ضمن فعاليات مهرجان الجوف الصيفي الأول «الجوف حلوة» أقيمت على مركز الامير عبد الاله الحضاري بسكاكا امسية شعرية تقاسم فرسانها الثلاثة الابداع وهم الحميدي بن حمد الحربي وعبد الله بن جلال الرويلي ودامث بن رشيد الرويلي شاطرهم الروعة عريف الأمسية الاستاذ عواد بن شعيب الرويلي الذي قدمهم كقامات شامخة من قامات الشعر في بلادنا وهم بحق يستحقون ذلك عطفا على مكانتهم الشعرية في المملكة، وعلى ما قدموه في تلك الامسية من قصائد جادة وجميلة بعيدة عن الابتذال والاسفاف ناقشوا خلالها عددا من القضايا والهموم التي تهم الدين والوطن والمواطن. وقد رحب بهم عريف الامسية على طريقته التي كانت عبارة عن قصيدة اثنى فيها على الشعراء الثلاثة واجاد في ذلك كثيرا، ثم تناوب الشعراء الابداع من خلال القاء قصيدتين لكل شاعر يؤطر كل جولة عواد الرويلي بتعليق خفيف وجميل وحيث إن الشاعر الكبير الحميدي الحربي ابعدهم خطوة - كما يقول المثل - وهو الضيف الأكبر استهل القصائد بقصيدة جوفية حازت اعجاب الحضور أعقبها ومن خلال التناوب مع زميليه بقصائد رائعة وهادفة اهمها قصيدة تتحدث عن الارهاب متحدثاً فيها عن بعض الفئات التي لا تمت للدين بصلة - على حد تعبيره - الى ان جاء الدور على قصائد الغزل حيث اتبع الحضور بقصيدة نختار منها هذه الأبيات: يأخذ بي الهاجس مع الليل مرواس أبحر بلا مجداف غرب وشرقا لازل هوجاس تقبلت هوجاس يرقى العذاب ويدمي الجرح وأرقى اشيل جرح العود المفارق دباس مع اختلاف احوال فرقى وفرقى وفي رائعة اخرى يقول: يا مغرق في بحر الاوهام ذاته كتم الشعور اشد من كتم الانفاس ما يدري امس انك حزنت لفواته ولو تشتكي لليوم ما قال لا باس اما الشاعر عبد الله جلال الرويلي فقد كان موفقا جدا في اختيار قصائده وبحق فهي جميلة كلها غير ان من أجملها القصيدة التي منها: من بعد حبك صرت عاشق للأقلام وعلى السجية صرت شاعر شمالي وفي احدى روائع الشاعر عبد الله جلال يقول: لو المدى والذاكرة ملح وتراب لو الخطا موضة والاخلاص عذروب الى ان قال: جيته مثل ما شافني حلم وكتاب وشكل ومجرد سالفه واسم واسلوب فيما اجاد الشاعر الشاب دامث رشيد الرويلي في البوح من خلال قصائده عن هموم «صوير» ونقل صورة حية عن هذه البلدة الحالمة الراقدة بين الجبل والنفود حيث قال عنها: تبقى المكان اللي حضن ريحة «شهاب» اللي رسم بعيوننا حلم واقفى وقال في قصيدة للحصاد: ما سوى القمح يغري بالحصاد ولا سوى الحب يغري للعطا من يذر الريح بعيون الرماد كان ما فكر خطاه انه خطا وفي موطن من مواطن الابداع يقول الشاعر دامث مواسيا احد اصدقائه: يا حاكم تدور ورايه فرج هم تشره على اللي يشتري ضحكته دين يا علني اشرب غلا ضحكتك سم ان البشر تاكل معي مالها يدين ويستمر الفرسان الثلاثة في التحليق في سماء الروعة الى ان فتح المجال للأسئلة الجادة والمداخلات الهادفة التي اجاب عنها الشعراء بكل صراحة واريحية مختتما عواد الرويلي الامسية كما بدأها بقصيدة اخرى جميلة شكر فيها الشعراء على تلبية الدعوة مثنيا على قصائدهم الرائعة. لقطات من الأمسية 1- هذه الأمسية تميزت عن سابقاتها من ناحية كثافة الحضور والتنظيم حيث جلس الجمهور تحت المظلة والشعراء على العشب بعكس الامسيات السابقة. 2- كان للشعر الحر حضوره الوهاج من خلال قصائد دامث رشيد. 3- تخلل الامسية مداخلة جميلة من الاستاذ محمد الصالح أحد ضيوف المهرجان الذي قدم من القصيم لهذا الغرض حيث اثنى على المهرجان والجوف واهله مبرزاً ذلك بقصيدة عبارة عن تسجيل انطباع عن الجوف وكرم اهل الجوف.