«الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    اختتام اعمال الدورة 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في البحرين    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد وفرة المياه قديماً.. «الفوارة» تنتظر السقيا
الفوارة تاريخ الآبار والآثار 6 / 6
نشر في الجزيرة يوم 06 - 06 - 2003

حلقات كتبها: موسى عتيق الهبيري عبدالله الشبلان النحيت
في حلقة اليوم نتناول وضع المياه بالفوارة واحتياجات الأهالي كما نعرج بالحديث إلى الجانب التاريخي من حيث الزيارات التي قام بها أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين للفوارة..
زيارات ميمونة
تشرفت الفوارة بعدة زيارات من عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وهذا يدل على التواصل بين المجتمع السعودي حكومة وشعباً، والترابط بينهم كاليد الواحدة مستمدين هذه التعاليم وهذه التقاليد من الدين الإسلامي الحنيف، الذي هو نهج هذه الدولة المباركة - حفظها الله من كل مكروه -.
ومن أهم هذه الزيارات:
- تشرفت الفوارة بزيارة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود في عام 1377ه.
- تشرفت الفوارة بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم «سابقاً» في عام 1402ه.
- تشرفت الفوارة بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة القصيم «سابقاً» في عام 1406ه.
- تشرفت الفوارة بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم سابقاً في عام 1411ه.
- تشرفت الفوارة بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة القصيم في عام 1421ه.
كما زارها الكثير من كبار المسؤولين في منطقة القصيم ولكن لا يتسع المجال لذكرهم.
كما زار الفوارة أيضاً العديد من الباحثين عن الآثار وقد كتبوا عنها وعن آثارها وحضارتها، من أبرزهم الأستاذ محمد بن ناصر العبودي صاحب كتاب «معجم بلاد القصيم» والأستاذ تركي بن إبراهيم القهيدان صاحب كتاب «أرض القصيم» وكتاب «القصيم آثار وحضارة» وقد تطرق الأخير إلى آثارها بشكل واضح.
الفوارة وحظها من الشهرة
ومما سبق التحدث عنه في الحلقات السابقة، فإن الفوارة كانت مزارع وعيونا لأحد أمراء بني العباس بل انه تعاقبها عدة أمراء من الدولة العباسية وكذلك فإنها تقع على طريق الحاج البصري المتجه إلى المدينة المنورة.
ومع هذه الأهمية للفوارة، وتلك الصفة التي تنفرد بها فإن حظها من الشهرة لم يكن على ذلك القدر فلم يذكرها البكري واكتفى ياقوت بقوله: الفوارة: قال الأصمعي: بين أكمة الخيمة، وبين الشمال جبل يقال له الظهران، وقرية يقال لها الفوارة بجنب الظهران بها نخيل كثيرة، وعيون للسلطان وبحذائها ماء يقال له المقنّعة، ونقل السكوني قوله: متالع ماء في شرقي الظهران عند الفوارة في جبل القنان.
فساء حظ الفوارة لديه إلى درجة أنه لم يضبط اسمها ولم يذكر اشتقاقه كما كان يفعل في غيرها من المواضيع.
ولكن سوء الحظ ليس ضربة لازب فقد انتدب لذكر الفوارة والتنويه بها إمام جليل حافظ هو الإمام أبو اسحاق الحربي، وذكر عنها ما لا ينطبق إلا عليها لأنه ذكرها في معرض كلامه على طريق حاج البصرة، إلى المدينة فذكر ما قبلها وما بعدها من المنازل التي لا يزال أكثرها معروفاً باسمه القديم، قال: وبين أثال، وبين الماء الذي ينزلون فيه ثلاثة أميال، هي عيون ابن عامر، وهي مياه ونخل، ثم يخرجون فيصبحون الناجية، ليس بها ماء.
ثم يسيرون إلى «الفوارة» فيصبحون بها، وبها عيون، ونخل كثير، كانت لعيسى بن جفر: ثم يخرجون فإذا جاوزوها - أي جاوزوا الفوارة - بستة أميال، عرض لهم قطن عن أيمانهم، فإذا جاوزوه اتسعت لهم الأرض وتنحّت الجبال، ففي ذلك الموضع مضلة، فمن لم يضل قصد إلى بطن الرمة، فنزلوه، وفيه غدير لا يكاد يعدمه ماء، وليس به أنيس، ثم يخرجون منه فيصبحون «النقرة» فذكر أماكن معروفة الآن وهي «آثال» وعيون ابن عامر التي هي هنا «عيون الجوا» وقطن وبطن الرمة أي وادي الرمة والنقرة.
وكذلك ذكر ياقوت نصين في الفوارة ولكنه نسبهما إلى غيرهما الأول: قال في باب القاف والواو:
القوارة: بالضم والتخفيف من قولهم: انقارت الركية إذا انهدمت قال أبو عبدالله السكوني: القوارة عيون ونخيل كثيرة كانت لعيسى بن جفر يتركها أهل البصرة إذا أرادوا المدينة يرحل من الناحية فينزل القوارة ومن القوارة إلى بطن الرمة.
وهذا خطأ إنما النص في الفوارة بفتح الفاء الموحدة وتشديد الوار.
والنص الثاني قوله: في باب الغين والواو: الغوارة، بالفتح تم التخفيف، وبعد الألف راء مهملة: قرية بها نخل وعيون إلى جنب الظهران.
وظاهر من النصوص السابقة ان هذا وهم وخطأ وان صحته الفوارة بالفاء وتشديد الواو، لا بالغين المفتوحة والواو المخففة.
وبعد ألا ترى صحة القول إن الفوارة سيئة الحظ من الذكر حتى بعض النصوص التي هي خاصة بها صرفت هنا إلى غيرها وهي لا تحتمل ذلك لأن تلك النصوص بداتها تدل على أنها في الفوارة هذه وليست في غيرها.
الفوارة في عهد العيون الحديثة
تحدثنا عن العيون القديمة في الفوارة وكونها من أغنى المناطق بوفرة المياه، حتى أن اسمها اقتبس من كثرة المياه التي كانت وافرة وتفور من أرضها.
ولكن ما هي حال تلك العيون في الوقت الحاضر وما هي الحال بالنسبة للفوارة وما جاورها بخصوص المياه؟ وهل مازالت على ما سمعنا عنها قديماً أم تغيرت الحال؟
حدثني أحد المواطنين وقال: في أعوام الثمانينات الهجرية من القرن الماضي كان كل فناء منزل يوجد به بئر عمقه لا يتجاوز خمسة أمتار، وكان كل بئر يكفي جميع متطلبات المنزل من الماء.
إن العيون لا تزال قائمة ولكن أثارها فقط، بل إن المرء وخصوصاً من لم ير العيون القديمة عندما كانت عامرة ووافرة بالمياه يقف أمام تلك العيون مندهشاً مستغرباً ليس من طريقة حفر هذه العيون أو من طول عمق الآبار أو قصره أو من كثرتها، لا بل يقف متعجباً ويتساءل هل هذه العيون كان يخرج منها الماء حتى إلى وقت قريب إلى الثمانينات الهجرية؟؟
إنه يتساءل ويحق له أن يتساءل لأن تلك العيون جفت وأصبحت مجرد أثار يقال عنها كانت وكانت.
يقول الأستاذ القهيدان: ويجب الأخذ بالاعتبار أن المنطقة الوافرة المياه قد تتحول مع مرور الزمن إلى منطقة جافة وقد تتحول مياهها العذبة إلى مياه مالحة، وبالتالي قد تتحول الأرض الخصبة مع مرور الزمن إلى تربة ملحية تكثر فيها الصخور الكلسية، ويرجع ذلك إلى تبخر المياه وترسب الأملاح.
أما القرى والهجر التابعة للفوارة فإنه يوجد بها ماء ليس بالقليل ولكن جميعه مالح لا يصلح للشرب بل لأغراض الزراعة فقط.
أما المياه العذبة الصالحة للشرب فلا توجد في الفوارة والهجر التابعة لها سوى مكان واحد وهو جبل الحضر حيث يوجد به «آبار ارتوازية».
وبعد ان كانت المياه تفور من أرض الفوارة من تلقاء نفسها أصبحت الآن تتزود بمياه الشرب من القرى القريبة منها، والمياه تجلب بواسطة سيارات الصهاريج من منطقة صبيح والناصفة. أما المصدر الرئيسي لمياه الشرب لأهالي الفوارة فهو جبل الحضر الذي يقع شرق الفوارة ويبعد عنها حوالي سبعة أكيال.
تساؤل
هل جبل الحضر يغطي احتياجات أهالي الفوارة من الماء العذب؟
هل الماء وافر وكثير فيه؟؟
يقول المواطن مساعد السعود أحد أصحاب الآبار: إن آبار جبل الحضر لا تسقي الفوارة فحسب بل جميع المناطق التابعة للفوارة.
وعن وفرة المياه في تلك الآبار قال: في فصل الشتاء وعند غزارة الأمطار فإننا نستطيع أن نصدّر ستة صهاريج في اليوم الواحد «24 ساعة» أما في فصل الصيف فإن الآبار قريبة إلى الجفاف حيث انه في اليوم الواحد لا تستطيع الآبار سوى اخراج صهريجين فقط أي أن الصهريج الواحد يستغرق 12 ساعة.
وسأدع القارئ الكريم يحكم هل تكفي آبار جبل الحضر في سقيا أكثر من اثني عشر ألف نسمة من أهالي الفوارة والقرى التابعة لها.
ولكن ما هو الحل في آبار جبل الحضر المهددة بالجفاف بين وقتٍ وآخر.
وما هو الحل في عيون الفوارة خصوصاً أن هناك عدة مزارع في الفوارة جفت آبارها الارتوازية ومات نخيلها والبعض الآخر من المزارع على وشك الهلاك لنقص المياه؟
الحل هو انشاء سدين فقط لتغذية المناطق الجافة.. سد في أعالي وديان الفوارة وذلك للاستفادة من السيول التي تمر هدراً كل عام دون الاستفادة منها، وذلك لانقاذ ما يمكن انقاذه من المزارع التي على وشك الهلاك، وببناء السد قد تعود الحياة لتلك المزارع التي هلكت زروعاتها وأشجارها وخضرتها.
أما السد الآخر فهو ليس بأقل أهمية من السد الأول فالسد الأول يغذي المزارع وعيون الفوارة والسد الثاني إذا انشئ فهو يغذي ويسقي أهالي الفوارة الماء العذب وموقعه في أسفل جبل الحضر وخصوصاً إذا عرفنا أن ذلك الموقع يحتوي على عدة شلالات تستمر لفترة طويلة بعد هطول الأمطار في الجريان ولكن للأسف تمر بجوار الآبار دون الاستفادة منها.
إن إنشاء السدود وحجر الماء الذي يمر هدراً كل عام دون الاستفادة منه له فائدة كبيرة لمنطقة الفوارة فهي بحاجة ماسة وضرورية لإنشاء تلك السدود وقد سبق أن طلب هذا الأمر طلباً رسمياً ولا يزال حتى الآن لم ير النور ونطمح أن نرى ذلك قريباً.
الفوارة والسياحة
إن الحديث عن السياحة في الفوارة حديث ممتع وشيق وواسع، فالفوارة هي الأم لعدد ليس قليلا من القرى والهجر التي تحتضن العديد من المواقع السياحية والمنتزهات التي تنتشر هنا وهناك في منطقة الفوارة ففي شرق الفوارة وعلى بعد سبعة أكيال يقع جبل الحضر ويعتبر أكبر الجبال التابعة للفوارة ويمتاز جبل الحضر في جهته الشرقية بكثرة أشجار الطلح المتناثرة حوله التي تضفي عليه روعة وجمالاً ويزداد جمال جبل الحضر في فصل الشتاء عند هطول الأمطار فعندما تنظر إلى تلك الشلالات متسللة بين الصخور تارة وتصب في برك الماء الكبيرة المنتشرة في الجبل تارةومن ثم تنساب من أعالي الصفاء تارة أخرى لتسقط محدثة صوتاً تطرب له الآذان وتصغي له القلوب المولعة بحب الطبيعة الخلابة.
إنك وبطبيعة النفس البشرية المجبولة على حب المعرفة والاطلاع لن تتوقف عند نهاية هذه الشلالات التي هي بداية مغامرتك، بل إنك ستذهب لتتابع هذه الشلالات ومصادرها فتتسلق الجبل الذي يكون طريقه سهلا فصعبا فمستويا فمعوجا لتتفاجأ بتلك الساحات الكبيرة والكثيرة التي في أعلى جبل الحضر والتي هي مصدر لتلك الشلالات. تلك الساحات التي يكثر بها شجر الطلح والسمر، وتخترقها الجداول المائية الصغيرة العذبة وتلك المروج الخضراء وأنواع شتى من النباتات والزهور الملونة التي تتلاعب بأوراقها فراشات صغيرة بألوان زاهية، عند رؤيتك هذه المناظر الجميلة المدهشة التي تعقد لسانك ولا تستطيع التعبير وتكتفي بقول: سبحان الله العظيم وتظن أنك في أرض مستوية وتنسى أنك في أعلى قمم جبل الحضر.
هذا بالنسبة للجهة الشرقية من جبل الحضر أما الجهة الشمالية منه وتسمى «برقا الحضر» فهي عبارة عن تلال رملية ذهبية كبيرة متناثرة أسفل الجبل ويفصل فيما بينها والجبل مجرى مائي كبير وعند هطول الأمطار يجري هذا الجدول وعند ضفته يرتطم ماء الجدول بصخور الجبل وعند ضفته الأخرى تنساب معه الرمال الناعمة فما أجمل المنظر! ومن المناطق السياحية «قمرا» وتبعد عن الفوارة حوالي خمسة عشر كيلاً وهي أرض مستوية كانت في القديم مكانا يتوفر فيه الزبيدي «الفقع» وتزداد جمالاً أخاذاً وبهاء في فصل الربيع عندما تكسو الأرض خضرة الأعشاب، وتلك الشعاب التي تكثر فيها الأشجار وهي مكان تكثر فيه الرحلات البرية. هذا بالاضافة إلى جبال الموشم والحجرة، والخيمة التي جميعها تعتبر من المناطق الجميلة والسياحية. أما جبل الربوض ويبعد عن الفوارة كيلين فقط، ومن جهته الشمالية تقع «واحة» الوريكية التي يميزها السد القديم وتلك النخيل التي يتوسطها بئر قديم وخلف النخيل يقع كهف صغير، وليس ببعيد عن الوريكية يقع الرَّس وهو مورد ماء قديم هذا بالاضافة إلى تل يقع شرق الوريكية وهو عبارة عن جبل صغير والغريب أن فيه أحجارا شفافة كالزجاج ويسمى جبل «الزجاج» أما جنوب الربوض وهو المكان المطل على الفوارة فإن الحديث عن هذا المكان يدعو للأسى والحزن العميق ولا أستطيع الحديث عنه إلا بقول كان وكان، وكان منتزهاً جميلاً وكانت ميزته تلك الرمال الذهبية التي تعانق جبل الربوض وكان وكان.. أما الآن فأصبح ذلك المكان مهجوراً بسبب تلك المخلفات التي تلقى فيه من مخلفات معمارية وغيرها.. فمن المسؤول عن تلك المخلفات ومن يرى ويهتم بالأماكن السياحية في الفوارة.
روح التطور
إن الفوارة بحاجة ضرورية وماسة لفتح مجمع قروي فيها ليخدمها ويخدم القرى التابعة لها على الوجه الأكمل والمطلوب الذي تنشده حكومة خادم الحرمين الشريفين.
ويتبع الفوارة العديد من القرى والهجر التي تتوفر فيها المدارس باختلاف مراحلها والمراكز الصحية ومن أهم القرى والهجر مراغان، النومانية، العمورة الجنوبية، العمورة الشمالية، الهبيرية القديمة، الهبيرية الجديدة، الخرساء، الجرير الشمالي، الرويضات، الوسيطا، الحجرة، الحملية، الدرعية، السلسلة، المحسنية، الجرير الجنوبي، الأشيعل، الأبيتر، وقط الجديدة.
وأغلب هذه القرى والهجر تربطها بالفوارة طرق صحراوية كما أن هناك في الفوارة العديد من الشوارع المسفلتة حالياً قد ذهبت معظم طبقة الاسفلت فيها وتخللها العديد من الحفر في عدد كبير من الشوارع في الأحياء الجديدة والقديمة.
إن الفوارة وكما هو مشاهد بنمو متزايد ولكن على غير تخطيط منسق يعنى بالمرافق الضرورية كما أن بعض الأحياء الجديدة شوارعها غير مسفلتة.
وأيضاً ينقص الفوارة المنتزهات والحدائق والتشجير المنسق والمناظر الجمالية التي تدخل على نفس المقيم والزائر البهجة والسرور.
كما أن النظافة في الفوارة لم تلق عناية كاملة حيث لوثت المنطقة الجبلية المجاورة للفوارة التي كانت فيما قبل منتزهات وأماكن جميلة قبل أن تلوث. إذاً المجمع القروي هو الذي يحل جميع المتطلبات السابقة وهو الجهة المسؤولة عن الاهتمام بالمنتزهات والحفاظ عليها، وهذه الأسباب عن الفوارة فقط ناهيك عن القرى التابعة لها.
إن المجمع القروي يمثل روح التطور والفوارة بحاجة ضرورية وملحة لهذه الدائرة الحكومية لتواكب التطور الذي تشهده المملكة.
احتياجات
ومن الخدمات التي تحتاجها الفوارة، كلية لإعداد المعلمات لخدمة البلد وتوابعها، ولتتمكن بنات الفوارة من اكمال تعليمهن وللمساهمة في خدمة وطنهن ومجتمعهن، إن الفوارة يوجد بها ثانوية للبنات ولكن عندما يتخرجن منها لا بد من مواصلة تعليمهن وأقرب كلية إلى الفوارة هي مدينة الرس التي تبعد عن الفوارة أكثر من مائة كيلو متر. ومن الخدمات التي تحتاجها الفوارة انشاء مركز دفاع مدني وذلك لبعدها عن مراكز الدفاع المدني وكذلك كثرة توابعها وما قد ينتج عن أي حريق من أضرار بالغة قبل أن يتمكن الدفاع المدني من الوصول لبعد المسافة. ومن الخدمات المطلوبة انشاء معابر فوق الأودية لربط أطراف الفوارة بالفوارة الأم وذلك لأن السيول تعزل هذه الأطراف فيعاني أهلها ويقاسون لاسيما عند وجود مريض يحتاج مستشفى وكذلك يعانون حرمان ابنائهم من الدراسة حال الأمطار. وتحتاج الفوارة إنشاء شبكة لمياه الشرب حيث يعاني أهل الفوارة من عدم وجود هذه الخدمة الحيوية التي تتوقف عليها حياتهم.
كذلك فتح وحدة رخص لتجديد الرخص واستمارات سير السيارات وفتح مكتب للأحوال المدنية حيث يراجع أهالي الفوارة مكتب الأحوال المدنية بالبكيرية وتبعد عنهم حوالي مائة وثلاثين كيلاً. فتح مكتب لشركة كهرباء بالفوارة. فتح مكتب لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما استبشر أهالي الفوارة قبل فترة بالموافقة على انشاء مستشفى ولكن متى يتم البدء في انشائه ونتمنى أن يكون هذا المشروع فاتحة خير ويرى النور قريباً.
المراجع
لإعداد هذه الحلقات تم الرجوع إلى عدة مراجع هي:
- معجم «بلدان القصيم» لمؤلفه محمد بن ناصر العبودي.
- «القصيم آثار وحضارة» لمؤلفه تركي ابراهيم القهيدان.
- «أرض القصيم» لمؤلفه تركي القهيدان.
- «القصيم بين عيون الماء وعيون الشعر» لمؤلفه تركي القهيدان.
- «من أخبار الملك عبدالعزيز في مذكرات الراوي المؤرخ محمد العبيد» لمؤلفه فائز البدراني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.