العرب في السابق. من الجولة - الجبل بحاجة لدراسة من قبل المختصين بالآثار في المملكة. - لابد من وضح سياج حديدي لحماية الأرواح البشرية من السقوط في الكهوف وخاصة صغار السن وكذلك لمنع وقوع الحيوانات به والمحافظة عليه كمعلم أثري.