اختطف مسلحون فلسطينيون ثلاثة متطوعين كنسيين أجانب لفترة وجيزة وأضرم نشطاء النار في مبان حكومية في الضفة الغربية أمس السبت في موجة جديدة من انعدام القانون تواجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتداءاتها اليومية التي شملت أمس اعتداءات بالمروحيات والمدفعية على مواقع بقطاع غزة. وأدان الوزير الفلسطيني صائب عريقات العنف معبراً عن مخاوف من الانزلاق إلى الفوضى التي يمكن أن تضر بالدعم الدولي للفلسطينيين. وقالت مصادر أمنية فلسطينية: إن مسلحين فلسطينيين احتجزوا الثلاثة وهم أمريكي وبريطاني وايرلندي أثناء عودتهم إلى منزلهم الذي يقيمون فيه في نابلس ونقلوهم بعيداً تحت تهديد السلاح. وقالت المصادر: إن الأجانب وهم أعضاء في جماعة مسيحية خيرية تعطي دروسا في الإنجليزية في نابلس افرج عنهم دون أن يصابوا بأذى بعد أن طوقت الشرطة الفلسطينية المكان الذي احتجزوا فيه في مخيم بلاطة للاجئين. واستمرت محنة الرهائن أكثر قليلاً من ساعتين ولكنها كانت مؤشراً على الانهيار المتزايد للنظام والقانون في المناطق الفلسطينية والذي يمثل أكبر تحد لحكم الرئيس عرفات منذ عودته من المنفى من عشر سنوات. وفي وقت لاحق أضرم فلسطينيون ساخطون على تعيينات عرفات وأجهزته الأمنية النار في مبنيين للسلطة الفلسطينية في بلدة جنين بالضفة الغربية. وقال شهود عيان: إن النار أتلفت الأجزاء الداخلية للمبنيين تماما. فمع تكشف محنة الرهائن أضرم نشطاء النار في مبنى حكومي في مدينة جنين بالضفة الغربية في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت بسبب الغضب من رفض رئيس بلدية المدينة تنفيذ مطالبهم. وقال قائد لكتائب شهداء الأقصى وهي جماعة مسلحة تابعة لفتح أن أعضاءه احرقوا المبنى الواقع في وسط البلدة. وقال القائد لرويترز: إن رئيس البلدية قدورة موسى الذي عينه عرفات في الأسبوع الماضي رفض دفع مرتبات لمسلحي كتائب شهداء الأقصى أو التعاون مع الجماعة. ورفض قدورة الذي اتصلت به رويترز أن يعلق على إشعال الحريق. كذلك أضرمت الجماعة النار أيضا في مبنى من طابق واحد تشغله المخابرات الفلسطينية قائلة إن ضباطها يتجسسون على أعضاء كتائب شهداء الأقصى. وفيما تستمر الخلافات الفلسطينية واصلت إسرائيل تهجمها العدواني الذي تشكل هذه الخلافات حافزا له، حيث استأنفت مروحياتها الحربية الإسرائيلية صباح أمس السبت قصف منازل المواطنين في بيت حانون وتل الزعتر ومنطقة السكة شمال قطاع غزة بالرشاشات الثقيلة، وأفاد شهود عيان بأن القصف برشاشات المروحيات تم بصورة عشوائية وكثيفة. وكانت المروحيات الحربية إضافة إلى الدبابات الإسرائيلية المتمركزة قرب محطة حمودة على طريق صلاح الدين الرئيسة عند موقع أبوصفية العسكري قامت بقصف منازل المواطنين في المنطقة بعدد من قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة حيث سمعت أصوات انفجارات مدوية. واجتاحت قوات الاحتلال مناطق السيادة الوطنية شمال غزة وتمركزت على تل قليبو على مشارف تل الزعتر بمحاذاة مدينة زايد السكنية، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الواقعة شرق مدينة الشيخ زايد والمعروفة بأرض قليبو. ومن ناحية أخرى اعترفت مصادر أمنية إسرائيلية بإطلاق صاروخ من نوع قسام فجر أمس على مدينة سديروت الاستيطانية في النقب الغربي، وقالت مصادر فلسطينية: إن هذا القصف يأتي دليلاً على فشل القوات الإسرائيلية في وقف عمليات إطلاق الصواريخ على سديروت في النقب الغربي رغم مرور أكثر من شهر على إعادة احتلال بيت حانون واستباحتها وتوسيع العدوان على بيت لاهيا وجباليا شمال القطاع وقيام الأباتشي بقصف وتدمير ما تسميه قوات الاحتلال ورشات لإنتاج وتصنيع صواريخ قسام والهاون، وكان آخر غارة نفذت عند منتصف الليل دمرت مبنى في حي الزيتون جنوبغزة.