قبل عدة أيام رجعت من محافظة عنيزة في منطقة القصيم.. وعلى الرغم من أنها المكان الذي أنتمي إليه في الأصل وتتعلق كل جوارحي به إلا أنني لا أزورها إلا سنوياً تقريباً لظروف عدة.. وما رأيته في هذه العطلة أثلج صدري وترك طابعاً رائعاً فيني وفي كل من زارها.. فهذه المرة شهد الكل بأن عنيزة تتقدم سريعاً نحو الأفضل بما تقدمه من سياحة ممتعة ومفيدة لكل أفراد الأسرة.. فالرجال والشباب يجدون هناك التنشيط السياحي الذي يستضيف أكبر الشعراء والأدباء فيبدون احتراماً للحرف وتقديراً للكلمة والأدب العالي. كما يوجد أماكن واسعة فسيحة تطل على مناظر جميلة مكتوب عليها (للشباب فقط) فهذه اللوحة البسيطة أشفت غليل الشباب وأوجدت حلاً للمشاكل والعقد من لوحة (عوائل فقط)!! كما يوجد منتزهات وملاهٍ مغلقة خاصة للنساء وبكثرة، فهناك يلتقي الأصحاب والأقارب وتكون فرصة للتعارف وصلة الأرحام.. وهذا المشروع الناجح لم أره إلى الآن في المنطقة الشرقية على الرغم من اعتبارها منطقة سياحية! والطفل هناك قبل كل شيء فتجد في كل مكان ألعاباً ووسائل ترفيه وسباق السيارات وأركاناً للتلوين والرسم وتطوير المهارات داخل المنتزهات النسائية تناسب كل الأعمار. وإذا خرجت لشوارع عنيزة فإنك ترى أبناء الوطن بخدمتك في كل مكان.. يبيعون في المحلات والبقالات ويعبون لك البنزين في المحطات أيضاً.. معتزين بالكسب من عرق الجبين فخورين بخدمة الوطن ومبتعدين عن عزة نفس بعض الشباب السعودي التي تأخذهم بالإثم.. لظنهم بأن مثل هذه الأعمال إهانة للنفس وإذلال للشخصية. ما رأيته كان فعلاً يستحق الإشادة والتشجيع.. لا أقول بأن عنيزة هي أفضل مكان للسياحة في المملكة.. ولكن التقدم والنشاط الذي قدمته في فتره قصيرة ملفت للنظر ومثير للإعجاب.. فهنيئاً لأهل عنيزة بها وهنيئاً لعنيزة بأهلها.