في ليلة مساؤها شعر من ليالي مهرجان (الجوف حلوة)، ليلة فيها أرزم الشعر وأمطر على لسان فارسها طلال حمزة الذي كان بداية المسك وأعطر، ليلة عبارة عن أمسية، ولكن ليست كالأمسيات حيث استهلها مديرها عواد شعيب الرويلي بقصيدة ترحيبية بالشاعر طلال حمزة الشريف أحد ضيوف مهرجان الجوف لهذا العام، ثم ترك له الأرضية مستهلاً إياها بقصيدة جوفية يقول في مطلعها: مساكم الله بالرضا يا هل الجوف مساكم الله بالسعد والبشاير ثم ينتقل إلى موقع آخر من الجمال ويقول: مني الدعاء والله عليه الإجابة مني السعي والله كفيل بالأرزاق وحيث إن طلال جميل في كل الأحوال غير مسار الأمسية إلى شعر التفعيلة حيث يقول في قصيدته رسالة للطفل العربي: عزيزي الطفل لا تكبر كذا أجمل.. كذا أطهر كذا لا دين يتراكم.. كذا لا ضغط لا سكر إلى أن يقول: حبيبي الطفل.. أقول لك شي دخيل الله لا تكبر.. ويستمر فارس الأمسية ينثر الإبداع بكل ألوان الطيف، ويقول لتلك الفتاة التي لم يرها منذ ثماني سنوات، وكانت في الثانية عشرة من العمر: أخيراً صرتي في العشرين طويلة وفاتنة وتغرين ثم يعود إلى النبطي رائعاً كعادته بقصيدة يقول في آخرها لا تبيعني ظلما ولا تبيعيني سراج والله يعدل بالختام اعوجاجي ثم يعود إلى التفعيلة قائلاً: تعالوا نعد من واحد إلى مليون بعد هذا نبي نحسب كم فينا حرامية فقصيدة صفق لها الجمهور كثيراً هي عبارة عن حب بالتقسيط، ويتوالى طلال حمزة بالهطول الجميل هطولاً لا يشبهه سوى هذا البيت: وشى يذبح الرجال غير إنه يشوف أخس خلق الله يأخذ مكانه فقصيدة تشريحية لواقعنا المعاصر حيث يقول: شكراً قناة المستقبل شكراً يا ديانا كرزون وبما أن الهم العربي واحد، فقد تكلم طلال حمزة بلسان الجميع قائلاً: أنا العربي.. أنا العربي أنا المستهلك الأكبر أنا العربي.. أنا لا شيء ثم يعود بنا الى جدة بقصيدة عتاب يقول في مطلعها: حسبي الله على جدة ونعم الوكيل ضيعتني هناك وضيعتني هنا إلى أن قال: حسبي الله على حظي ونعم الوكيل ابني الشي وارجع اهدم اللي انبنى ويقول في قصيدة الوطن: الوطن ما هو عقارات وصكوك ولا بطاقات ائتمان.. إلى آخر ما قال وتستمر المصافحة الجميلة بين صوت أكف الحضور وبين صوت فارس الأمسية عندما قال مخاطباً والده في قصيدة اعتداد بالنفس: كانا الوفا نجر وفناجيل ودلال يا أبوي أنا مبطي مخاوي دلالي إلى أن يقول: يا أبوي لا تجزع على كل الأحوال ما تلحق شمس وأنا لك ظلالي ثم فتح مدير الأمسية المجال للأسئلة حيث أجاب عنها الشاعر طلال حمزة بكل صراحة ووضوح، ثم اختتم هطوله الشعري بقصيدة المدينة منها: يا الله اني طالبك عفوك وأبي صفح جميل عن ذنوبي واهد نفسي في رضاه وفي زعلها حيث طيبة الطيبة مستجيرٍ بك دخيل طامعٍ في رحمة ما يخيب اللي سألها عقب تلك القصيدة (المدنية) اختتم مدير الأمسية عواد شعيب الرويلي كما بدأها بأبيات شكر فيها الشاعر طلال حمزة على حضوره وتلبية الدعوة، هذا وقد كانت الأمسية رائعة بكل المقاييس حيث حضرها وفد من أمانة مجلس التعاون الخليجي الذي يزور المنطقة هذه الأيام، وجمهور غفير غصت به قاعة المحاضرات بدار الجوف للعلوم.