انتشرت في الصحاري والمرتفعات الجبلية حول الجوف ظاهرة شبابية تنبش وتحفر في الآثار التاريخية بحثا عن الركاز (الكنز) ، ضاربين بالمعالم التاريخية عرض الحائط ، ومغيبين الملامح والأدلة الأثرية. وقال الدكتور خليل إبراهيم البراهيم أستاذ مشارك في قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود وهو متخصص في آثار شمال المملكة قضية التنبيش والسرقة أصبحت ظاهرة في جميع مناطق المملكة بدافع البحث عن الكنوز وهي ظاهرة مدمرة للمواقع الأثرية وبالتالي تؤدي الى تغييب أدلة أثرية يمكن إعادة كتابة تاريخ الجزيرة العربية الحضاري عن طريقها . مشيرا إلى أن من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تفشيها هي انشغال فئة من الشباب العاطلين عن العمل والدراسة في البحث عن مصادر مالية من خلال هذا النبش وما ساعد على زيادة الظاهرة قلة الاهتمام بحماية المواقع الاثرية من قبل الجهات المختصة سواء الجهات المتمثلة بوكالة الآثار والمتاحف او الجهات الامنية التي لا تلتفت لهذا الموضوع ، ومن التفريط الحاصل في قضية الحماية ان معظم هذه المواقع هي مواقع غير محمية سواء كانت مسيجة او غير ذلك وبالتالي فان الإجراء العملي المهم في هذا الجانب ان تركز الجهات المعنية جهودها في حماية هذه المواقع من خلال الحراسات والتنسيق مع الجهات الأمنية وكذلك تسجيل المواقع التي لم تسجل في سجلات الآثار والتي دائما هي عرضة لهذه الظاهرة. واكد حسين على المبارك باحث بوحدة الآثار بتعليم الجوف: نحن في وحدة الآثار نعاني الأمرين من هذا الموضوع ومعاناتنا شبه دائمة حيث تتعرض معظم الكتابات للتخريب بقصد او بدون قصد مما يخفي معالمها الاصلية وبالتالي اختفاء فصل مهم في تاريخ المنطقة وحضارتها القديمة خصوصا ان المنطقة تمتلك اقدم موقع اثري في العالم . مبينا ان ما يفعل الآن من عمليات الحفر والتنبيش هو هوس لدى الشباب بالذهب والكنوز من خلال المشعوذين والدجالين ومن خلال خرائط غير صحيحة. وأشار إلى انه تم إلقاء القبض على مجموعة من الشباب في المنطقة قاموا بالحفر بالقرب من المعسكر الكشفي بعمق 15 مترا في الصخر وكان الموضوع كله هو هوس البحث عن الكنز . وأضاف: ان العلاج من وجهة نظري متابعة المواقع الأثرية بالتعاون مع الجهات الأمنية المختلفة أو إيجاد شرطة بمسمى شرطة الآثار لحمايتها بالتعاون مع الجهات الأمنية المختلفة. يذكر ان مواطنا عثر على بعض القطع الذهبية وحبات خرزية وبلورات زجاجية. كما عثر آخر في شمال سكاكا على حجر كروي الشكل مرسوم عليه الكرة الأرضية وتظهر بوضوح خريطة شبه الجزيرة العربية، و كتب عليه لفظ الجلالة واسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى وجود حجر على شكل حمامة وآخر على شكل خنجر. وعثر مواطن على قطعة معدنية غريبة الشكل لإحدى الحضارات القديمة التي سكنت منطقة الجوف مرسوم عليها خريطة لجزيرة ما ، ويوجد فيها نخلة صغيرة وامرأة مستلقية تحت ضوء الشمس. فيما عثرت (اليوم) على كهف منهار غربي جبل قيال الأثرى لم يسمع به من قبل وبحدود هذا الكهف وجدت حفريات تؤكد عمليات البحث عن الكنز او الركاز. كهف منهار غربي جبل قيال الاثري