هناك فئة من الناس إذا ملكت قليلاً من المال مقارنة برؤوس الأموال التي يملكها رجال المال والأعمال أو منصباً صغيراً مقارنة بالمناصب العليا أو حتى لو أعطي ما يُسمّى بختم (التعريف) تكبّر وتجبّر على الناس وجرّ ثوبه من الخيلاء وعندما يراجع إحدى الإدارات الحكومية أو غير الحكومية أعطى إشارات غير مباشرة بطلب معاملته معاملة خاصة. وهذا يعود إلى أن هذه الفئة تعاني من عنصر النقص وبالتالي تحاول تعويضه بهذه المظاهر الخداعة التي لا يوجد لها أساس أو مقومات ثابتة. في المقابل هناك فئة أخرى رغم ما تملكه من مكانة اجتماعية أو مالية أو وظيفية إلا أنها تتمتع بدرجة عالية من التواضع واحترام الآخرين وهذا سببه يعود إلى ان هذه الفئة على ثقة كبيرة بنفسها وتواضعها لا يقلل من قيمتها بل يزيد من احترامها وتقديرها لدى الآخرين. وهذه الفئة من وجهة نظري الشخصية قليلة مقارنة بالفئة الأولى وسأضرب مثالاً من الواقع عليها. فهد بن سعود بن سويلم هذا الرجل خدم الدولة لمدة أربعة عقود تقريباً وفي مناصب قيادية هامة كان آخرها أميراً لشقراء (محافظ حالياً) حتى أحيل إلى التقاعد قبل سنوات ورغم مكانته الاجتماعية فهو من أسرة آل سويلم العريقة والمعروفة في الرياض ورغم مكانته الوظيفية السابقة وتولي أبنائه لمناصب رفيعة في الدولة حالياً إلا أنه عندما يقابلك يخجلك بتواضعه وأدبه الجم. راجعني قبل أيام في شأن معاملة خاصة به وكان في منتهى اللباقة والاحترام عندها عقدت مقارنة بسيطة وسريعة بينه وبين بعض عوام الناس ونكراتهم الذين يراجعوننا بين الحين والآخر وما يصدر منهم من ألفاظ وأساليب أقل ما يقال عنها إنها غير مناسبة. تمنيت لو أن هؤلاء الناس يملكون ولو جزءا بسيطا من تواضع هذا الرجل وأمثاله وان يكون قدوة لبعض المسؤولين الذين تصيبهم الكراسي التي يجلسون عليها بشيء من الغرور والتعالي على عباد الله ولكنهم بفضل الله قلة ولا نستطيع التعميم في هذا الموضوع. أعرف أنني لو كتبت هذه الأسطر عندما كان ابن سويلم أميراً لشقراء لاعتبرها البعض نوعاً من النفاق الاجتماعي الهدف منه تحقيق مكاسب مادية أو معنوية ولكن بما ان الرجل تقاعد منذ سنوات فإنني أحمل صك براءة من هذا الاتهام ولا أملك إلا أن أدعو له بالصحة وطول عمر يكسب عملاً صالحاً.