من رسائل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - حفظه الله ووفقه - التي وجهها الى المواطنين بمناسبة اصدار النظام الاساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق قال في مقدمة الرسالة: (إن هذه الدولة قامت على منهاج واضح في السياسة والحكم والدعوة والاجتماع وبقيامها سعد الناس في هذه البلاد حيث توفر لهم الامن الوطيد واجتماع الكلمة) وقال: (لئن كانت العقيدة والشريعة هي الاصول الكلية التي نهضت عليها هذه الدولة فإن تطبيق هذه الاصول يتمثل في التزام المنهج الإسلامي الصحيح في العقيدة والفقه والدعوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي القضاء وفي العلاقة بين الحاكم والمحكوم) تلك كلمات رائعة تدل على صدق قائلها مع ربه ثم قال: (لقد حرص مؤسس كيان هذا البلد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- على إنفاذ منهج الإسلام في الحكم والمجتمع مهما كانت الصعوبات والتحديات وقد قام هذا المنهج على مجموعة من الركائز كعقيدة التوحيد وشريعة الإسلام وحمل الدعوة الإسلامية الى الغير وايجاد بيئة عامة صحية صالحة وتحقيق الوحدة الايمانية الى جانب الاخذ بأسباب التقدم وتحقيق النهضة الشاملة وتحقيق الشورى وان يظل الحرمان الشريفان مطهرين للطائفين والعاكفين الركع السجود ومن ثم الدفاع عن الدين والمقدسات والوطن والمواطنين والدولة) تلك هي المرتكزات التي قامت عليها المملكة وستظل عليها ان شاء الله الى يوم الدين ولو كره الكافرون ثم قال: (لذلك لم تعرف المملكة ما يسمى بالفراغ الدستوري لأنها طول مسيرتها تحكم بموجب مبادئ موجهة وقواعد ملزمة واصول واضحة) ثم قال: (ومن هنا فإن اصدارنا لتلك الانظمة:النظام الاساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق، لم يأتِ من فراغ وانما هي توثيق لشيء قائم وصياغة لأمر واقع معمول به وان عماد النظام الاساسي ومصدره هو الشريعة الإسلامية حيث استلهم منها المبادئ والاهداف الرشيدة كما ان نظام مجلس الشورى كان استجابة لقوله تعالي {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}، كما ان نظام المنطق جاء بعد تطورات هائلة في مختلف المجالات مما اقتضى التجديد والتطوير في النظام الاداري العام للبلاد) وقال - حفظه الله - : (ان المواطن السعودي هو الركيزة الاساسية لنهضة وطنه وتنميته ولن ندخر وسعا في فيما يحقق له السعادة والطمانينة) ومن هذه العبارات والجمل ندرك مدى اهتمامه حفظه الله بكل شيء: التمسك بالشريعة الإسلامية بحذافيرها، الحرص على حماية الوطن والمواطن من كل ما يشوبهما، الحرص على ملاحقة التقدم والتطور في كل شيء من مرافق الحياة مما يعود بالنفع على المواطن والوطن. وقبل ختم الرسالة سطر عبارات من ذهب إذ قال: (ان المملكة في حاضرها كما هي في ماضيها ملتزمة بشرع الله تطبقه بكل حرص وحزم في جميع شؤونها الداخلية والخارجية وسوف تظل بحول الله وقوته ملتزمة بذلك حريصة عليه اشد الحرص) وقال: (اننا ثابتون بحول الله وقوته على الإسلام نتواصى بذلك جيلاً بعد جيل وحاكماً بعد حاكم لايضرنا من خالفنا حتى يأتي وعدالله) تلك عبارات تنبع منها قوة الايمان والتعلق بالخالق جل جلاله في كل الامور وختم الرسالة بعبارات تنبع من القلب فقال: (سنمضي بعون الله على منهجنا الإسلامي متعاونين مع كل من يريد الخير للإسلام والمسلمين حريصين على التمكين لدين الإسلام ودعوته وتقدم هذه البلاد وسعادة شعبنا). هذه نماذج من رسائل ائمة دعوة التوحيد بداية من الامام محمد بن سعود وانتهاء بخادم الحرمين الشريفين تتجلى فيها عظم علاقتهم بالله سبحانه يستمدون العون منه ويتكلون عليه في كل امورهم حريصين على عزة الإسلام وقوته مدافعين عنه بكل ما يملكون ويستطيعون، جاعلينه الاساس في اقامة الدولة حريصين على استقامة المواطن وسلامته مناصرين للحق في كل زمان ومكان فاللهم اجزهم عنا خيرا واسكن السابقين فسيح الجنات واسبغ اثواب الصحة والعافية على خادم الحرمين الشريفين، اللهم واحفظ ولاة امورنا وسدد خطاهم وكن عونا لهم وسنداً والحمد لله رب العالمين.