عصر يوم الجمعة الماضي وفي الساعة العاشرة الا ربعا بالتوقيت الغروبي كان موعد الجماهير الرياضية في منطقة القصيم مع لقاء البطولة بين فريقي الحزم من الرس والرائد من بريدة على ملعب الرائد في بريدة.. وعلى الرغم من توافد الجماهير في وقت مبكر ومن مختلف مدن القصيم والجو المعتدل الذي صادف يوم المباراة بالرغم من ذلك لم يحفل هذا اللقاء بما طبعت عليه لقاءات الفريقين عادة من اثارة وتشويق ومتعة فجاءت المباراة متوسطة المستوى بشكل عام وفاترة مملة في بعض الأحيان. كان استعداد الحزم لهذه المباراة كبيرا ولكنه استعداد ينقصه التركيز فالتشكيل الذي ظهر به الفريق في هذه المباراة جاء عفويا فاكثر اللاعبين لعبوا في غير مراكزهم.. ولم يكونوا على استعداد لتطبيق ما تتطلبه هذه المراكز لحداثتهم عليها ومن ثم كانت الطريقة التي يلعب بها الفريق دفاعية أكثر منها هجومية والحزم ليس ضعيفا لدرجة ان يستخدم الطريقة الدفاعية. وبنفس الوقت لم يكن الرائد قويا إلا أنه وجد نفسه أمام فريق متفكك فكان استغلال افراده للفرص التي تهيأت لهم حسنة فحققوا الفوز دون أي مجهود بل ان الذي ساعدهم في ذلك خط الدفاع الحزماوي الذي كان منكشفاً منذ بداية المباراة.. وأصبح في عزلة تامة عن الخطوط الأخرى للفريق فجميع افراده تعمدوا التطويش وقذف الكرة في أي اتجاه وغالبا ما يكون لخارج الملعب أو إلى أفراد الفريق الخصم فلم يفد منها الهجوم وانقطع الترابط بين خط الدفاع وخط الهجوم، شخص واحد في دفاع الحزم بذل مجهوداً فوق طاقته وغطى معظم أخطاء زملائه وصد عديدا من الهجمات الخطرة هذا اللاعب هو قلب الدفاع فهد الذي أنقذ فريقه من أهداف عديدة كادت تزيد من رصيد الرائد من الأهداف في هذه المباراة ولو ان له بعض المسؤولية في ولوج الهدف الأول في مرمى فريقه حيث كان متقدما كثيرا فكانت فرصة للجناح الشمالي لفريق الرائد صالح السلامة في ان يستغل كرة مررها له أحد اللاعبين فينطلق بها وسدد منها الهدف الأول لفريق الرائد بعد مضي ثلث ساعة من بداية المباراة هذا الهدف الذي كان سببا في ارتفاع مستوى المباراة عما كانت عليه ولكنه ارتفاع مؤقت فسريعا ما عادت الكرة إلى بطئها وتنقلها غير المتقن بين لاعبي الفريقين. قد يغضب مني بعض الاخوة الحزماويين في هذا الهجوم ولكن كيف لي ان أفر من الحقيقة وهم يدركونها أكثر مني فالتشكيل كان خاطئاً والتصحيح لهذا الخطأ كان خاطئاً أيضا فلو انه لعب منذ البداية في خط الهجوم العمري وراضي ودخيل والحميد وأخروا الرشيد ليلعب في الوسط مع عبدالله الشارخ لكان أفضل، أما ان يجتمع أكثر من لاعب في خط الهجوم ولكل منهم نفس أخطاء الآخر فهذا ما جعلهم يعجزون عن الوصول إلى مرمى الرائد حتى في ضربة الجزاء - البنلتي - التي يحتسبها الحكم لصالحه في نهاية الشوط الأول بعد هجمة جانبية قادها راضي وسحب بها خط الدفاع ورفعها جميلة للرشيد الذي صوبها نحو الباب ولمسها أحد اللاعبين بيده بعد ان تخطت خط المرمى وبدلا من ان يحتسبها الحكم هدفا صحيحا للحزم جعلها ضربة جزاء فسددها الرشيد الذي لم يكن هادئا في أعصابه فأثر ذلك في ألعابه وطارت الكرة في الآوت من فوق العارضة وينتهي بذلك الشوط الأول بهدفين للرائد ولا شيء للحزم. في الشوط الثاني كان مستوى المباراة أعلى بكثير منه في الشوط الأول فالرائد في محاولة للحفاظ على هذه النتيجة وزيادة رصيده من الاهداف والحزم يحاول ان يتعادل معه على الأقل فأحدث بعض التغييرات في صفوفه حيث نزل البلي في الدفاع ليكون المالك متنقلا بين الوسط والدفاع ويتقدم دخيل لمساعدة وسط الرائد يصول ويجول في الملعب ويمول خط هجومه بالعديد من الكرات التي كادت تثمر لولا حرص لاعبي الرائد على ان ينهي الهجمة ناصر الصلال الذي كان مراقباً وباحكام من قبل فهد المالك فتنتهي معظم هجمات الفريق عند هذا الحد ولعل مدرب الرائد لم ينتبه لهذه النقطة المهمة لمعظم الأهداف لم تكن عن تخطيط في اللعب ما عدا الهدف الأول فالهدف الثاني سدده اللاعب الذي يحتل مركز الجناح الأيمن فهد الكنعان نتيجة كرة هيأها له في خط الستة عبد الرحمن الهندي ظهير الحزم والهدف الثالث الذي جاء بعد خمس دقائق من بداية الشوط الثاني سجله اللاعب ابراهيم الراشد اثر ضربة حرة غير مباشرة.. ولو ان المدرب استغل بروز الجناح الأيمن للفريق وانكشاف الظهير المقابل له فجعل الهجمات عن طريقه لربما خرج الحزم وفي شبكته العديد من الأهداف وبالمناسبة فإن هذا اللاعب وأعني الكنعان يتمتع بمواهب كروية فريدة وعلى المدرب ان يستغل هذه الموهبة لدى هذا اللاعب فالمستقبل ينتظره سيما وانه يمتلك قدما فولاذية استغلها بتصويب كرات عديدة في اتجاه مرمى الحزم. الشيء الذي لا أغمطه في فريق الرائد هو الجماعية التي ظهروا بها وبروز خط الوسط حيث قام بتمويل الهجوم بكرات عديدة استغل الهجوم بعضا منها والبعض الآخر كانت تتحطم بصخرة دفاع الحزم فهد المالك.. فالعامل الأساسي في فوز الرائد هو بروز الوسط بقيادة سليمان الجمعة الذي كان هادئاً في العابه وتوزيع كراته وقام أحمد هلال بدور المساعد للجمعة والتراجع لمساندة الدفاع حين يقوم الفريق المقابل بقيادة إحدى الهجمات.. وخط الدفاع بالنسبة للرائد كان مرتاحا ولكنه كان واضحا منذ البداية انه سيعجز عن صد أي هجمة إذا جاءت متقنة وخاصة الظهير الأيمن الذي جاءت معظم هجمات الحزم الخطرة عن طريقه ولكنها تنتهي عندما تخرج في الآوت نتيجة سوء التهديف أو حينما يكسبها أحد أفراد الرائد بعد ان يكثر لاعبو الحزم من المحاورة.. واللف في الكرة حتى تضيع منهم وخاصة دخيل الذي يريد دائماً ان يصل إلى المرمى بنفسه دون ان أراه قد مرر أي كرة لزملائه. في منتصف الشوط الثاني سجل الحزم هدفه الوحيد اثر ضربة حرة غير مباشرة وجاء هذا الهدف بعد ان سدد الرائد اهدافه الثلاثة.. وتوقفت النتيجة عند هذا الحد وانتهت المباراة بفوز الرائد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وحصوله على بطولة منطقة القصيم لهذا العام بعد ان كان الحزم هو البطل لعامين سابقين. أحر التهاني للرئاد وحظ أوفر للحزم في الأعوام القادمة. نجم المباراة بدون منازع فهد المالك وقد برز بعض اللاعبين من الفريقين مثل فهد الكنعان وسليمان الجمعة وناصر الصلال من الرائد وقبلان وراضي من الحزم. يوم الاثنين أمس سيتقابل نفس الفريقين - درجة ثانية - في مباراة على بطولة منطقة القصيم. فريق الحزم لا يلعب في السنة إلا مباراة واحدة فإذا هزم يبقى حتى العالم القادم وهذه طريقة تستلزم اعادة النظر من قبل رعاية الشباب.