الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع ولها شأن تقويم الأفراد إلى الطريق الصحيح، فالأسرة تتميز بالملكية للافراد الذين ينتمون إليها وهي تحافظ عليهم من الانحراف الفكري والسلوكي وتزيد من تماسكهم وتعاونهم لاجل استمرار الاسرة الناجحة، وتتكون الاسرة من مجموعة أفراد تنشأ بينهم علاقات وتفاعل اجتماعي ووجداني وعاطفي ومن خلال التفاعل يحصل الألفة بنيهم والتعاون والتكاتف في شتى شؤون الأسرة، بداية من تقديم الشورى والنصيحة والموعظة إلى أن يصل الأمر إلزام أفرادها باتباع سلوك معين لهدف استمرار تماسك الأسرة، ومن خلال التفاعل كذلك يحصل اختلاف وجهات النظر بسبب موقف أو مشكلة وقد يتطور الخلاف لعدة سنوات وبهذا قد يهجر الأخ أخاه أو الاخت، ولكن بعض الأسرة تحافظ على استمرار حياة أسرتها لأنها أخذت بمقومات الأسرة الناجحة. وتتلخص مقومات الأسرة الناجحة بالآتي: 1 - تثبيت العقيدة الإسلامية في نفوس أفراد الأسرة فهي صلاح الأفراد والمفتاح الأول لنجاح الأسرة وأساس قبول الأعمال، قال الله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} ولأن العقيدة تحث على عبادة الله وصلة الأرحام، وكما دل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، روى أبو أيوب رضي الله عنه أن أعرابياً عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله - أو يا محمد - اخبرني بما يقربني من الجنة وما يبعدني من النار، قال: فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ثم قال: (لقد وفق أو لقد هدي)، قال كيف؟ قلت: قال: فاعاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم دع الناقة) . 2 - الإيثار في الحب بين أفراد الأسرة الواحدة لكي تنشأ بينهم مودة واحترام متبادل والإيثار في الحب يؤكد استمرار الأسرة الناجحة وفق تطبيق إيثار الحب قال الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ويزيد الإيثار التكاتف والتعاون على استمرار الأسرة. 3 - تحديد دور كل فرد من أفراد الأسرة بمهامه، فالأسرة تقوم على القائد والقائد قد يكون الأب أو الأم أو أحد الأبناء، ودور القائد دور رئيسي ودور الأعضاء دور ثانوي كل بما يخصه، فالقائد للأسرة يحدد الأدوار ومهامها وهكذا تسير سفينة الأسرة بنجاح باهر. 4 - المساعدة في حل المشكلات الأسرية وتقريب وجهات النظر وإزالة مسببات المشكلة ومنع تطورها بالوقوف على أعراضها ومحاولة إيجاد الحل الناجع لكل مشكلة أسرية. 5 - الوقاية من الانحرافات الأسرية سواء فكرية أو اختلاف وجهات نظر والوقاية لها دور هام في الحفاظ على استمرار الأسرة والوقاية لها نوعان وقاية أولية وهي ملاحظة اوجه التفاعل بين أفراد الأسرة والعمل على الوقوف على المشكلات الصغيرة والمبادرة في حلها قبل أن تستفحل وتكبر وتتعقد في حلها، وقاية ثانوية الاهتمام بالأبناء وتقريب وجهات النظر بينهم وزرع احترام رأي الآخر بهم. 6 - الجانب التنموي ويتولى تعليم الجانب التنموي التعامل بين الافراد بداية من قائد الأسرة لاستمرار الأسرة بتنمية مبادئ التعاون والتكاتف والمساواة والعدل والحق والتآزر واحترام رأي الآخر والحِلم وعدم الغضب.