سعادة رئيس التحرير خالد المالك... تحية طيبة.. عبر هذه الجريدة المرموقة كتبت كما كتب غيري عن بعض احتياجات منطقة حائل من المشاريع المهمة والضرورية منذ سنوات، بالإضافة إلى التقارير التي ترفعها الجهات الرسمية في المنطقة للوزارات ذات الصلة بتلك المشاريع، وتبقى تلك المشاريع محل دراسات ولقاءات واجتماعات، وعلى هذا المنوال تدور مشاريعنا.. (الجزيرة) نشرت خبرا مصورا في عددها الصادر برقم (11589) في 3 - 5 - 1425ه لزيارة وزير المياه المهندس عبد الله الحصين لحائل واجتماعه مع المسؤولين لمناقشة مشكلة مستعصية منذ سنوات وهي مشكلة المياه. هذه المشكلة التي أخذت أكثر مما تستحق من المكاتبات والمخاطبات والاجتماعات واللقاءات والزيارات، ولعلي أركز هنا على جانب الزيارات التي جرت العادة أن يتوجها المسؤول الزائر للمنطقة بالتأكيد أنه في القريب العاجل سوف تحل المشكلة، ويمضي القريب العاجل ويأتي بعده الأجل دون أن تحل هذه المعضلة وربما زادت سوءاً. الوزير الزائر لحائل صرح ل(الجزيرة) بقوله: (قرب انتهاء مشكلة حائل المائية والبيئية) وهذا التصريح لا يختلف عن التصريح الذي قاله وزير المياه السابق د. غازي القصيبي إبان زيارته لحائل العام المنصرم في مثل هذه الأيام وتحديداً يوم الاثنين الموافق 21 - 6 - 1424ه فشاهد الواقع بعينه وسمع بأذنه من خلاله حضوره جلسة المنطقة وأثناء زيارته رفع طاقة مياه الحميمة من أربعين متراً مكعباً إلى خمسة وستين مترا مكعباً، وكأن هذه الزيادة لا تتم إلا بحضور الوزير نفسه ووعدنا بمشاريع عاجلة وبحلول سريعة لمشكلة المياه والصرف الصحي ومضت الأيام والشهور، والسنة توشك على الانتهاء بين زيارة الوزير السابق والوزير الحالي ومشكلتنا تزداد والوعود بازدياد. حقيقة نحن أمام مشكلة تحتاج إلى تدخل فوري وعلاج سريع، خصوصا أن سكان القرى والهجر هم أشد تضرراً ويعانون الأمرّين من ضيق ذات اليد وندرة الماء؛ فجلب مياه الشرب والغسل يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة، وهم بالكاد يسدون رمق من يعولونهم، وأنا أعرف رب أسرة في قرية يعول أكثر من سبعة أطفال ويعيش على مرتب مؤذن مقداره (1050) ريالا، وقد جف بئر مزرعته التي يستخدم ماءها للغسل، ومثله الآلاف الذين هم في حالته أو أسوأ منه. نحن نعلم جيداً أن الماء عصب الحياة ولا ينعم الإنسان إلا اذا توافر له ماء عذب. مشكلة حائل مع المياه أزلية ومعروفة وطرقت إعلاميا من خلال الأخبار أو التحقيقات أو المطالبات ولكن لم تحظَ بالاهتمام المتوقع من قبل المسؤولين في وزارة المياه وبقيت حلولها محصورة في المسكنات والمهدئات من خلال وصفة (القريب العاجل).. وكم كنت أتمنى لو أعد برنامج يكون له نصيب للقرى والهجر من زيارة الوزير ليطلع عن كثب على معاناة الأهالي بدلاً من حصر الزيارة على المدينة فقط التي ينعم بها الزائر بماء عذب شربا وغسلاً. من هنا أوجه رسالة لمعالي وزير المياه المهندس عبد الله الحصين كمسؤول اؤتمن من قبل ولاة الأمر - حفظهم الله - على هذا المرفق المهم والحساس بأن كل مواطن يعاني من شح في الماء فأنت مسؤول أمام الله ثم أمام ولاة الأمر عن حل معاناتهم قدر المستطاع، ولا نشك في نزاهتك وأمانتك؛ فأنت أهل لهذا الموقع والمنصب وإنما اكتب هذا من باب أمانة الكلمة والرسالة التي تستوجب عليّ كمواطن حائلي أن أصف الواقع كما هو واقع فعلاً دون تضخيم أو تهويل؛ فهذا ما كان، والله المستعان. ناصر بن عبد العزيز الرابح